يوم 9 أبريل، هذا اليوم صادف الكثير من الكوارث في التاريخ العربي، حتى سماه البعض باليوم الدموي، ففيه حدثت مجزرة دير ياسين، واجتياح إسرائيل لمخيم جنين الذي خلف مجزرة وسقطت بغداد في يد الاحتلال الأمريكي، وأخيرا وليس آخرا الهجوم على كنيسة طنطا التي خلفت اكثر من 25 قتيلا وعشرات الجرحى اليوم.
مجزرة دير ياسين
وقعت يوم 9 أبريل 1948 على أيدي مجموعتيْ الأرجون التي كان يتزعمها مناحيم بيجن (الذي انتخب رئيسا لوزراء إسرائيل 1977-1983)، ومجموعة شتيرن التي كان يترأسها إسحق شامير (الذي انتخب رئيسا لوزراء إسرائيل 1983-1992 بتقطع)، بدعم من قوات البالماخ.
وحدثت المجزرة بعد أسبوعين من توقيع اتفاقية سلام طالب بها رؤساء المستوطنات اليهودية ووافق عليها أهل دير ياسين.
بدأ الهجوم فجرا عندما اقتحمت قوات العصابتين الصهيونيتين القرية من جهتي الشرق والجنوب ليفاجئوا سكانها النائمين، لكنهم ووجهوا بمقاومة من أبناء القرية، مما دعاهم للاستعانة بعناصر البالماخ الذين أمطروا القرية بقذائف الهاون، وهو ما مهد الطريق لاقتحام القرية.
وتحكي المصادر التاريخية أن عناصر الأرجون وشتيرن كانت تفجر البيوت وتقتل أي شيء يتحرك، وأوقفوا العشرات من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب إلى الجدران وأطلقوا عليهم النيران.
كما سُجل حرص تلك العناصر على تشويه جثث الشهداء ببتر أعضائها، وبقر بطون الحوامل مع المراهنة على جنس الجنين.
واقتيد نحو 25 من رجال القرية داخل حافلات وطافوا بهم شوارع القدس كما كانت تفعل الجيوش الرومانية قديما، ثم أعدموهم رميا بالرصاص.
وبحسب المصادر الفلسطينية، فقد راح ضحية المجزرة نحو 254 شهيدا، جلهم من الأطفال والنساء وكبار السن.
مجزرة جنين
في 1 ابريل من عام 2002 وقعت مجزرة في مدينة جنين واستمرت حتى 12 أبريل والتي قام بها الجيش الاسرائيلي.
وقد شرع جيش الاحتلال الإسرائيلي في 29 مارس من عام 2002 بحملة عسكرية احتل فيها العديد من المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، وبعد أسبوعين من حصار مخيم جنين واندلاع قتال عنيف بين المقاومين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي التي قادها رئيس الأركان شاؤول موفاز(في عهد رئيس الحكومة الإسرائيلية أرييل شارون)، لم يعد من سبيل أمام جيش الاحتلال الإسرائيلي للقضاء على هذه المقاومة سوى هدم المخيم على رؤوس ساكنيه ونفاد ذخيرة المقاومين الفلسطينيين، وباشرت عندها القوات الإسرائيلية حملة إعدامات مكثفة في صفوف هؤلاء الفلسطينيين، وقد ترافقت حملة الإعدامات تلك مع جهد دؤوب من قبل الجرافات الإسرائيلية بإزالة المخيم من الوجود.
سقوط بغداد
سقوط بغداد، هي المعركة التي تمت بين القوات المسلحة العراقية السابقة والجيش الأمريكي في أوائل شهر أبريل عام 2003 أثناء عملية احتلال العراق عام 2003. وقبل ثلاثة اسابيع من تاريخ هذه المعركة، بدأت القوات الأمريكية بالتحرك بإتجاه بغداد عاصمة العراق، عندما كان جورج بوش (الابن) رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية.
عانت بغداد خلال هذه المعركة من ضرر كبير أصاب البنى التحتية والاقتصاد، فضلا عن عمليات النهب والسرقة التي حصلت بسبب انعدام الأمن، وما وصف بسماح القوات الأمريكية للسارقين بدخول الوزارات والمنشئات الحكومية آنذاك وعدم منعهم من سرقة وتخريب ممتلكاتها.
قتل الآلاف من القوات المسلحة العراقية وعدد قليل من القوات الأمريكية، حسب ما كانت تنقله وسائل الإعلام الأمريكية، كما قتل العديد من المقاتلين الذين وفدوا العراق قبيل عملية الغزو، وقتل العديد منهم، وتحديدا في منطقة الأعظمية في بغداد، كما نقل عن شهود عيان أن هؤلاء المقاتلين حاربوا بشدة وبأسلحة خفيفة ومتوسطة ضد آليات ومشات الجيش الأمريكي. كما شهدت مستشفى اليرموك في بغداد، وفود 100 قتيل في الساعة أثناء تلك المعركة.
بعد انتهاء المعركة دخلت القوات الأمريكية مدينة كركوك شمال العراق بتاريخ 10 ابريل 2003 ومدينة تكريت مسقط رأس الرئيس العراقي السابق صدام حسين بتاريخ 15 ابريل 2003.
تفجير كنيسة طنطا
واليوم، قتل 25 شخصا وأصيب 40 آخرين على الأقل والحصيلة مرشحه للزيادة، في انفجار استهدف كنيسة ماري جرجس بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، صباح اليوم.
وانتقلت سيارات الإسعاف إلى موقع الحادث، وتقل المصابين والضحايا للمستشفيات، فيما تمشط قوات الأمن المنطقة.
وقال محافظ الغربية، اللواء أحمد ضيف: "الانفجار وقع داخل الكنيسة أثناء الصلاة"، فيما أشارت مصادر أمنية إلى أن الانفجار نجم عن عبوة شديدة الانفجار وضعت في الصف الأول داخل الكنيسة.
وأكد مصدر أمنى رفيع المستوى بوزارة الداخلية أن عبوة ناسفة انفجرت داخل الكنيسة بطنطا، مما أسفر عن وقوع الضحايا.
وأوضح المصدر الأمني أنه تم على الفور انتقال خبراء المفرقعات والحماية المدنية وفرض طوق أمني بمحيط الكنيسة، مشيرا إلى قيام خبراء المفرقعات حاليا بتمشيط محيط الكنيسة للتأكد من عدم وجود أية عبوات متفجرة أخرى.
وفي السياق، أمر الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، بفتح مستشفيات الجيش لعلاج المصابين. يأتي هذا الانفجار بالتزامن مع أعياد المسيحيين بأحد الشعانين (أحد السعف).
وهذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها الإرهابيون الكنائس في مواسم الأعياد، فقد سبقها اطلاق نار على كنيسة نجع حمادي في 2010، وتفجير كنيسة القديسين في الإسكندرية في 2011، وتفجير الكنيسة البطرسية بداية العام الحالي.