اعلان

بلد العجايب.. القاتل في القفص والجثة "مختفية"

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
كتب : ملك محمد

أصبحنا نسمع كل يوم عن جريمة قتل مختلفة يذهب ضحيتها أحد الأفراد، لأسباب تكاد لا تذكر، ومنذ لحظة وقوع الجريمة والإبلاغ عنها، تبدأ الأجهزة الأمنية في تكثيف جهودها للوصول لمرتكبيها، وبعد رحلة من البحث والتحريات يتمكنوا من جمع خيوط الجريمة من "أدوات، وشهود، وجثة"، وغيرهم وبناء على ذلك يتم ضبط المتهمين ويقدموا للمحاكمة ولكن فى حالات أخرى، نجد وقائع بلا جثث، والسطور القادمة تحمل بعض الوقائع التي ارتكبها المتهمين واعترفوا بها ولكن مازالت الجثث مفقوده.

جريمة قتل تقود لجثة مفقود بالإسكندرية

حيث قام عامل يدعى "ك م ك" بتحرير محضر بغياب نجله "ا ك ك" أثناء قيادته التوك توك الخاص به بمنطقة طوسون دائرة القسم المنتزه وتوصلت الأجهزة الأمنية إلى أن كل من "م. ا. ا" و"م. ف. م" و"س. ع. ا" المحبوس حاليًا بسجن مركز إدكو بأمن البحيرة على ذمة القضية جنح مركز شرطة إدكو "مخدرات" اعتبارًا من 15102016م ولحين طلبه وراء اختفاء المذكور حيث اتفقوا فيما بينهم وعقدوا العزم وبيتوا النية على إزهاق روحه والتخلص منه بقصد سرقة التوك توك خاصته وبمواجهتهم بالتحريات اعترفوا وأرشدوا عن جثة المجنى عليه والتوك توك خاصته.

وبتطوير مناقشة المتهمين أكد الثالث، أنه اشترك مع المدعو"ع. ا. ع" 22 عامًا عاطل" مقيم بمركز كفر الدوار محافظة البحيرة، وراء ارتكاب حادث مقتل المجنى عليه "م. م. م" 18 عامًا سائق "توك توك" مقيم بدائرة قسم ثان المنتزه بقصد سرقة "التوك توك" خاصته والمحرر بغيابه المحضر إدارى قسم ثان المنتزه ولم يتم العثور على جثته حتى الآن.

دماء ورائحة تكشف واقعة قتل والجثة مفقوده

مرت شهور على اختفاء صاحب محل أدوات كهربائية، فمنذ يناير 2016 والشرطة تبحث عن سر اختفاء المجني عليه، لكن بعد مرور 6 أشهر، علي غياب المجني عليه، وألتقت زوجته بأحد الجيران لتشكي له همهم باختفاء زوجها، وعدم وجود أي دليل يقودهم إليه، ليفاجأها الجار بتفصيلة دقيقة، قائلا إنه في ذلك اليوم الذي ذهب فيه المجني عليه لشقة أمين الشرطة، شاهد الجار دماء كثيرة علي السلم، وأثار لقطع لحم صغيرة ودماء ممتدة من شقة أمين الشرطة وحتي باب العقار، وهنا التقط أطراف الحديث سائق توك توك، والذي تذكر أيضا ذات الليلة عندما طلب منه أمين الشرطة إيصاله لأعلي الطريق الدائري، حاملا أكياس بلاستيك ينبعث منها رائحة كريهة، وكان يقوم برش معطر جو عليها لإخفاء تلك الرائحة، وعندما لاحظ السائق تقطر الدماء من الاكياس أخبره أمين الشرطة انها تحتوي علي لحوم فاسدة، وأنه يرغب في التخلص منها، كل تلك اللمحات كانت كافية لتوجية اتهام لامين شرطة يدعي “وائل.أ” وزوجته “حنان.ي”، وتم ضبط وإحضار المتهمين وإعترفا بالجريمة وان المتهم اطلق الرصاص علية ثم قام بتقطيع جسده بالمنشار، وقاما المتهمين بجمع جسد المجني عليه، وأستأجرا توك توك، للتخلص من قطع اللحم بإلقائها بالنيل

