كشفت صحيفة بلومبرج الأمريكية، عن أن ترامب فعل ما لم يفعله الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، الذى تراجع عن فكرة ضرب النظام السورى بعد استخدامه أسلحة كيماوية، مكتفيا بوصف ما فعله بشار الأسد بأنه "خط أحمر".
وأضافت: "تراجُع أوباما جاء بعد تصويت البرلمان البريطانى برفض المشاركة فى الضربات الأمريكية المحتملة للنظام السورى”.
الشبكة الأمريكية، رأت أن الضربات الأمريكية فى سوريا، ما هى إلا رد على أن الهجوم الكيماوى لنظام الأسد يرفع من مخاطر المواجهة مع روسيا. بيد أن الرئيس الأمريكى، ذكر أن صور ضحايا الهجوم الكيماوى التى انتشرت بشكل كبير، وبينهم أطفال غيرت تفكيره تجاه نظام الأسد ويمثل “تجاوزا للخطوط الحمراء”.
ما قبل القصفذكرت بلومبرج، أن القرار جاء في أثناء عشاء الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مع نظيره الصينى شى جين بينج، وزوجتيهما فى منتجع مارالاغو الذى يملكه ترامب. كان من بين الحضور إيفانكا ابنة ترامب، وصهره جاريد كوشنر، بالإضافة إلى رئيس موظفى البيت الأبيض رينس بريبوس، وكبير الاستراتيجيين ستيفن بانون الذى أُقيل قبل فترة وجيزة من مجلس الأمن القومى.وبعد ساعتين من العشاء، انطلق 59 صاروخًا من طراز توماهوك باتجاه أحد المطارات السورية، فى أول هجوم مباشر على نظام بشار الأسد تقوم به الولايات المتحدة، منذ اندلاع الحرب الأهلية فى سوريا منذ 6 سنوات. وبعد 3 ساعات، وقف ترامب أمام منصة فى غرفة عمليات مؤقتة بالمنتجع وتحدث إلى الشعب الأمريكى، شارحا لهم طبيعة الهجوم المفاجئ الذى قام به. وحسب "بلومبرج"، انسحب موكب وفد الرئيس الصينى من مارالاغو فى الساعة الثامنة و51 دقيقة مساءً، أى بعد 6 دقائق من بدء صواريخ توماهوك فى ضرب أهدافها.
ما وراء الهجومقالت الشبكة الأمريكية، إن بشار الأسد لم يرتكب فقط جريمة فى الهجوم الكيماوى الذى استهدف خان شيخون، بل ارتكب أيضًا خطأ استراتيجيًا فادحًا، وهو إعطاء الفرصة لدونالد ترامب لإثبات قوته. وعددت "بلومبرج"، 6 أسباب خفية وراء القصف الأمريكي على مطار الشعيرات، ليس لها علاقة بالتعاطف مع الشعب السوري، وهي: - ترامب اعتقد أنه شرطى العالم لذا عاقب النظام السورى؛ لانتهاكه القانون الدولى باستخدام الأسلحة الكيماوية.- إجبار بشار الأسد وحلفائه على خفض مطالبهم فى المفاوضات الجارية حول مستقبل سوريا. - رسالة إلى فلاديمير بوتين حول حملته العسكرية فى سوريا، وبالتالى إيجاد وضع أفضل لفرض حل دبلوماسى. - أراد ترامب أن يؤكد لكيم جونج أون، رئيس بيونج يانج، أن التهديدات الأمريكية الأخيرة بشن غارات ضد مواقع نووية فى كوريا الشمالية يجب أن تؤخذ على محمل الجد، وحان وقت التفاوض للتخلى الكلى أو الجزئى عن ترسانة بلاده النووية. - رئيس البيت الأبيض أراد أن يطمئن جميع حلفاء أمريكا، وبخاصة فى دول البلطيق، وأعضاء منظمة حلف شمال الأطلسى، الذين يخشون تردد ترامب فى الدفاع عن قضية الهجوم الروسى، ورغم كل الصعاب، قال للعالم إنه زعيم العالم الحر. - أراد أن يبرهن لشعبه أنه رغم فشله حتى اﻵن فى تنفيذ كثير من الوعود التى قطعها على نفسه خلال حملته الانتخابية، فهو ليس رئيسا ضعيفًا.
ماذا تجنبت الطائرات الأمريكية في مطار الشعيرات؟ذكرت "بلومبرج"، أن قاعدة الشعيرات استخدِمت لتخزين الأسلحة الكيماوية التى استخدمها النظام حتى عام 2013، حينما تم التوصل إلى صفقة مع الولايات المتحدة وروسيا للتخلص من ترسانته المُعلنة. وبدأت الصواريخ فى إصابة قاعدة الشعيرات فى الساعة الثالثة وخمس وأربعين دقيقة صباحًا بتوقيت سوريا، ونحو الساعة 8: 40 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، وكان اختيار ذلك التوقيت ومهاجمة القاعدة في أثناء الليل يهدف إلى تجنب وقوع أى إصابات. ولكن الأماكن التى تم استهدافها هى الأشياء التى جعلت المطار يعمل، إنها المرافق النفطية، ورادار الطائرات، الذى يستخدمونه للإقلاع والهبوط، فضلًا عن رادار الدفاع الجوى.
لماذا صواريخ توماهوك بالذات؟ يمكن لصواريخ توماهوك حمل رؤوس حربية وزنها ألف رطل، ويمكنها إصابة أهداف على بعد ألف ميل. استخدِمت تلك الصواريخ فى تنفيذ هجماتٍ عديدة خلال حرب الخليج عام 1991، وفى سبتمبر الماضى، أطلقت القوات الأميركية 47 صاروخ "توماهوك" على مجموعة مرتبطة بتنظيم القاعدة فى سوريا. وفضلت القوات الأميركية مهاجمة قاعدة الشعيرات بإطلاق صواريخ توماهوك من المدمرات الأميركية بدلًا من قصفها بالطائرات لعدة أسباب، أبرزها رغبة الجيش الأميركى فى عدم المخاطرة بحياة الطيَّارين الأميركيين. كما أنَّ أقرب قاعدة جوية يمكن للجيش الأميركى إطلاق طائراته منها هى قاعدة إنجرليك التركية، وهو الأمر الذى كان سيتطلب دعم تركيا للهجوم.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
