نادين الأسعد: المرأة الإماراتية محظوظة والسيدة المصرية ملتزمة (حوار)

الشاعرة اللبنانية نادين الأسعد

إعلامية وشاعرة من الوزن الثقيل، تمتلك رؤى شاملة للارتقاء بالسيدة العربية بوجه عام، وتؤمن بقدرتها على صنع المعجزات, مطالبة المجتمعات العربية بإعطاء حواء العربية فرصتها في العمل والإبداع والتطور، لافتة إلى أن الشعر كالسيف, يمكن أن يغير المجتعات, وأن الكلمة أقوى من كل الأسلحة، لها ديوان تم طرحه عبر الموقع الغنائي الأشهر في الوطن العربي "أنغامي" بطريقة "الأوديو"، وتعاونت مع نجوم الوطن العربي في الغناء، كما أنها تعد كثيرا من المفاجآت في الفترة المقبلة لكل عشاق الطرب.. الحديث هنا عن الشاعرة اللبنانية نادين الأسعد، مُقدمة الموسم السابع من البرنامج الثقافي "أمير الشعراء"، الذي تنتجه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي.. "أهل مصر" اقتنصت منها حوارا شاملا استعرضت خلاله ما يجول في قلبها حيال ما يدور على الساحة العربية، فضلا عما تتمناه لأمتها وبلدها ولسيدات العرب.. وإلى نص الحوار

كيف وفقت بين عملك وبيتك؟

من خلال التنسيق والتنظيم ومعرفة الأهداف, ومعرفة ما أحبه بالحياة، يمكن تنظيم الأمور على مدىر اليوم، لكن ليس من السهل التعامل مع 4 أطفال والحفاظ على الوضع بشكل جيد أو أكثر من جيد, لأنني من السيدات اللاتي يسعين للمثالية ولا يحببن أنصاف الحلول، ودائما ما أسعى للأفضل، الوقت بالنسبة لي ذو قيمة ويجب استثماره بشكل صحيح.

ديوان على "أنغامي" هل تودين تكرار التجربة؟

بداية فرحت كثيرا أن يصل الناس الشعر الذي أكتبه من خلال "الأوديو" والصوت, و"أنغامي" تطبيق مشهور وله حضور ومستمعون كثر في العالم العربي, فيمكن الوصول بشكل أبسط وأسهل لكثير من الناس، وأحب أن أكرر هذه التجربة, حيث تساعد على وصول الشعر بشكل أفضل لجمهور أكبر, وتساعد على وصول شكلي وعملي وأشعاري وإحساسي للمستمع والمتلقي بشكل أفضل.

ماذا فعلت لوضع اللغة العربية في مكانتها؟

أنا لم أفعل شيئا, بل الأفضل أن يكون السؤال ماذا قدمت اللغة العربية لنادين الأسعد؟، قراءاتي المتعددة والعديدة التي أقوم بها بشكل يومي لعدة كتب متنوعة في الأدب والشعر والرواية إلى ما هنالك، ترك هذا الأمر في ذاكرتي كما كبيرا من المفردات اللغوية التي تساعدني في اختيار الكلمة المنابسة, لتعبر عن الإحساس الذي أريد أن أقوله, وبالتالي عندما نكتب عن أنفسنا ونحن من جيل الشباب يمكننا أن نؤثر في الآخرين، كما يمكننا أن نكون في مكان ما محفزين, ولا أريد أن أقول "قدوة"، ولكن لابد من تحفيز الآخر على قراءتنا، وبالتالي هناك يقال ضرر ومنفع مباشر وغير مباشر، والمنفع غير المباشر أنك في اللاوعي لديك سوف تمتص هذه الكلمات وتعود للاستمتاع باللغه العربية, ودون أن تشعر سوف تحب ما تقوم به, وتساعدك العادة على تكوين لغتك الخاصة ومفرداتك الخاصة.

هل تعاونت مع مطربين لغناء أشعارك؟

تعاونت مع كثير من المطربين، وقدمت مسرحية "الضلال" التي كتبتها وقدمتها في الإمارات, هذه المسرحية التي كانت جديدة من نوعها في العالم العربي, وذلك لأنها تذكرنا بفيروز وأيام الرحابنية, قمت بتقديم بطولتها على أحد المسارح هنا في الإمارات, وكانت الألحان فيها للملحن الكبير خالد الشيخ, وغناء كارول عون, وحازم شريف من "أراب أيدول", وتعاملت مع رامي عياش وهيفاء وهبي، وهناك أعمال قريبة مع السيدة ماجدة الرومي, وفارس كرم, ونوال الزغبي, وجورج وسوف, وغيرهم كثير من المطربين إن شاء الله.

