حياة أهل البدو، تختلف كثيرًا عن حياة جميع فئات الشعب المصري، فهي بمثابة صندوق أسود مغلق على أهله من حيث العادات والتقاليد وخاصة فيما يخص الزواج، وما يخص التعرض للنساء، تلك العادات تشكل دعامة رئيسية فى حياة أبنائها، وهو ما تكشفه مرور السنوات الطويلة على تلك العادات والتي لم يتحرك الأهالي فيها قيد أنملة ، محافظين على تراثهم الثقافي.
إلا أن توجهات شباب البدو، قد تغيرت بعض الشيء بفعل تطور التكنولوجيا والانترنت ولكنهم لا زالوا ثابتين على عاداتهم وتقاليدهم البدوية ، دون أن يختل ولائهم لقبائلهم وأهلهم ولو للحظة واحدة، وهو ما يظهر جليًا خلال الجلسات العرفية بين الشباب وشيوخ القبائل.
وقال الشيخ محمد سالم، أحد أبناء العرب بجنوب سيناء إن المدارس البدوية لازالت تعلم الأبناء فنون الأدب والعلم، وكذلك الروايات التي يحكيها مشايخ القبائل لأبنائهم والتي تكشف حضارة أبناء سيناء.
وأضاف سالم أن الشراب المفضل للعرب هو حليب الأبل والأغنام فهو يغني عن أي شراب في الصباح خصوصا مع الطحين على الرحا، أما الأكل المفضل لدى أبناء البدو فهو المندى والفراشيح باللحم .
وأوضح سالم أن عادات أهالي جنوب سيناء في الأفراح أن يكون ثلاث ليالي ويقوم العريس بتحمل التكلفة كاملة، كما أن مهر العروس 5 جمال في الماضي، ولكن في الوقت الحالي يترك المهر حسب مقدرات العريس، كما أن أصحاب العريس يقدمون الهدايا للعريس ومنها الغنم والماعز .
وفي الوقت الحالي، لا يشترط على العريس تقديم شبكة من الذهب، كما أن المهر متروك حسب المقدرة ولايشترط على ابناء البدو حضور شبكة، والعريس يتكفل بكل متطلبات الزواج، أما العروس فتأتي بشنطة ملابسها، بالنسبة لأبناء العمومة, أما ل إذا كان العريس من خارج القبيلة فيحدد على مقدرة العريس.
وتابع سالم، أنه مع اختلاف الزمن أصبح الزواج بمأذون ، ولكن زمان كان الزواج بـ"الأصلة" وهي عبارة عن اجتماع أهل العروسين فى المقدمة، ويقوم العريس بوضع بن وقطعة من الزلط الصغيرة فى يد والد العروسة أمام الجميع وهذا معناه انه طلبها ووافق والدها أمام الحضور وهذا يعتبر عندنا إشهار مثلكم فى الأرياف، ومازالت الاصلة تطبق فى حالة زواج البنت التي لم تكتمل السن القانونى , فتتزوج وعند اتمام السن القانوني يتم عقد قرانها لدى مأذون.
أما عن العادات البدوية في الأحزان، فيقول سالم إنه في الماضي كان أهل المتوفي يقومون بذبح الأغنام تفاخرا ويقومون بإطعام كل المعزيين وكأنه فرح، ولكن حاليًا ومع اختلاف الزمن تغير الوضع وأصبح جيران المتوفي هم من يقومون بتسوية الأكل للمغتربين ومازال أهالي البدو متمسكين بهذه العادة حتى الان.
وقال سالم، إن عدد أبناء القبائل العربية والبدوية بمحافظات مصر وبعض الدول العربية يفوق الـ35 مليون مواطن ، لافتًا إلى أن من يتحدث في حق إحدى السيدات البدوية بسوء أو قام بمعاكستها مثلا أو تلفظ بلفظ خادش للحياء فإنه يدفع تسويق الجيرة ، وهو ما يعادل 40 جملًا أو مايعادلهم نقود.
وتابع إنه إذا تم التعرض لفتاة أثناء سيرها بالأغنام فدم "المتحرش" مهدر لأن "اللي بييجي عند العار بيروح هدر وبلا ثمن".