عصفت نصوص القانون بأحلام الأيتام في دور الرعاية، بينما هم يبحثون عن "روح القانون" التي ترعاهم بعد إنهاء سنوات إقامتهم بدور الرعاية.
وقد حددت دور رعاية الأيتام التابعة للشئون الاجتماعية عددا من السنوات تمنح خلالها الأيتام الرعاية، حتى انتهاء مراحل دراستهم المختلفة، إلا أنهم بانتهاء هذه السنوات، تتهدم حوائط دور الرعاية من حولهم، ليجدوا أنفسهم في الشارع، بلا مأوى، أو عمل، أو مال، لأنهم "تفوقوا" وأنهوا دراستهم.
يقول ثلاثة من المهددين بالتشريد، تحتضنهم دار "عائشة حسانين" للأيتام، بجوار نقابة المعلمين بمدينة الفيوم، الذين ناشدوا مسئولي المحافظة بتوفير مسكن لهم، عقب قضائهم سنوات رعايتهم المسموح بها في الدار، حتى لا يكون الشارع مأواهم.
أيمن عويس سيد 26 عاما أحد أبناء الدار الحاصل على بكالوريوس نظم معلومات، قال إنه قضى سنوات حياته في دار عائشة حسانين للأيتام، حتى حصل على البكالوريوس، وأبلغه مسئولو الدار بأنه يجب عليه مغادرة المكان في أقرب وقت لأنه قد انتهت سنوات إقامته بالدار، وأصبح مهددًا بحياة الشارع لعدم توافر المال لديه لاستئجار سكن، حتى يبدأ حياته العملية ويعتمد على نفسه.
ويضيف "عويس" لقد انهيت الخدمة العسكرية منذ ثلاثة أشهر، وليس لدي عمل، وينتظرني مصير مجهول، مطالبا بتوفير الدار أو الشئون الاجتماعية مكان للإقامة، حتى يعمل ويستطيع أن يجد لنفسه مسكن خارج الدار؛ ليواصل مسيرة حياته العملية.
يتفق معه "عيد خلف عباس"، الذي طلبت منه الدار أيضا المغادرة، بعد إتمام السنوات المسموح له فيها الإقامة بالدار، وحصل على دبلوم فوق المتوسط "5 سنوات" ولا يعرف مصيره، حيث كان يجلس بمدخل الدار للتفكير فيما سيفعل خلال الأيام المقبلة خاصة مع مرور حملة للرقابة الإدارية بالفيوم مؤخرا على الدار للتأكد من تلقي الأطفال الرعاية الاجتماعية اللازمة، مؤكدا أن الشارع سيكون مصيره أيضا بمجرد تركه الدار.
ويؤكد رجب قرني سعيد، في الصف الثالث الثانوي، أنه في السنة الأخيرة له بالدار، وبعد انتهاء السنة الدراسية الحالية سيكون مطلوبا منه مغادرة الدار ولا يعرف أحدًا يستطيع الإقامة معه.
ويضيف: "لو اشتغلنا كنا ممكن نقدر نوفر سكن ولكن ماذا نفعل حتى نجد عملا، أين سنعيش؟".