اعلان

ما لا تعرفه عن "أبولو 11".. رحلة الهبوط الأول على سطح القمر

رحلة الهبوط الأول على سطح القمر

المهمة أبولو 11 هي الأولى من نوعها التي تقود إنسان إلى النزول على سطح القمر، وكان ذلك في 20 يوليو 1969، بعد مهمتين سابقتين لأبولو 8 وأبولو 10 اقتربتا من القمر ودارتا في مدار حوله قبل العودة إلى الأرض، عاد رواد الفضاء إلى الأرض وأحضروا معهم نحو 21 كيلو جرامًا من صخور القمر وعينات من تربته لدراستها في المعامل على الأرض.

طاقمها تكون من إدوين ألدرن، ربان المركبة القمرية، نيل أرمسترونج، وهو أول إنسان يمشي على سطح القمر، ومايكل كولينز، ربان المركبة الرئيسية، ومن فريق احتياطي مكون من بل أندرس، ربان المركبة الرئيسية، وفريد هايس، ربان المركبة القمرية، وجيم لوفل، وفريق دعم مكون من كين ماتينجلي، جاك سويغيرت، جون يونغ.

التجهيز للرحلة

بدأ تجهيز رحلة أبولو 11 في يناير 1969، حيث وصلت مركبة الهبوط على القمر (المركبة القمرية) Lunar Module إلى مركز كنيدي للفضاء بفلوريدا، كما وصلت مركبة الفضاء Apollo Command Module الذي سيقضي فيه رواد الفضاء معظم وقتهم أثناء الرحلة يوم 23 يناير على ظهر إحدى الطائرات الضخمة وتم فحصهما فحصا دقيقا بالنسبة لسلامة عملهما وكذلك على لإحكامهما والعمل في الفراغ، في نفس الوقت بدأ العمل على تجهيز المراحل الثلاث للصاروخ ساتورن 5 على بعد 7 كيلومتر في مبني تركيب الصواريخ Vehicle Assembly Building، وبعد ذلك تم تركيب ساتورن 5 على قاعدة زاحفة للإطلاق من الفولاذ، تزن 5700 طن، ثم ركّبت المركبة القمرية Lunar Module على الصاروخ محفوظة في غطائها القمعي خلال شهر أبريل وأصبح الصاروخ ساتورن 5 بطول 110 متر جاهزا، وأجري بعد ذلك عدا تنازليا تجريبيا لاختبار جميع أجزاء الصاروخ.

وفي يوم 20 مايو 1969 قامت الزحافة الضخمة المسماة كراولر Crawler بنقل الصاروخ إلى قاعدة الإقلاع رقم 39A والتي استخدمت قبل ذلك أربعة مرات لإطلاق الصواريخ، واستغرق نقل الصاروخ على الكراولر 6 ساعات لمسافة 5و5 كيلومتر، وتم تركيب ألواح من الصلب على قاعدة الإقلاع تعمل على تصريف غازات الإقلاع الشديدة الضغط وركّبت منصة الصيانة على برج الإقلاع ووُصلت بساترن 5 لتسهيل العمل على الصاروخ، وتم اختبار استعداد الصاروخ يوم 6 يونيو في حضور طاقم رواد الفضاء نيل أرمسترونج وبز ألدرن ومايكل كولينز.

وأجري ابتداء من يوم 27 يونيو على الصاروخ اختبارا تجريبيا ثانيا مع العد التنازلى كاختبار نهائي، وخلال هذا الاختبار تم ملئ خزانات ساتورن 5 بالوقود وأكتمل العد التنازلي الاختباري، وفي مرحلة لاحقة تم تفريغ الخزانات ثانيا من الوقود، وأعيد اختبار العد التنازلي في وجود طاقم رواد الفضاء على متن المركبة الرئسية.

انطلاق الرحلة

الرحلة انطلقت يوم 16 يوليو 1969م، بعد 2 ساعة و40 دقيقة كان الخروج من المدار الأرضي، وفي خلال 75 ساعة و50 دقيقة تم الوصول إلى المدار القمري، وفي خلال 101 ساعة و36 دقيقة تم انفصال المركبة القمرية، و102 ساعة و45 دقيقة استغرقتها المركبة للهبوط على سطح القمر في منطقة تدعى بحر السكون، وبعد 109 ساعة و24 دقيقة كانت أول خطوة على القمر لنيل أرمسترونج.

الهبوط الأول على سطح القمر

بعد اتخاذ مركبة الفضاء المدار حول القمر انتقل بز ألدرن أولا إلى مركبة الهبوط على القمر إيجل ولحقه أرمسترونج إليها بعد ذلك بساعة، وبعد فحص الأجهزة والقيام بفرد أرجل المركبة القمرية قاما بفصلها عن مركبة الفضاء والتي بقي فيها زميلهما مايكل كولينز وبدأى عملية الهبوط، وعندئذ ظهرت صعوبة النزول في المكان المحدد من قبل على سطح القمر في منطقة بحر السكون Mare Tranquillitatis، فقد أدى انفصال المركبتان إلى ازاحة غير إرادية في المدار، نتج عنها أن الحاسوب الذي يقوم بعملية الهبوط آليا قد قادهم إلى مكان يبعد 5و4 كيلومتر عن المكان المحدد.

