وزيرة الهجرة لـ"أهل مصر": أنا "ضهر" المصريين في الخارج (حوار)

الوزيرة نبيلة مكرم

ــــ المرأة المصرية في الخارج ناجحة وسند لأسرتها ولها دور سياسي وكتلة تصويتية إيجابية

ـــ "الكفيل" مشكلة المصريين في الخليج ولا نتصرف تحت ضغط من الإعلام

ـــ زياراتي الخارجية لمتابعة قضايا المصريين بالخارج.. و"ادعم أهلك" مبادرة لمد الجسور بين المغتربين ووطنهم

ـــ كثير من اتحادات المصريين في الغربة لـ"الشو الإعلامي" وتحقيق مصالح شخصية

دبلوماسية من العيار الثقيل، ووجه مصري مشرف في المحافل الدولية، تميزت في كل المناصب والمهام التي أُوكلت لها.. كانت مهندسة العلاقات المصرية مع كثير من دول العالم خلال عملها في سفارات البلاد بالخارج، ولعبت دورا محوريا في تنظيم العلاقات بين مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة بعد ثورة 30 يونيو.. هي نبيلة مكرم عبدالشهيد واصف، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، التي عملت فى سفارة مصر بعدة دول مثل البرازيل، والولايات المتحدة، والإمارات، وتميزت فى السلك الدبلوماسى، وتولت منصب وزيرة الهجرة بعد أن أعيدت الوزارة التى سبق أن ألغيت منذ عشرين عاما، وتم تحويلها لقطاع في وزارة القوى العاملة، والتي نجحت في مد جسور التواصل بين مصريي الخارج ووطنهم.

الوزيرة نبيلة مكرم تخرجت عام 1991 في كلية السياسة والاقتصاد بتقدير جيد جدا، ودرست فى مدرسة سانت جان انتيد، في الإسكندرية، ولها ثلاثة أبناء.. "أهل مصر" جلست في حضرة الوزير نبيلة مكرم حيث جمال الحديث، وحلاوة المنطق، واتساع الأفق، وثراء المناقشات والرؤى المتعددة لمستقبل وطننا مصر، وإلى نص الحوار..

* فى البداية وباعتبارك امرأة تتولى حقيبة وزارية مهمة كيف ترين دعم الدولة لدور المرأة؟

- دعم السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي لدور المرأة دعم منقطع النظير، بدءا من جعل العام الحالي عاما للمرأة، فضلًا عن تقلد 4 وزيرات ‏حقائب مهمة، مرورا بدعوته الدائمة للمرأة للإدلاء ‏بصوتها في الانتخابات، وكذلك تخصيص مقاعد للمرأة بمجلس النواب، وغيره الكثير من الخطوات التي ‏اتخذتها الدولة لصالح المرأة‎.‎

* يتبادر إلي أذهان كثير من سيدات مصر سؤال مهم، كيف يمكنك التوفيق بين المنزل ‏والعمل؟

المرأة المصرية تحمل كثيرا من الأعباء، ومعدنها صلب، وبالنسبة لي أرتب وقتي جيدا ما بين ‏الوزارة وما يتعلق بها من أعمال، وكذلك وقت العائلة، والتفاهم في أي بيت هو سر النجاح ‏والتغلب على المصاعب، يعني باختصار هذا هو السبب الرئيسي للنجاح، ودوما أحرص على توازن الأدوار، والاهتمام بأولادي، والمرأة في مختلف الوظائف لديها هذا التحدى، كما أن المرأة المصرية في الخارج أيضا لها دور مهم جدا، فهى تواجه تحديات أكبر، لأنها تواجه الغربة، ويعتمد عليها نجاح الأسرة، وتواجه مجتمعا مختلفا لثقافتها، فتحية لها علي مثابرتها وتحملها كل الجهود والأدوار.

* ما تقييمك ‏للمشاكل التى استمعت إليها خلال اللقاءات مع المصريين فى الخارج؟

لم أنفصل يوما عن مشاكل المصريين منذ عملي قنصلا بالخارج، وحتى عملي وزيرة، ومشاكل ‏المصريين تتنوع وفقا للمكان، فمشاكل الخليج ممثلة في الكفيل على سبيل المثال، ومشاكل العمل وإعفاءات السيارات للتأمينات والمساعدة القانونية وغيرها، وهذا حقهم الذي نسعى لتنفيذه؛ لأن ‏المصري بالخارج درع للأمن القومي، وحائط صد ضد المتربصين‎، أما في كندا أو أستراليا فتنحصر مشكلاتهم في نطاق اختلاف الثقافات والبعد الجغرافي وهكذا.

