قصتنا تبدأ بمعاناة للعديد من الزوجات من عدم التواصل مع أزواجهم، بالإضافة لتسلطهم وارتكاب أفعال من منطلق "أنا الراجل"، كى يفعل ما يحلو له غير مهتم بذلك البيت وتلك الزوجة والأولاد الذين يتعرضون لإضطرابات نفسية نتيجة العلاقة المتوترة بين الأم والأب.
تسرد الزوجة القصة كالتالى: "ولادي عندهم مشاكل نفسيه كتير بسبب علاقتي بأبوهم وانا كمان بيجي لي انهيار عصبي كل فتره، جوزي بيعمل تشات مع اكتر من ست في وقت واحد وممكن يقابل ستات بره ولما اواجهه يقولي انا اتربيت على ان الراجل "يتصرمح" بره البيت والست تقعد في البيت تربي العيال وانتي خانقاني، وبعدين ايه المشكلة يعني ما انا بالف الف وارجع لبيتي، وكمان الراجل مننا يحب يحس برجولته لما بيخرج مع ستات حلوه ".
وعندما عاتبته لأنه يجلس على المقهى طوال الوقت تاركا مسئولية تربية الأولاد على عاتقى وحدى، يقولي "انا امي كانت تدعي أبويا يخرج يقعد على القهوه مع صحابه عشان ترتاح منه شويه وانا مريحك مني وانت مش عاجبك، هو انا بأعمل ايه يعني، ده انا باقعد عل القهوه مش باقعد في بار ولا باسكر، وبعدين ما انا باروح كل يوم على البيت، هو انتي عايزه تنكدي علي وخلاص ".
للأسف ولادنا كانوا بيسمعوا حواراتنا مع اننا كنا بنقفل علينا الباب، لما الولاد كبروا علاقتهم بابوهم اتعقدت ودخلوا في اكتئاب وكل ما اروح لدكتور يقولي "خلي الأب يصلح علاقته بولاده وبلاش تلومي الأب امام الابناء مهما حصل ". ولما اقوله يقولي" ليه يعني شايفاني سكير؟ انا قايم بواجبكم على اكمل وجه. هو فيه حد عايش العيشه اللي انتوا عايشينها ؟!".
انا اعترف اني عصبيه واتعصب عليه فى بعض الأحيان، خاصة بعدما يقوم بأفعال تجرح انوثتي وهذا ينعكس على أبنائى، لكني أعود واهدئى من نفسي وانشغل عنه برعاية أبنائى، حتى يحدث حدث أخر يجعلنى انهار مرة اخرى، الأبناء الأن فى سن المراهقة ومشاكلي مع والدهم تركت اثارها النفسية عليهم، لقد أكملت الحياة كل هذه السنين من أجلهم، ولكن النتيجة التى أراها مؤلمة، لم يعد حال اولادى يجعلنى أصبر، "اصلح حال ولادي ازاي بعد كل اللي حصل ؟!.
هنا تستدل الستار على المأساة، لتعلق الدكتورة منى عيد مستشارة العلاقات الزوجية، هذا حال كثير من البيوت المصرية، التى تقع فى الإهمال وسوء الحوار والعصبية والصراعات بين الزوجين وإدمان "التشات" والمرونة في إقامة علاقات جانبية.
فيعيش الأبناء في هذه الأجواء بحجة الزواج مستمر لمصلحة الابناء، لو الزواج فعلا مستمر لمصلحة الأبناء فالأبناء يحتاجون للعيش في بيت هاديء يحترم الخلق الكريم في الحوار والتعامل وشعاره الصدق والإخلاص والإحترام والعطاء المتبادل بين أفراده وأولهم الأب والأم، فتوفير جو من الحياة المستقرة هو ما يستقيم به النمو النفسى الصحيح للأبناء، وإذا كان الخلاص هو الحل فليكن، حتى تنجى السفينة ومن عليها.