بين ليلة و ضحاها ذاع صيتها بين السائقين وقائدئي الدراجات، فأصبحت أشهر فتاة تعمل داخل ورشة ميكانيكا للسيارات بالمنيا، لقبها البعض بـ"الأسطى هيما"، التي اعتادت ارتدا الملابس الرجالي، وتسعي لتحقيق حلمها بانشاء ورشة ميكانيا تحمل اسمها و تعمل بها الفتيات.
علي بعد خطوات من كورنيش النيل بالمنيا تعيش "هيام" طالبة الدبلوم الفني، التي لم تيأس ولم تخجل مع طبيعة عملها الشاق و الغير مألوف علي بيئتها وفتيات جيلها اللواتي اعتدن على انتهاء دراستهن قصيرة العمر بالدبلومات الفنية والزواج وتكوين الأسرة ، إلا أن هيام تمسكت بحلم ورشة الميكانيكا والتعليم في آن واحد وسط تشجيع من أسرتها لتبقي الفتاة الأولى بالمحافظة التي حافظت علي العمل والتعلم.
تقول هيام عماد: " أعمل في ورشة ميكانيكا منذ الصف الرابع الابتدائي، حتي وصولي للصف الثاني بمرحلة التعليم الفني واقوم بفك وتركيب العربيات في ورشة والدي ويعمل بها شقيقي الأكبر كما اقوم بمساعدة شقيقي"، لافتة انها تذهب إلى مدرستها صباحا ثم تعود لتبديل ملابس المدرسة بملابس العمل ومن ثم تستلم ورديتها من شقيقها،وتنتهي منها مع تمام الساعة الثانية عشر أو الواحدة صباحا، لتعود بعدها إلى المنزل لمذاكرة لمدة ساعتين ومن ثم تنام للاستيقاظ مبكرا للذهاب إلى المدرسة وهكذا.
وأضافت الأسطى هيام انها واجهت كثير من الانتقادات بسبب عملها بالورشة، لكنها غير مهتمة لثقتها في نفسيا وايمانها انها لا تفعل شي خطأ، وكان ترد على من ينتقدها: "دا شغلي ومش بعمل حاجة عيب".
وأشارت خلال حديثها انها مصرة على استكمال تعليمها بتفوق وعدم الاكتفاء بالدبلوم الفني، وانها في حال الزواج فلن تنقطع عن عملها باعتبار ذلك شرطا اساسيا من شروط موافقتها على الزواج .
وعن أحلامها قالت هيام "كنت اتخيل نفسي ممرضة وتمنيت الالتحاق بدبلوم التمريض إلا أن مجموعي لم يسمح لي للالتحاق بها لكوني منحت الوقت الأكبر للورشة لكن حلمي الكبير هو أن يصبح لي ورشة تحمل اسم "هيما"، اقوم بتوظيف فتيات يعشقن عمل الميكانيكا مثلي"، مشيرة الي أن هناك العديد من زميلاتها بالمدرسة يرغبن في العمل معها بالورشة الا أن بعضهن لم يمتلكن الشجاعة الكافية لمواجهة أهليتهن للسماح لهم بالعمل في ورشة ميكانيكا".
واستكملت:"انني و شقيقي نقوم بعمل ورديات الورشة، نساعد بها اسرتنا علي المعيشة، نظرا لكون والدي مريض بالغضروف و لا يقدر علي العمل"، لافتة إلى انها اعتادت علي ارتداء الملابس الرجالي والعودة إلي المنزل في الواحدة صباحا، دون أن يتعرض لها أحد.
"فخورة جدا حينما يناديني الزبائن يا اسطي هيما وهي استرجال كامل".. هكذا اختتمت هيام حديثها بابتسامة صادقة تمحمل نبرة ثقة وفخر وشموخ.