هل هناك مطرب ترفضين أن يغني أشعارك؟

أظن أنه ليس هناك اسم محدد، ولكن هناك حالة يمكنني أن أعبر عنها, حالة المطرب الذي وضعه لا يعجبني صوته, لا أحبه, ولا أحب طريقة تعبيره أو إيصال غنائه إلى الناس, لا يهم أن يكون مشهورا أو غير مشهور, المهم أن يحمل صوتا وإحساسا وحضورا جميلا.

إلى أي مدى تتأثرين بالروايات والكتب التي تقومين بقراءتها؟

عادة أتاثر بالروايات والكتب لحد كبير، حيث أمتزج بها ونتحد مع بعضنا البعض, فأشعر كأنني أخرج من نفسي وأدخل إلى الكلمات والأوراق وأمتزج مع الشخصيات ونصبح واحدا, حتى أنني أشعر بما يشعر به البطل أو البطلة أو الشخوص الموجودة فيها.

برنامج "أمير الشعراء" إلى أين؟

"أمير الشعراء" برنامج أحبه كثيرا, وأنا من متابعينه, وهو اليوم في موسمه السابع, فقد كنت أشاهده وأتابعه منذ فترة طويلة, ولم أكن أعرف أنني سأقدمه في يوم من الأيام، وعندما أتيحت لي الفرصة لتقديمه فرحت كثيرا, لأنني جزء من هذا البرنامج, لأنني شاعرة أتلقف الكلمة وأشعر بها وأحسها، وبالتالي سيكون لي حضور على المسرح ولجنة التحكيم أو المشاهدين أو المشتركين، لأنني لست مجرد إعلامية بل هناك شاعرة في داخلي وإعلامية في الوقت نفسه, وكلماتي الشعرية الإعلامية أريد إيصالها إلى المشاهدين, وأضع لمستي في البرنامج التي تشبه وجهي وكلماتي وحالتي وإحساسي إلى حد معين طبعًا.. أنا أهتم بواقع المرأة وقضايا المرأة, والأجمل في هذا البرنامج عدد النساء اللواتي شاركن فيه هذا العام, وربما نكون على موعد مع "أميرة الشعراء" هذا الموسم، وبالتالي كل شاعرة من اللواتي يلقين قصائد, يلقين رسالات معينة، ذات هدف وقيمة وقضايا عن بلادهن وشعورهن ووجودهن في هذه الدنيا, ونريد إيصالها للمجتمع، والشعر كان له وقع كبير في تغيير المجتمع في الماضي, كما فعل محمود درويش, و كما فعل نزار قباني وغيرهما من كبار الشعراء الذين شاركوا في تغيير المجتمع والرأي العام، وبالتالي الشعر له وقعه كوقع السيف أو القلم يصبح طلقة مدوية في الكلمة.

هل حصلت المرأة العربية على حقوقها؟

قبل أن نطرح هذا السؤال, يمكننا أن نطرح سؤالا مختلفا، هل حصل الإنسان العربي على حقوقه؟، هنا السؤال الأكبر المجتمعي الإنساني، طبعا لم تحصل المرأة على كامل حقوقها، حيث تختلف تلك الحقوق بحسب البلد والنظم والقوانين, وبحسب المجتمع الذي يختلف بين بيئة وأخرى، والمرأة تحتاج إلى الكثير برغم نيلها كثيرا من حقوقها، إذ أصبحت اليوم تتعاطى الشأن العام، كما أصبحت وزيرة, بل ورئيسة وزراء، ورئيس مجلس نواب, ونحن نطمح لأكثر من ذلك, أن تتحرر من القيود والعقد النفسية الاجتماعية, أن تتعلم أكثر, هناك الكثير من النساء في بعض القرى لا يعرفن الكتابة والقراءة حتى الآن, وهذا أمر معيب, لا تكفي حقوقهن الأمومة والطفولة والجنسية وما إلى ذلك.

المرأة العربية هل هي مؤهلة للقيادة؟

طبعا, هناك كثير من اللواتي درسن وتعلمن مثلهن مثل الرجل, ولهن شخصيات قوية, وهناك عدة أمثلة في العالم العربي عن نساء لهن مواقع سيادية وريادية, وكما نرى في الإمارات ومصر عديد من الوزيرات والمسؤولات في أماكن قيادية, وفي لبنان المرأة تحتاج إلى التحرر من القيود التي يفرضها القانون, والمجتمع الذكوري لا يسمح لها بالتقدم.. كثير من النساء يستطعن أن يتعاملن مع المجتمع وكأنه بيت صغير، هناك عديد من النساء لا يسمح لهن بالعمل حتى الآن أو الخروج من البيت دون موافقة الزوج, أو دون قيود بالية لا تفيد أي أحد، وعلى الرجل أن يدعم المرأة لأنها شريكته في الحياة, ويخلقان مجتمعا صحيحا أو معتلا, وحسب المجتمع يصبح المجتمع وطنا كبيرا.