* وهل تختلف مشاكل المصريين في الدول العربية عن غيرها من الدول؟

كل دولة ولها طبيعة وثقافة، وأغلب المشاكل في دول الخليج يكون منشؤها في الغالب العلاقة مع ‏الكفيل أو شروط العقد، أو مخالفة القوانين، بخلاف الدول الأوروبية التي تختلف المشكلة فيها ‏من دولة لأخرى حسب طبيعة البلد المضيف وثقافته وقوانينه‎.‎

*وكيف ترين الدور الذي يمكن أن تلعبه المرأة في الخارج لتحسين الصورة الذهنية عن مصر؟

المرأة المصرية في الخارج تحديدا تضرب أروع الأمثلة في أدوار داخل الأسرة وأدوار وطنية مثل حملات الترويح للسياحة وتنظيم فعاليات ‏لذلك، بالإضافة إلى أن النساء يشكلن قوة تصويتية هائلة، والمرأة المصرية أثبتت وعيها ‏ونضجها في العديد من المواقف السياسية بجانب استقبال القيادة السياسية بحفاوة بالغة في دول ‏مختلفة حول العالم‎.‎

‎ ‎

* ما الأمر الذى أحزنك خلال زياراتك الخارجية؟

بالعكس، زياراتي الخارجية تمنحني طاقة كبيرة، يكفي أن ترى في وجه كل مصري قصة كفاح، ‏ورحلة نجاح صنعها بنفسه من الصفر، في كل مرة أثق في وعي المصريين وفهمهم وقدرتهم ‏على التأقلم مع الظروف الصعبة.. رؤية المصريين بالخارج تعيد إليّ روح الإصرار والعزم على ‏تنفيذ متطلباتهم‎.‎

*ما تفسيرك لظاهرة تعدد الاتحادات المصرية بالخارج؟ ‏

نفتقد تنظيم أنفسنا، وأحيانا تكون هناك رغبة لدى البعض في السيطرة والاستحواذ والظهور الإعلامي والانتشار، مما دفع البعض ‏لإنشاء اتحادات فى مختلف البلدان، وبالطبع هناك أهداف نبيلة وسامية لخدمة المصريين ‏الموجودين بالخارج، كل ذلك أسهم فى تعدد وكثرة المصريين بالخارج، لكننا قمنا بعمل مبادرة "لم الشمل"، فضلا عن توقيع أول ‏ميثاق ‏شرف بين الوزارة والجاليات‎، وفي الفترة الأخيرة بدأت الجهود تتوحد، وظهر اهتمام الدولة بهم، انطلاقا من كونهم حائط ‏الدفاع ‏عن هوية مصر ومصالحها في الخارج.‏

*ألا تعتقدين أن إيجاد آلية لضم هذه الاتحادات المتعددة فى تجمع واحد مفيد للمصريين؟

بكل تأكيد فمنطق الاتحاد يعني القوة والتلاحم والاتفاق على أهداف وطنية سامية تخدم الوطن، ‏ولذلك كان من مهام الوزارة لم شمل جميع أطياف المصريين بالخارج من خلال مبادرة "لم ‏الشمل" التى أطلقتها الوزارة، بالإضافة لتوقيع أول ميثاق شرف ينظم طبيعة عمل الكيانات ‏المصرية بين بعضها البعض بالخارج، برعاية أكاديمية ناصر العسكرية‎.‎

*لماذا يأتى التحرك الحكومى تجاه الأحداث التى يتعرض لها المواطنون فى الخارج بعد الضغط ‏الإعلامى؟

إذا كنا نتحدث عن وزارة الهجرة فتدخل الوزارة عند حدوث أي أزمة للمصريين بالخارج كان ‏تحركا سريعا جدا، فللمرة الأولى تسافر الوزيرة عند دهس المواطن المصري بالكويت، ‏والسفر للسودان لحل أزمة الطلاب المصريين هناك، وأخيرا كان السفر للكويت أيضا بعد نشوب ‏أزمة المعلمين المصريين العاملين هناك، وبحث أوضاعهم والتوصل لحلول لمشكلاتهم‎ ‎

*لكن بعض المواطنين يشتكون من بعض رؤساء البعثات الذين لا يهتمون بحل مشاكلهم؟

كما ذكرت فإن الجميع في المرحلة الحالية يسعى جاهدا لتلبية احتياجات المصريين بالخارج، وحل ‏مشكلاتهم بالشكل المُرضي، وإن حدث ولم تحل أي مشكلة فلا يعني ذلك عدم اهتمام، وإنما ‏تكون المسألة مسألة وقت لا أكث‎.، وأن خيوط الحل في يد الدولة المضيفة وقوانينها.

