يسعى قانون الأحوال الشخصية، إلى توحيد جميع الطوائف المسيحية المختلفة كُليًّا، ووضع حل لهذه الخلافات بينها، إلاّ أن ما يحدث في الواقع يسير في اتجاه آخر، ويبدو أن هناك طوائف لن يتم الاعتراف بها وعدم ضمّها إلى هذا القانون ومنها طائفة "الأدفنتست".
"الأدفنتست"، هي الطائفة المغضوب عليها داخل الكنيسة المصرية، لا يؤمنون بالكهنوت، ولا يرتدي قساوستهم الزي الأسود كالأقباط، كما أنهم يعمدون أبناءهم في سن متأخرة، بعكس باقي الطوائف التي تعمدهم في أول شهرين من الولادة.
تؤمن هذه الطائقة بأن السبت هو يوم الرب بدلًا من الأحد؛ لذلك يعرفون بـ"السبتيون"، حيث يأخذون إجازتهم يوم السبت، وحتى لو وافقت مصالحهم وامتحاناتهم هذا اليوم، لا يذهبوا، فهم متمسكون بالكتاب المقدس بشكل "حرفي" كما يقول كليتون فيتوزا، رئيس الطائفة في مصر.
وكلمة "الأدفنتست" تعني المجيء؛ أي إنهم يؤمنون بقرب مجيء المسيح، وبالنسبة لمجيئهم إلى مصر، يقول رئيس الطائفة، إن أول دولة في الشرق الأوسط يدخلها الأدفنتست كانت مصر، في بداية عام 1877، حيث جاء التاجر الإيطالي روميو بيرتولا لزيارة الإسكندرية وعمّد سبعة أشخاص، وكوّن أول جماعة أدفنتيستية، والتي بدأت تنشر مبادئها في مصر، إلا أن عددهم بدأ يقل بعد تزايده، بسبب الهجرة.
وهاجمهم البابا شنودة بشدة، ونشر كتابًا له تحت عنوان "بدع السبتيين الأدفنتست"، وقالوا إنهم ليسوا مسيحيين، وإنهم يحاولون استمالة المسيحيين إلى عقيدتهم، محذرًا الجميع منهم.
وهذه الطائفة لا يتعدى المنتمون إليها في مصر أكثر من 1000 فرد، بحسب ما أعلنه رئيس الطائفة، وقال إن عددهم قليل جدًا في مصر، وإن عددهم في العالم يصل إلى 20 مليون شخص.
وعلى الرغم من اعتراف الدولة بهم كمواطنين مسيحيين، تظل الكنائس الثلاثة عند موقفها في عدم الاعتراف بهم، بل وتكفرهم وتحذر منهم الجميع، وما زالت الطائفة تسعى إلى الاعتراف بها في القانون الموحد.
وفي القرن التاسع عشر ظهرت طائفة الأدفنتست وهي تعني " مجيئيو اليوم السابع "الذين يقدسون يوم السبت كاليهود، عرفت تلك الطائفة أو الفئة بــ" الميليريون" نسبة لمؤسس الطائفة لوليم ميلر، ضابط الجيش الأمريكي وهو من كان يؤمن بمجيئ الله الثاني خلال تلك الفترة وأسست بين عامي 1843 و1855، وعمل على تسجيلها وعاظ أمريكيون وهم " وإيلين وايت، وجيمس باتيس "، حتى سجلت رسميا في عام 1861 بأمريكا، وسعوا حتى دخلوا مصر في عام 1932م، وبدءوا في إنشاء مدارس اتحاد النيل بالعديد من الأماكن بدأت بحي المطرية ــ القاهرة، وكان يديرها في راي توبنيرج..
ويقع المقر الأساسي للطائفة في ميدان روكسي بمصر الجديدة، ويختلف كثيرًا عن باقي الكنائس في مصر التي تتمتع بحماية وتأمين كبير ولا يدخلها أي أحد إلا بعد التأكد من هويته، فمقر "الأدفنتست" ليس به أي حماية ويستطيع أي إنسان أن يدخله دون أن يُسأل.
وتنتشر كنائس الطائفة بعدد من محافظات مصر ومنها الكنيسة الرئيسية بمصر ومركز الإدارة بمنطقة مصر الجديدة، وكذلك بالإسكندرية والفيوم والأقصر والمنيا وسوهاج".
وقال الأنبا بيشوي مطران دمياط، وكفر الشيخ، عن هذه الطائفة في عدد من كتبه التي يرد بها على عقيدة الادفنتست أن ما ساعد تلك الطائفة على الانتشار هو قلة الوعي لدي الشعب القبطي وقتها.
مما أعطي لـ"مجيئيو" اليوم السابع" حق التصريح والاعتراف بهم في مصر، وأكد خلال سلسلة من كتيباته أن هذه الطائفة تحاول تغيير عقيدة الشعب الأرثوذكسي إلى فكرهم الشبيه بالطائفة اليهودية الملقبة بـ "الصديقين".
وأوضح "بيشوي" أن طائفة الأدفنتست تؤمن بأن المسيح هو الملاك ميخائيل وهذا خطأ، عطفًا عن إيمانهم بأنه ولد بالخطية وليس من الروح، وهذا ما يخالف العقيدة المسيحية، وذلك بحسب كتاب بدعة الادفنتست.
فيما تؤكد الطائفة عبر موقعها الرسمي بأن أدفنتست السبتيين هم جماعة من المؤمنين يبلغ عددهم 15 مليون عضوًا حول العالم، وأنهم يتمسكون بالكتاب المقدس على أنه الحق المعلن عن الله وصفاته الإلهية.
ويقوم على قيادة عدد من الأنشطة بالكنيسة الادفنتستية رجل أعمال مسيحي، كما يشترك عدد من عمال شركاتة في خدمة الادفنتست، ويقوم رجل الأعمال بإلقاء وعظات ودروس منظمة للعامل من أجل سلب عقليتهم للعقيدة الادفنتست.