أطلقت بارجتان أمريكيتان، فجر الجمعة، 59 صاروخا على قاعدة الشعيرات الجوية في محافظة حمص السورية، انطلاقًا من قاعدة بحرية أمريكية في إسبانيا شرق البحر المتوسط.
روسيا: ستضر بالعلاقات
وفي رد فعل حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد على هذه الغارات، أعلن الكرملين اليوم الجمعة، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتبر أن الضربة الأمريكية على سوريا ستضر بالعلاقات مع موسكو.وقال السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، ديميتري بيسكوف، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتبر الضربات الأمريكية ضد سوريا عدوانًا ضد دولة ذات سيادة وانتهاكًا للأعراف الدولية تحت حجج واهية.وأضاف "أن تلك الضربات تلحق ضررًا كبيرًا بالعلاقات مع أمريكا، وأن جيش النظام السوري لا يملك أسلحة كيماوية، وأن الضربات أتت بناء على ادعاءات ملفقة"، كما نفى امتلاك النظام السوري لأسلحة كيماوية.وأوضح أن بوتين يرى أن التجاهل الكامل لحقيقة استخدام الإرهابيين للسلاح الكيميائي يعقد من الوضع بشكل كبير.كما أكد بيسكوف أن "خطوة واشنطن هذه تسبب ضررًا كبيرًا للعلاقات الروسية الأمريكية، التي من دون ذلك تعيش وضعًا سيئًا"، مضيفًا "ويعتبر بوتين أن هذه الخطوة لا تقرب من الهدف النهائي في محاربة الإرهاب الدولي، بل تعرقل إنشاء تحالف دولي لمحاربته".
تعليق التعاون
أعلنت وزارة الخارجية الروسية عن تعليق العمل بالمذكرة الروسية الأمريكية حول ضمان سلامة التحليقات في سماء سوريا، ودعت مجلس الأمن الدولي إلى عقد اجتماع طارئ لبحث الضربة الأمريكية.وأوضحت الخارجية الروسية في بيان أنه من الواضح أن واشنطن أعدت ضربتها بالصواريخ المجنحة مسبقا. وشددت قائلة: "إنه أمر واضح تماما لأي خبير أن القرار بتوجيه الضربات اتخذ في واشنطن قبل الأحداث في إدلب التي تم استغلالها كذريعة لإظهار القوة".وصفت موسكو الضربة الأمريكية بأنها "عدوان سافر" على بلد يحارب الإرهاب، وبأنها "استعراض للعضلات"، مشددة على أن واشنطن أقدمت على هذه الخطوة دون أن تستوضح تفاصيل الوضع. وذكرت بأنها ليست المرة الأولى التي يتخذ الجانب الأمريكي فيها هذا الموقف الطائش، على الرغم من أنه لا يؤدي لشيء باستثناء تأجيج المشاكل الموجودة في العالم وتعريض الأمن الدولي للمزيد من المخاطر.وذكرت الخارجية الروسية بأن وجود العسكريين الأمريكيين وعسكريي بعض الدول الأخرى في الأراضي السورية دون موافقة حكومة البلاد، أو قرار دولي، يمثل خرقا سافرا وفظا وعديم الأساس للقانون الدولي. وشددت قائلة: "إذ تم تبرير هذا الوجود مسبقا بمهمة محاربة الإرهاب، فاليوم حصل عدوان سافر ضد سوريا ذات السيادة".
إيران تدين
كذلك أدانت وزارة الخارجية الإيرانية، القصف الأمريكي، إذ قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، في تصريح صحفي: "إن إيران تدين الهجمة العسكرية الأمريكية على مطار الشعيرات من قبل البوارج العسكرية الأمريكية".وتابع: "نعتقد أن هذه الهجمة تمت في وقت يقف فيه المنفذون والمستفيدون من ضرب خان شيخون وراء الستارة، ما سيؤدي إلى تقوية الإرهاب وتعقيد الأمور في سوريا أكثر".الصين على علم
بثت قناة «العربية» في خبر عاجل لها، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أطلع نظيره الصيني على هامش زيارة الأخير التي يقوم بها لأمريكا حاليا، شخصيا بالغارة الجوية التي شنتها القوات الأمريكية على سوريا.وكان الرئيس الصيني وصل أمس لمطار فلوريدا في زيارة له تستغرق يومين يعقد خلالها قمة مشتركة مع نظيره الأمريكي.الحكومة السورية: ضربة محدودة
قال وزير الإعلام السوري رامز ترجمان، اليوم الجمعة، إن "الضربة الأمريكية التي أصابت قاعدة جوية سورية في محافظة حمص محدودة وإنه لا يتوقع تصعيدًا عسكريًا".وقال ترجمان في مقابلة هاتفية مع التلفزيون الرسمي السوري، إنه "يعتقد أن هذه الضربة محدودة في الزمان والمكان وكانت متوقعة".وعندما سئل هل سيكون هناك رد روسي قال ترجمان، إن "موسكو تعد بيانات لإدانة الهجوم الأمريكي". وقال إنه "لا يتوقع تصعيدًا عسكريًا".محافظ حمص: نخدم الإرهاب
وقال محافظ حمص طلال البرازي في سوريا، إن الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة تخدم أهداف "المجموعات الإرهابية المسلحة" وداعش، بحسب تعبيره.وأوضح البرازي لـ"رويترز": "عمليات إطفاء وإنقاذ تجري في القاعدة الجوية السورية منذ أكثر من ساعتين.. وأعتقد أن الأضرار البشرية ليست كبيرة في القاعدة الجوية المستهدفة لكن هناك أضرارا مادية".وأكد محافظ حمص في مقابلة عبر الهاتف مع التلفزيون السوري، أن القيادة السورية والسياسة السورية لن تتغير، مضيفا أن هذا الاستهداف لن يكون الأول ولا الأخير.من جهته، نقل التلفزيون السوري عن مصدر عسكري سوري، إن الضربة الأمريكية على القاعدة الجوية في حمص أدت إلى وقوع خسائر.وأضاف: "تعرضت إحدى قواعدنا الجوية في المنطقة الوسطى فجر اليوم لضربة صاروخية من قبل الولايات المتحدة الأميركية، ما أدى إلى وقوع خسائر."ولم يعلق حزب الله اللبناني على الحادث حتى الآن.