* بماذا تفسرين ابتعاد المصريين عن السفارات أو القنصليات فى الخارج؟ وكيف يمكن إعادة ‏الثقة؟

بعض المصريين بالخارج لا يرغبون في التعامل مع سفاراتهم لأسباب مختلفة تخصهم،

أزمة الثقة تبدأ من المواطن بالخارج، الوضع الآن يتغير، فالبروتوكولات العديدة والتحركات، من فعاليات وقرارات، ‏لخدمة المصريين بالخارج، وتلبية احتياجاتهم ومتطلباتهم، وحل الأزمات التي يمرون بها، كل ذلك ‏سيعيد الثقة المفقودة.‏

*ما مدى التنسيق بين وزارة الهجرة والقطاع القنصلى فى وزارة الخارجية؟

هناك تعاون وتنسيق مستمر بين وزارة الهجرة والقطاع القنصلي بوزارة الخارجية، فأنا ابنة ‏مؤسسة الخارجية، وأدرك دورها جيدا، وعلى سبيل المثال زيارتي الخارجية، تقوم السفارات بعمل جميع الترتيبات لها في اطار دور البعثات في تسهيل مبادرات ومهام وزارة الهجرة، فلا يوجد أي تداخل بين طبيعة عمل الوزارتين، وإنما هناك تعاون مشترك دائم ومستمر.

*ما الرسالة التى حرصت على إبلاغها للجالية المصرية في الخارج؟

الرسالة الأهم للمصريين بالخارج هي أن مصر دولتهم تقف بجانبهم طوال الوقت، ممثلة فى ‏وزارة الهجرة والوزارات المعنية، حيث إن المصريين بالخارج لابد أن يشعروا أن بلادهم تساندهم فى ‏مختلف الظروف، وهناك "ضهر" يستندون عليه ويحميهم.‏

*ما أهم ملامح مشروع قانون الهجرة؟

تسعى وزارة الهجرة لأن يتضمن القانون حقوق وواجبات المهاجر من تأمين صحي، وشحن ‏جثامين المصريين المتوفين بالخارج، بالإضافة للإعفاء الجمركي لسيارات المصريين بالخارج.‏

*هل هناك تعاون بين وزارة الهجرة مع أعضاء مجلس النواب عن المصريين في الخارج لحل ‏مشاكلهم؟

بالفعل يوجد تعاون بين وزارة الهجرة وأعضاء مجلس النواب، فقد صاحبت معي في زيارتي ‏للكويت النائب حمدي سعد سليمان، النائب عن المصريين بالخارج بالبرلمان، لإنهاء ‏أزمة رواتب ‏المعلمين، فجميع أجهزة الدولة تبذل كل ما ‏في وسعها، وتعمل جاهدة على ‏تحسين أوضاع المصريين بالخارج وربطهم بوطنهم، وتوفير جميع ‏الخدمات اللازمة لهم.‏

*وما دور الوزارة في مكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية؟

دور كبير وفاعل، فالوزارة تدعم الهجرة الشرعية، ولهذا قمت بتوقيع بروتوكول تعاون بين ‏وزارة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، ومحافظة الغربية، لمكافحة ظاهرة الهجرة غير ‏الشرعية، والتشجيع على الهجرة الشرعية، من خلال تأهيل الشباب على مهام الفندقة، وتأهيلهم ‏لسوق العمل الأوروبي.‏

*ما خطة الوزارة لدمج المصريين بالخارج في المجتمع المصرى؟

الوزارة أطلقت العديد من الفعاليات والمبادرات لدمج المصريين بالخارج في المجتمع المصري، ‏منها مبادرة "ادعم أهلك" التي تسعى لتشجيع المصريين على عمل مشروعات بمحافظاتهم، ‏وتوفير فرص عمل للمصريين هناك، وكذلك قيام الوزارة بعقد دورات في الأمن القومي لأبناء الجيلين الثاني والثالث من ‏المصريين بالخارج، وتعريفهم بالمعالم السياحية، وزيارة المعالم التاريخية أيضًا لتعريفهم بتاريخ ‏بلادهم، بالإضافة إلى التنسيق مع وزارة الإسكان لتوفير أراض سكنية واستثمارية لربط المصري ‏بالخارج بالوطن الأم. ‏

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً