كشفت مجلة فورين بوليسي الأميركية أن لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الأردني الملك عبد الله في البيت الأبيض اكتسب أهمية خاصة في نظر المهتمين بشؤون الشرق الأوسط.
وقالت المجلة إن الأردن يلعب دورًا هامًا في المشهد السياسي في الشرق الأوسط؛ نظرًا لموقعه الحيوي بين إسرائيل، والعراق، وسوريا.
ويقول إيلان غولدنبرغ، الخبير في شؤون الشرق الأوسط بمعهد مركز الأمن الأميركي الجديد في واشنطن إن الأردن ليس فقط جزيرة الاستقرار، بل أيضًا جزيرة الثقة، إنه أكثر شريك عربي يمكن الاعتماد عليه.
ولا يزال التوتر مشتعلًا خلف المشهد السياسي بسبب خطاب ترامب المعادي للمسلمين، وسياساته المُثيرة للجدل بشأن إسرائيل، ومحاولاته المتكررة لمنع المواطنين من الدول ذات الأغلبية المسلمة من السفر إلى الولايات المتحدة الأميركية.
لكن إذا كان هناك شخص يستطيع السير متوازنًا على حبل سياسات الشرق الأوسط خلال عصر ترامب، فإنه الملك عبد الله.
وتقول المجلة يستطيع الملك عبد الله تحقيق التوازن لسياسات واشنطن أكثر من أي زعيم عربي آخر، ولدى القائدين جدول أعمال مزدحم بالقضايا، بما فيها الحرب الدائرة ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق، التي يقول عنها ترامب وغيره من مسؤولي الإدارة الأميركية إنها تقع على رأس أولويات السياسة الخارجية الأميركية.
وخلال مؤتمرٍ صحفي مشترك، تحدث ترامب وعبد الله عن الشأن السوري، إذ قال الرئيس الأميركي إن الهجوم الكيماوي، "تجاوز الكثير من الخطوط" بالنسبة له، وعلى الرغم من إلقائه اللوم مسبقًا على إدارة أوباما، يعترف ترامب الآن بمسؤوليته تجاه هذا الأمر.
وقال ترامب إن ما حدث بالأمس هو أمر غير مقبولٍ بالنسبة لي"، لكنه تجنب توجيه اللوم إلى روسيا ودعمها للأسد، مثلما فعلت سفيرته لدى الأمم المتحدة نيكي هالي، الأربعاء 5 أبريل.
وتعليقًا على الشأن السوري، قال عبد الله إن أحداث، الثلاثاء الماضي، هي تذكيرٌ بفشل الدبلوماسية الدولية في إيجاد حل للأزمة السورية حتى الآن.
ويعتزم عبد الله طرح وجهة نظر العرب، التي تتسم بالإجماع، بشأن القضية الفلسطينية - الإسرائيلية للنقاش خلال اللقاء، كما يتوقع أن يضغط على ترامب من أجل تقديم تعهد قوي بإحياء محادثات السلام.
ووفقًا للمجلة وصف الأردن سابقًا الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي بأنه السبب الرئيسي للاضطراب السياسي بالمنطقة، وربما يكون الملك عبد الله قد لعب دورًا في تأجيل تنفيذ وعد ترامب بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن، في يناير 2017، عندما التقى بنائب الرئيس مايك بينس وزوج ابنة ترامب جاريد كوري كوشنر، الذي يعمل حاليًا مستشارًا للرئيس، بعد أيام من تنصيب ترامب في الحكم.
وخلال المؤتمر الصحفي، أكَّد عبد الله على اعتقاده بأن القضية الفلسطينية- الإسرائيلية هي جوهر الصراع في المنطقة.
وقال إنه تحمَسَ للإشارات المُبكرة بشأن نهج إدارة ترامب في التعامل مع الصراع العربي الإسرائيلي، كما طمأن جمهوره بأن ترامب "يعي التحديات والتفاصيل الدقيقة" المتعلقة بالمشكلة.
وسيحاول عبد الله على الأغلب انتزاع تعهدٍ من ترامب، بألا تتأثر المساعدات الممنوحة للأردن بالقرار الرئاسي الخاص بخفض موازنة المساعدات الخارجية الأمريكية.
وتلقى الأردن مساعدات أميركية تُقدَّر بحوالي 1.4 مليار دولار خلال عام 2016، وفقًا لمركز أبحاث الكونجرس، ويقول خبراء إن هذه المساعدات هامة من أجل دعم الاستقرار السياسي للأردن.