بالإضافة إلى ذلك بدأ ضوء الطوارئ يضيئ وهم على ارتفاع 5و1 كيلومتر مما حيرهم ولم يستطيعا التركيز على البحث عن مكان مناسب للهبوط، وقد حدث ذلك عندما اختلطت إشارات رادار الهبوط بإشارات رادار اللحاق بالمركبة الفضائية التي تسبح في المدار فوقهم، واكتظ الحاسوب بالمعلومات على غير العادة وكاد أن يُنهي تلقائيا عملية الهبوط وأن يبدأ عملية العودة (الإنقاذ) واللحاق بمركبة الفضاء الرئيسية، وسأل أرمسترونج مركز المراقبة على الأرض عن حالتي الطوارئ رقم 1201 و1202 التي ينذر بها حاسوب المركبة القمرية، فقام المختصون على الأرض بدراستها بسرعة، ثم أكدوا لأرمسترونج أن حالتي الطوارئي هذه ليستا ذات أهمية ويمكن اهمالهما.

وعلى ذلك أمسك أرمسترونج قيادة المركبة القمرية بنفسه في الوقت الذي وصل ارتفاعة فوق سطح القمر 300 مترا ووجه المركبة مجتازا أحد الفوهات وصخور إلى منطقة بدت مستوية ولم يبقى لديه سوي وقود لمدة 20 ثانية أخرى، واستمر أرمسترونج في الهبوط وفي نفس الوقت يقوم ألدرن بقراءة الحاسوب عن الارتفاع ويقولها لأرمسترونج، إلى أن حدث تلامس أرجل الإيجل بسطح القمر وأضاءت لمبة التلامس في تمام الساعة 20:17:39 بالتوقيت العالمي المنسق يوم 20 يوليو.

وقال قبطان المركبة القمرية ألدرن "ضوء التلامس يضيئ"، وبعد ذلك بثلاثة أو أربعة ثوان قام أرمسترونج بقفل المحرك الصاروخي، وبذلك هبطت المركبة القمرية بهم بهدوء على سطح القمر بسرعة قدرها 5و0 متر/ثانية.

وقداستغرقت عملية الهبوط الصعبة هذه وقتا بحيث لم يبق سوى 20 ثانية قبل أن يلغي حاسوب المركبة القمرية عملية الهبوط تلقائيا ويبدأ الصعود من أجل حالة الطوارئ والعودة، وبعد الهبوط بدأ أرمسترونج وألدرن الاستعداد لتشغيل المحرك الصاروخي فورا إذا تبين عدم ثبات المركبة على سطح القمر، وطبقا للخطة فلديهم نحو دقيقة واحدة لمغادرة مكان الهبوط واللحاق بمركبة الفضاء التي يقودها كولينز وإلا تعثر اللحاق بها وقد ضاعت من تلك الدقيقة نحو 30 أو 40 ثانية بسبب تأخرهم أثناء الهبوط، فأصبح كل ما كان لديهم من وقت للرجوع الطارئ نحو 10 ثوان فقط.

على سطح القمر

تم خلال الرحلة تنصيب العاكس الليزري من الألمنيوم بميل 5°، لتعيين المسافة بين القمر والأرض عن طريق شعاع ليزر يُرسل من المراصد الأرضية، وتنصيب جهاز قياس شدة الزلال، جمع 21.7 كيلو جرام عينات من تربة القمر وصخور، كل ذلك خلال جولة واحدة لمدة 2 ساعة و31 دقيقة لمسافة 250 متر.، وتم الالتحاق بالمركبة الرئيسية كولومبيا التي كانت تدور في مدار حول القمر وبها زميلهما مايكل كولينز.

رحلة العودة

استغرقت رحلة العودة 124 ساعة و22 دقيقة، وذلك بعد 21 ساعة و36 دقيقة على القمر، وبعد 195 ساعة و18 دقيقة تم الهبوط على الأرض (في المحيط الهادي).

بدأت رحلة العودة من دون صعوبات، وصعدت المركبة القمرية في الوقت المناسب واتخذت مدارا فوق القمر واشتبكت بمركبة الفضاء أبولو وفيها زميلهماكولينز، وبعد أن التم شمل الثلاثة ثانيا في مركبة أبولو ِتم فصل المركبة القمرية عنهم ووجهوا مركبة القيادة أبولو Command Module للعودة إلى الأرض.

قام رواد الفضاء باشعال المحرك الصاروخي في وحدة الخدمات Servive Module الذي أكسبهم سرعة يستطيعون بها مغادرة مدارهم على القمر. واكملوا رحلة العودة إلى الأرض.

وفي يوم 24 يوليو في تمام الساعة 16:50 UTC حسب التوقيت العالمي المنسق نزلت مركبة الفضاء Command Module في المحيط الهادي والتقتطهم السفينة هورنيت Hornet.

الاستقبال التاريخي

وعلى سطح السفينة هورنيت لبس رواد الفضاء ملابسا وقائية، وحـُجزوا داخل مقصورة الحجر الصحي أعدت خصيصا لهم خوفا من أن يكونوا قد جلبوا معهم بكتريا أو أوبئة قمرية غير معروفة للإنسان على الأرض، واستقبلهما الرئيس الأمريكي نيكسون وتحدث إليهم من خارج مقصورة العزل وحياهم بكلمة تاريخية، ثم انتقلت المقصورة بهم إلى هيوستن وبقوا فيها 17 يوما في معزل، حتي تم التأكد من خلوهم من أي شائبة، واستطاعوا اللقاء بذويهم.

وتُعرض مركبة الفضاء كولومبيا لأبولو 11 حاليا في المتحف الوطني للطيران والفضاء National Air and Space Museum بمدينة واشنطن.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً