12 ساعة بعد القصف الأمريكي لقاعدة الشعيرات الجوية السورية في مدينة حمص، الذي تم في الثالثة صباح الجمعة، هو الوقت الذي استغرقته الخارجية المصرية من أجل إصدار بيان تعبر فيه عن موقفها من هذه الضربة، وأتى البيان في الثالثة عصرا.
حيث أكدت وزارة الخارجية، على أهمية تجنيب سوريا ومنطقة الشرق الأوسط مخاطر تصعيد الأزمة، وذلك حفاظا على سلامة شعوبها، مطالبة بسرعة العمل على إنهاء الصراع العسكري في سوريا، حفاظا على أرواح الشعب السوري ومقدراته، من خلال التزام كافة الأطراف السورية بالوقف الفوري لإطلاق النار، والعودة إلى مائدة المفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة.
وأوضح البيان، أن مصر تتابع بقلق بالغ تداعيات أزمة خان شيخون التي راح ضحيتها عشرات المدنيين السوريين الأبرياء بتأثير الغازات السامة المحرمة دوليا، وما ترتب على ذلك من تطورات خطيرة.
ودعت مصر، من خلال بيان وزارة الخارجية، أمريكا وروسيا الاتحادية إلى التحرك الفعال على أساس مقررات الشرعية الدولية، وما تتحلى به الدولتان من قدرات، لاحتواء أوجه الصراع والتوصل إلى حل شامل ونهائي للأزمة السورية التي تفاقمت على مدار السنوات الست الماضية، وتكلفتها الباهظة في الأرواح، وتشريد المواطنين السوريين واتساع رقعة التدمير، مؤكدة على أن الأمر بات ملحا لإخراج سوريا من المنزلق الخطير الذي تواجهه، وذلك انطلاقا من مسؤولياتهما تجاه حفظ السلم والأمن الدوليين.
ضعيف وليس على مستوى الحدثوتعليقا على هذا البيان المتأخر يقول محمد حامد، الباحث في العلاقات الدولية، إن البيان كان ضعيفًا وليس على مستوى الحدث، ولم يتطرق لتعرض دولة عربية لضربة أمريكية غير شرعية خارج القانون الدولي وتنتهكه وتنتهك السيادة الوطنية لدولة عضو في الأمم المتحدة، كما تنتهك ميثاق المنظمة الدولية في ظل صمت دولي كبير على انتهاك مبادئ العلاقات الدولية وأسس القانون الدولي".
وأضاف حامد في تصريحات لـ"أهل مصر"، إن الموقف المصري حاول إرضاء الجميع وابتعد عن صلب الموضوع هو تعرض دولة عربية لعدوان واعتداء".
وتابع حامد: "البيان كان يجب أن يكون واضحا، وقد توقعت بيانا أكثر وضوحا من هذا الذي صدر، وأن يحوي تفاصيل أكثر، وفي الحقيقة لم أعرف بشكل واضح موقف مصر من الضربة الأمريكية على القاعدة الجوية، وفي المجمل البيان كان غامضا وغير مفهوم".
الصمت المحرجوقال اللواء نصر سالم، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن الموقف المصري محرج فى ظل التزامنا الصمت، مشيرًا إلى أن موقف مصر لن يقدم أو يؤخر فى شيء، ولكن يجب إعلانه، وأن يكون أكثر تعقلا وموضوعية وغير انفعالي، قائلًا: "أتمنى أن تصدر مصر بيانا تؤكد فيه التزامها بمواثيق الأمم المتحدة".
بيان متوازنمن جانبه وصف اللواء أركان حرب عادل العمدة، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، بيان وزارة الخارجية المصرية بشأن قصف الجيش الأمريكي لدولة سوريا بـ"المتوازن".
أضاف "العمدة"، أن البيان أدان، وشجب العنف من حيث المبدأ، ورسخ لمفهوم التفاوض، والتعامل مع الجانبين الأمريكي والروسي، مع اتخاذ الحل السلمي طريقة لحل الأزمة السورية، وإيقاف إطلاق النيران بين الفصائل المتحاربة، موضحًا أن الموقف الصيني توافق مع المصري في هذا الصدد.
وشدد على ضرورة تفعيل دور جامعة الدول العربية في احتواء الأزمات الطاحنة التي تمر بها المنطقة، وتقديم يد العون للدول بدلًا من شبح التقسيم الذي يواجهها، خاصةً مع "الحرب بالوكالة" التي تشهدها عدة دول عربية، وذلك مع احترام إرادة الشعوب العربية، ودعم حقهم الأصيل في اختيار المستقبل الذي يريدونه.
وأشار إلى أن الضربة الأمريكية لسوريا ترسيخ لوجودها في الأزمة السورية، معبرًا عن تعجبه من اتهام واشنطن الجيش السوري باستخدام سلاح كيماوي رغم تخلصه منه في عام 2013، وبعد ما حدث في "الموصل" مؤخرا.
لا تأييد ولا إدانةبينما علق الإعلامي تامر أمين على موقف مصر، قائلا:" الموقف المصري في حالة حرج شديد".
وأضاف في برنامجه الحياة اليوم، المذاع على فضائية الحياة، أن توقيت الضربة الأمريكية هو الذي وضع مصر في حالة الحرج الشديد، منوها إلى أن الرئيس السيسي زار أمريكا لمدة 6 أيام في زيارة هي الأنجح منذ سنوات لرئيس مصري، لافتا إلى أنه أثناء عودة الرئيس السيسي من أمريكا وهو في الطائرة، قرر الرئيس الأمريكي ضرب سوريا ".
ولفت إلى أن الطبيعي وفقا لموقف مصر من الأزمة السورية أن تصدر القاهرة بيانا يدين الضربات، ولكنها خرجت ببيان متوازن دون تأييد أو إدانة".