"أحد الشعانين هو بداية أسبوع الآلام"، قال البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، خلال عظة قداس أحد الشعانين بالكنيسة المرقسية بالإسكندرية، الذي تحتفل به الكنيسة في الوقت نفسه من كل عام.
وبالفعل، تمكن الإرهابيون، من جعل "اليوم"، بداية حقيقية لأسبوع من الآلام، إذ استهدفوا عددا من الكنائس في محافظات مختلفة، خلفوا على إثرها من الدمار والدماء الكثير.
وبمجرد أن أشار البابا إلى أن قداس عيد أحد السعف يختتم بصلاة الجناز؛ وذلك ليذكر فيه الإنسان رحيله عن الأرض، سمع البابا بنبأ تفجير كنيسة مار جرجس في طنطا، ليغادر "لمرقسية" على الفور لمتابعة الحادث، لينجو بحياته من تفجير أكثر قربا وأشد فزعا في الإسكندرية.
تفجير طنطا
في طنطا، كانت "عبوة ناسفة" ضمن حضور الصف الأول للاحتفال بـ"أحد السعف" في كنيسة مار جرجس، وبمجرد بدء الاحتفال كُتبت "النهاية"، إذ انفجر المكان وخلف وراءه 31 قتيلا و79 مصابا، حسبما ذكرت وزارة الصحة.
وأصدر اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية، منذ قليل، قرارا بإقالة اللواء حسام الدين خليفة مدير أمن الغربية، أثناء وجوده بديوان عام محافظة الغربية.
فيما وصل المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، منذ قليل إلى ديوان عام محافظة الغربية للقاء المحافظ ومسئولي المحافظة لمتابعة تداعيات الحادث الإرهابي، وعقد اجتماعا مع محافظ الغربية ومسئولي المحافظة بحضور عدد من الوزراء.
https://www.youtube.com/watch?v=e2MY1nFlRuo
من جانبه، دان الرئيس عبد الفتاح السيسي "ببالغ الشدّة حادث التفجير الغاشم، الذي تعرّضت له كنيسة "مار جرجس" بمدينة طنطا صباح اليوم الأحد، في الوقت الذي يحتفل فيه الأخوة الأقباط بيوم أحد السعف الذي يُمثل مناسبة دينية عزيزة على كلّ المصريين بما تحمله من معان وقيم تحث على المحبة والسلام".
وتوجّه السّيسي، في بيان للرئاسة المصرية بـ"خالص العزاء والمواساة لأسر الضحايا ويدعو الله العزيز القدير أن يتغمّدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته، فإنّه يؤكّد أنّ هذا الإرهاب الغادر إنّما يستهدف الوطن بأقباطه ومسلميه، ولن ينال أبداً من عزيمة المصريين وإرادتهم الحقيقية فى مواجهة قوى الشرّ، بل سيزيدهم إصراراً على تخطّى المحن والمضى قدماً فى مسيرتهم لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية الشاملة".
ووجه السيسي، رئاسة مجلس الوزراء وكافة الأجهزة الأمنية في الدولة التوجّه فوراً إلى موقع الحادث واتخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير الرعاية اللازمة للمصابين وتكثيف التحقيقات للوصول إلى منفذي الحادث وتقديمهم إلى العدالة في أسرع وقت ممكن.
وماذا عن الإسكندرية؟
بمجرد أن بدأ العالم في التنديد بالحادث البشع، وتوجه رئيس الوزراء والمسئولون إلى الغربية، فاجأ إرهابي يرتدي حزاما ناسفا، الجميع، بتفجير آخر، في الإسكندرية، وأمام كنيسة كان يتواجد البابا تواضروس في داخلها قبل دقائق.
فوجئ الرائد عماد الركايبي من قوة تأمين الكنسية، بشخص اشتبه في أنه يرتدي حزاما ناسفا يحاول الدخول إلى الكنيسة، ققام باحتضان الانتحاري ومنعه من دخول الكنسية من الداخل.
وأكد مصدر أمني، أن ما قام به الضابط هو نوع من البطولة، افتدى بنفسه لحماية المصلين داخل الكنيسة، الذين كانوا سيسقطون في حال تمكن الإرهابي من دخول الكنيسة، ما سيسفر عن ارتفاع الضحايا للمئات، نظرا لتكدس الأقباط لحضور القداس، وبخاصة مع تواجد البابا تواضروس بنفسه.
وخلف الحادث الإرهابي، 11 شهيدا و35 مصابًا، حسب الإحصاءات الأولية من وزراة الصحة.
https://www.youtube.com/watch?v=shTHBFDuq6E