سلط كبار كتاب الصحف المصرية الصادرة اليوم الأربعاء، الضوء على العديد من القضايا التي تهم القارئ المصري والعربي مثل الإرهاب وأطفال الشوارع والقصف الأمريكي لقاعدة سورية.
وقال الكاتب محمد بركات، في عموده "بدون تردد" بصحيفة "الأخبار" تحت عنوان "الحذر والانتباه.. واليقظة" إنه علي الرغم من خوضنا بالفعل لحرب شرسة، ضد جماعات الإرهاب والتكفير والتخريب والتفجير طوال السنوات الثلاث الماضية وحتي الآن، إلا أن الشارع المصري وغالبية المواطنين لا يعيشون هذه الحرب ولا يتصرفون علي أساس وجودها، وما يتطلبه ذلك من حذر واجب ويقظة دائمة.
وأكد "أنه رغم كل ما جرى طوال الثلاث سنوات الماضية من عمليات إرهابية، ورغم كل ما يجري حتي الآن من جرائم جبانة وعمليات إرهابية خسيسة ضد مصر وكل المصريين.
وأضاف الكاتب " ليس مقبولا أن يتوقف رد فعلنا في كل حادث إرهابي علي الالم والأسي والاستنكار والغضب، بل يجب أن يكون ذلك دافعا لنا جميعا للادراك بأننا طرف أساسي في المواجهة الشاملة مع الإرهاب، وإننا جزء رئيسي في هذه الحرب وسند أساس لقواتنا المسلحة ورجال الشرطة، في معركتهم مع قوي البغي والعدوان والافك والضلال والتكفير والتفجير".
وأشار بركات إلى أن هذا الإدراك يتطلب أن نكون علي قدر المسئولية، وأن نقوم بواجبنا في الانتباه والحذر واليقظة الدائمة لكل الظواهر غير المألوفة أو المثيرة للشك والريبة، حتي نقطع الطريق علي الإرهابيين ونضيق الخناق عليهم ولا نمكنهم من ارتكاب جرائمهم في ظل الغفلة من البعض وغياب الانتباه والحذر لدي البعض الآخر.
وقال فهمي عنبه في عموده "على بركة الله" بصحيفة "الجمهورية" إن أطفال الشوارع سيظلون أهم منبع لتوريد الخارجين علي القانون الذين يقومون بمختلف الجرائم إذا لم يجد المجتمع حلًا لمشاكلهم والقيام برعايتهم واحتوائهم.
وأوضح أن هؤلاء الأطفال الذين يفتقدون لحضن الأسرة، ويتركون بلا تربية ولا تعليم ولا حياة إنسانية.. يعتبرون هم وقود الجريمة التي تبدأ بالنشل والسرقة والتحرش وصولًا إلي قطع الطرق والتهريب وتجارة الجنس والمخدرات.. كما أنهم أهم منابع توريد الإرهابيين.
ورأى الكاتب أنه يمكن بذل بعض الجهد من الدولة وكل المواطنين تحويل أطفال الشوارع إلي مواطنين صالحين بل ويمكنهم المساهمة الجدية في بناء الوطن، فأغلبهم يتمتع بالموهبة والابتكار. ولكنهم يوجهونها إلي الشر. ويستخدمونها في الهروب من القانون وخداع الجماهير.. لعدم وجود من يحنو عليهم أو يرشدهم أو يدلهم علي طريق الخير.
ودعا عنبه إلى التحرك العاجل والسريع لأنه ليس من العار فقط أن نترك ظاهرة أطفال الشوارع دون وضع استراتيجية للخلاص منها، مؤكدا أن الأهم هو إنقاذ الوطن من قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أية لحظة وعندها لن ينجو أحد منها أو يفلت.
بدروه، قال الكاتب مكرم حمد أحمد في عموده "نقطة نور" تحت عنوان "علقة تفوت ولا حد يموت" "إن عملية القصف الأمريكى البحرى لقاعدة حمص السورية بأكثر من 50 من صواريخ توماهوك تمثل نوعا من استعراض القوة الذى يهدف إلى إشعار الأمريكيين قبل غيرهم بأن الولايات المتحدة تستعيد المبادأة كدولة قوية قادرة تحت حكم الرئيس الجمهورى ترامب على الحسم وسرعة اتخاذ القرار وإنزال العقوبة بخصومها دون انتظار لحكم القانون الدولي!.
وأكد مكرم أن ثمة ما يؤكد أن العملية فى حد ذاتها مجرد ضربة دعائية قوية، هدفها المعلن إلزام الرئيس السورى بشار الأسد عدم اللجوء مرة أخرى لاستخدام الأسلحة الكيماوية التى تؤكد شواهد وأدلة عديدة أنها تسببت فى سقوط أكثر من80 ضحية بينهم عدد من النساء والأطفال، تؤكد مصادر البيت الأبيض أن صورهم كان لها تأثيرها البالغ على الرئيس ترامب خاصة صورة الأب الشاب المكلوم يحمل طفليه التوأم اللذين فارقا الحياة.
وأشار إلى أنه رغم استمرار عمليات القصف الجوى السورية والروسية على مواقع المتمردين وبعضها انطلق من قاعدة حمص الجوية بعد قصفها بعدة ساعات، ثمة ما يؤكد أن ترامب يمكن أن يعاود الكرة مرة أخرى وربما بصورة أشد قسوة لو عاود بشار الأسد استخدام سلاحه الكيماوي مع استمرار تأكيدات واشنطن بأنها لا تستهدف إسقاط الأسد، لأن أولويتها المطلقة لا تزال الحرب على «داعش» وليس إسقاط الأسد أو إلزامه قبول مناصفة السلطة مع المعارضة.
واختتم مكرم مقاله قائلا "باختصار هي ضربة دعائية قوية، هدفها الواضح والمباشر تأكيد وجود رجل جديد قوى فى البيت الأبيض يختلف تماما عن الرئيس السابق أوباما، تخلو من أى أبعاد استراتيجية تجعلها جزءا من عملية تسوية الحرب الأهلية ووقف الكارثة الإنسانية الكبرى التي يعيشها الشعب السوري، مجرد "علقة" تستهدف عقاب بشار الأسد وتطويعه وإن كان السوريون يعتقدون أن هدفها الحقيقى إضعاف الجيش السوري وتمكين المتمردين من توسيع مناطق نفوذهم".