التراث المصري، حافل بمفاجآت لا تزال محل بحث وتوثيق وتدقيق للدراسين والمهتمين بقراءة التاريخ خاصة التاريخ المصري، إذ يعني الباحثين في المجال النسوي بالنقاشات التي كانت تدور وقت أن كانت مصر تحمل بمفكرين ومفكرات ونساء تشرفت مصر بهن في منتصف القرن الماضي مثل الدكتورة بنت الشاطئ وسيزا نبرواي وغيرهن.
وفي حلقة متوازنة وندوة نقاشية كشف أحد وزراء الأوقاف في منتصف الخمسينات أن المرأة العاملة لا تصلح لتربية أبناءها أو حضانتهم وهو التصريح الصادم الذي استدعى الناشطات النسويات آنذاك على عقد ندوة لمناقشة الشيخ فرج السنهوري في تصريحاته.
ونشر مركز توثيق مؤسسة المرأة والذاكرة مقالة بعنوان: "الوزير السابق الشيخ فرج السنهوري يقول: المرأة العاملة لا تصلح لتربية بنيها". بقلم: سكينة السادات والتي نشرت بمجلة حواء: العدد 14 – فبراير سنة 1956.عن مدى صلاحية المرأة العاملة لتربية أبنائها أو حضانتهم كان هذا احد النقاشات التي أدارها اتحاد الجامعيات بمقره بالقاهرة وعقدتها رئيسة الاتحاد د. بنت الشاطئ رئيسة الاتحاد وأسماء فهمي عمدة المعهد العالي للتربية –آنذاك- وسيزا نبراوي وكيلة الاتحاد العام للنساء الديموقراطيات وبالتأكيد بحضور وزير الأوقاف السابق الشيخ فرج السنهوري.
وعن تصريحاته الخطيرة وقتها والتي نشرتها مجلة "حواء" قال إن الإسلام لم يحرم المرأة من أن تعمل مع الرجل لكن في حدود بينما حرم عليها الاختلاط بالرجال وحرم الخلوة بينهما موضحا أنه لا حرج في عمل المرأة غير المتزوجة بينما هناك حرج كبير في عمل المرأة المتزوجة وهو ما استدعى وقتها أن ترد عليه السيدة سيزا نبرواي أن تسأله عن الدافع لقوله هذا وأجابها أن الفرق بين المرأة في الحالتين واضح وهو المسئولية والتربية وأنه لا يوجد منطق أو دين يقول أن المرأة العاملة تدع تربية أبنائها للخدم.كما أضاف السنهوري أن المرأة العاملة لن يتواجد لها وقت لرعاية أبنائها بينما ردت سيزا نبرواي أن المرأة الناجحة تستطيع التوفيق بين عملها وتربية ابنائها كما أنه لا يمكن الوثوق بالخدم كما عقبت كل من الدكتورة بنت الشاطئ وأسماء فهمي وسيزا نبرواي مرة أخرى حول مدى صلاحية المرأة العاملة أن تقوم بحضانة أبنائها سواء البنت أو الذكر على حد سواء وتحديد السن المناسب الذي يحتاج فيه الابناء للأم أو الأب وأشارت مديرات الندوة وقتها أن الأم تستطيع أن تدير منزلها وأن تربي ابنائها وأن الطفلة في سن المراهقة تكون بحاجة إلى الأم أكثر من الأب بينما يكون الذكر أحوج إلى أبيه أكثر.ولفتت السيدة أسماء فهمي أنه لا يبنغي تحديد عمل المرأة وربطه بحضانة الطفل فسواء كانت تعمل أعمالا بسيطة أو ضخمة لا ينبغي أن يكون عملها هو المحدد لاختيارها لحضانة الطفل بينما قدرتها على رعايته وتربيته تربية دينية وعقلية وجسدية ونفسية سليمة فإذا كانت الأم تقضي كل وقتها في العمل ولا تلتفت إلى أبنائها فهي وقتها غير صالحة لتربية أبنائها.