ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية، الصادرة اليوم الاثنين، أن كبار المسئولين الأمريكيين انهالوا بالانتقادات على موسكو والرئيس السوري بشار الأسد، مما يصعد حدة التوترات قبل زيارة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى روسيا هذا الأسبوع.
ونقلت الصحيفة - في سياق تقرير بثته على موقعها الإلكتروني- عن تيلرسون قوله إنه سيطلب من نظيره الروسي سيرجي لافروف ومسئولين آخرين إعادة التفكير في دعمهم للأسد والوفاء بتعهدات روسيا بضمان القضاء على مخزون الأسلحة الكيماوية التي يمتلكها النظام السوري، وذلك إثر الهجمات التي وقعت على مدنيين الأسبوع الماضي.
وتساءل تيلرسون قائلا "سبب عدم قدرة روسيا على تحقيق ذلك غير واضح لي، من الواضح أن الروس لم يكونوا مؤهلين، وربما كانوا ضحية مناورة من جانب السوريين".
وفي السياق ذاته، قالت نيكي هالي سفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة في حديث مع شبكة "سي إن إن": "نعتقد أن تغيير النظام في سوريا هو شىء سيحدث، لأن جميع الأطراف سترى أن الأسد ليس هو الزعيم الذي يجب أن يكون في البلاد".
وأضافت الصحيفة الأمريكية أنه من المقرر أن يسافر تيلرسون إلى موسكو هذا الأسبوع للضغط على روسيا بشأن توضيح سبب سماح موسكو للنظام السوري بتخزين أسلحة كيماوية بعد مرور أربع سنوات تقريبا من اتفاق واشنطن والكرملين على خطة للقضاء على الأسلحة التي وضعت على عاتق روسيا مسئولية القيام بذلك.
واعتبرت (وول ستريت جورنال) الخلاف بين الولايات المتحدة وروسيا حول سوريا ما هو إلا مجرد قضية واحدة من سلسلة موضوعات صعبة يطرحها تيلرسون أثناء زيارته المرتقبة إلى روسيا، والتي كان ينظر إليها باعتبارها خطوة أولى محتملة تجاه التقارب بين البلدين، مضيفة أنه من المتوقع أيضا أن يواجه وزير الخارجية الأمريكي الروس بمزاعم التدخل في انتخابات أمريكا ودول غربية أخرى وحول استمرار تدخلهم في أوكرانيا.
وأضافت أنه فيما يبدو أن الخلاف حول سوريا أدى إلى إحباط آمال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تحسين العلاقات وتعزيز التعاون مع موسكو، وكان مسئولون أمريكيون قد أثاروا توقعات لعقد اجتماع بين تيلرسون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بيد أن أيا من الجانبين لم يؤكد هذا الاجتماع.
وأشارت الصحيفة إلى اشتعال حدة التوتر بين القوتين حول مستقبل الأسد عقب رد ترامب على هجوم كيماوي سوري مشتبه فيه الأسبوع الماضي، بإطلاق وابل من صواريخ كروز.
وتوقع خبراء ومسئولون سابقون إمكانية أن يستغل تيلرسون الضربة الجوية الأمريكية كورقة ضغط على روسيا لكبح جماح الأسد أو إحياء المحادثات السياسية، فيما قد تستخدم روسيا أيضا قناة الاتصال بين العسكريين التي أعلنت تعليقها الأسبوع الماضى كورقة مساومة.