تخصلوا بالجثة فى النيل والشرطة مازالت تبحث عنها

وشهدت منطقة منشأة القناطر واحد من الجرائم التي راح ضحيتها طفل وفقد حياته، حتى إن أسرته لم تعثر علي جثة حتى الآن وبداية الواقعة رواها المتهم الأول "فريد. ش. ي"، بقوله: "أنا وسعد تعرفنا على بعض بحكم عملنا على التكاتك، نشأت بيننا صداقة استمرت لفترة طويلة ولكن شراءه لسماعه كاست كانت السبب فى قتله، قبل الواقعة بأيام وركبت معه واعجبتني السماعة وطلبت منه أن أشتريها، فوافق، وطلب مني 400 جنيه كثمن لبيعها، لم يعجبني السعر وعرضت عليه 200 جنيه، وأصريت على ذلك، ولكنه رفض "نشبت بيننا مشادة كلامية تطورت إلى مشاجرة، كان في ذلك التوقيت معي صديقي، إبراهيم. م. ف، 15 عامًا، سائق توك توك هو الآخر، حاول تفرقتنا لكن دون جدوى، فتناول حجر "قالب طوب"، وتعدى على سعد بالضرب، فأصابه بجرح في الرأس وبدأ ينزف من أنفه ورأسه، وسقط على الأرض، فاتصلت بشقيقي الأكبر، "يحيى. ش "27 عاما، وأخبرته بما حدث، فقال "ضعوه في التوك توك حتى أحضر"، وبعد دقائق وجدناه معنا بمجرد وصوله قام بضرب المجني علية مرة أخرى على رأسه حتى تأكد من وفاته، وبعدها أخذناه إلى ترعة اللبيني، ووضعنا الجثة داخل جوال، ومعه كمية من الأحجار، وألقيناه في المياه، وتمكنا من الهرب"، وتم القبض عليهم بعد اكتشاف الواقعة وأمرت نيابة بحبثهم وتكثيف جهود المباحث لعثور على جثة المجني عليه.

وبسؤال الخطيب محمد، استاذ القانون الجنائي، أكد أن غياب الجثة خاصة في وقائع القتل له تأثير كبير على الواقعة، فكيف يتثني لنا معرفة الجريمة إذا لم توجد جثة، وكيف يحاكم الشخص على جريمة لم تتوافر أركانها، مشيرا إلى أنه فى حالة توجيه اتهم القتل لاحد الأفراد لابد من وجد جثة وأداوت للجريمة أو اعتراف المتهم وشهود الواقعة لبيان مجريات القضية وتقديم المتهم للمحاكمة وانساب الجريمة له واذا لم يتوافر كل هذا فلابد أن يدلى المتهم بمكان وجود الجثة، لا اذا اكد انه قام باعدامها نهائيا أو القها في المياة

وعن الحكم في مثل هذه القضايا أوضح أن قاضي الجنايات يسمى قاضي اقتناع بغض النظر عن الأوراق والأدلة والقوانين، التى تتوافر لديه لابد له أن يقتنع بالواقعة، لأن هناك قاعدة قانونية تفيد بأن "الشك يفسر لصالح المتهم"، لأنه فى حالة عدم وجود جثة وبيان كيفية ارتكاب الجريمة وشك بحدوثها كل هذا يؤثر على حكم القاضي وقد ينتهى الامر فيها بالبراءة إلا إذا كانت الأدلة محكمة التأكيد على ارتكاب الواقعة بالإضافة إلى اعترفات المتهم وتقديمه ما يفيد بارتكابه الجريمة، لأن اعترفات المتهم قبل تقديمه للمحاكمة يعد نسبي ولا يؤخد به في بعض الحالات، ولكن اعترافه أمام المحكمة يؤخذ به خاصة عندما يقوم القاضي بسؤال عن كيفية ارتكاب الواقعة، لأن البعض منهم قد يخضع لعملة تاثير علية وقت جمع الاستدلالات أمام الشرطة او بالتحقيقات.

واختتم حديثه قائلا إن الأحكام الجنائية ليست سهلة لأنه في أغلب قضايا القتل تصل العقوبة للإعدام خاصة وقت التمثيل بالجثة، موضحا أن تدرج عقوبة القتل يكون راجع للأسلوب والطريقة والأدوات التي استخدمت فكيف سيتم الحكم علي المتهم فى حالة عدم اكتمال أركان الجريمة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
خالٍ من السكان.. انهيار عقار مكون من 4 طوابق بوسط الإسكندرية