ما المصاعب التي واجهتك في مشوارك؟

المصاعب موجودة في أي عمل نقوم به، لكن هناك الإصرار على السير في الدرب الذي وضعته أمامي لأهدافي, وفي حياتي كبوات يجب ألا نقف عندها، وأنا إنسانة إيجابية جدا, والطاقة الإيجابية التي أفكر فيها تؤثر على مستقبلي, وتكون هي السبب الرئيسي في وصولي إلى أهدافي.. هناك مشاكل عديدة تواجهها المرأة في العمل، مشاكل العائلة, كثير من الواجبات التي يجب أن تقوم بها نحو بيتها وزوجها وأولادها, فهي أم ومعلمة وممرضة وطاهية, وتقوم بمهمات خارقة, وفي الوقت نفسه تريد أن تعمل وتجتهد وتكون مشاركة في مجتمعها بشكل إيجابي, وأن تصل لمركز تصبو إليه.. هناك مهام كثيرة على عاتق المرأة والزوجة إن لم تكن مدعومة تحصل على دعم من الداخل, فلن تستطيع أبدا الوصول إلى ما تصبو إليه.

كيف يرى الرجل المرأة في لبنان؟

أظن أن الرجال والنساء ينظرون إلى المرأة اللبنانية على أنها مثقفة وجميلة, وتعرف ما تريد، مشهور عنها أنها "امرأة حديدية"، ومررنا بكثير من الصعوبات وقت الحرب الأهلية، وتخطتها المرأة اللبنانية بثبات وقوة، هي المرأة الأم والعاملة التي تبني أسرة, والمتعلمة التي تعمل بجوار الرجل, والجميلة, والتي تعرف كيف تتكلم وتتحدث، حتى أن المرأة اللبنانية وهو أمر معروف يمكنك أن تعرف أنها لبنانية من دون أن تتكلم، من خلال مشيتها وطريقة أناقتها ومتابعتها للموضة العالمية, وإجادتها عدة لغات, فنحن نتكلم على الأقل 3 لغات في لبنان، فضلا عن حضورها ووجودها في العالم العربي.

ما مستوى المرأة في الإمارات؟

أظن أن المرأة الإماراتية محظوظة, لأن أم الإمارات الشيخة فاطمة بنت مبارك, حفظها الله, ترعى مسألة الأسرة ودعم المرأة, وتمكينها في المجتمع, ودعم العلم والمعرفة، وتسعى لتحفيزها على العلم والمعرفة والعمل, وتمكينها في جميع القطاعات, فبالتالي وصلت لمراكز قيادية مهمة في الدولة, ولها حضورها البارز في المجتمع.

ست البيت نادين هل هذه حقيقة؟

ضحكت: "لا مش ست بيت", أنا لست فخورة أن أقول هذا الموضوع, لا أشعر بخزي أنني لست كذلك، كل الأمر أنني لا أحب الأعمال المنزلية, ولا أعرف كيف أطهو الطعام، لأنني لا أحب المطبخ, ولا أحب مهام المنزل فهي تشعرني بالكآبة, وتشعرني أيضا أنها يتأخذ الكثير من الوقت والتفكير والعمل، فمثلا إعداد وجبة يستغرق 3 ساعات كاملة، يمكنني خلالها تأدية أعمال كبيرة وكثيرة ومهمة جدا في حياتي، تؤتي مردودا معنويا أو ماديا أفضل عليّ وعلى اسرتي، ما كانت لترى النور حال انشغلت بالطهو.

عائلتك أين منك؟

مؤلفة من زوجي الذي يعمل صحفيا معروفا في لبنان, فهو مدير أخبار محطة "إل بي سي", وعائلتي من 4 أطفال, طفلتين "نايا ونيللا"، وطفلان"جون وجود" وهما توأم ، هم حياتي كلها، ومصدر سعادتي وفرحي وألمي في الوقت نفسه، فأنا من كثرة ما أحب أتعب من كثرة ما أعشقهم، أشعر بوجع من كثرة اهتمامي بهم، وأنسى أحيانا أن أهتم بنفسي، والأولاد "نعمة" لابد من المحافظة عليها والانتباه لها’ لأنه لا يمكن أن نأتي بأطفال الحياة دون أن نشعر بالمسؤولية تجاههم، وأن نقدم لهم ونعلمهم ونسمعهم ونفهمهم كيف هي الحياة, وماذا ينتظرهم فيها, وكيف يمكنهم التعامل مع الظروف المختلفة, كل بحسب سنه، وأن نبقي بجانبهم، طبعا هذه مسؤولية جسيمة علينا أن نقوم بها كأمهات، كما من واجباتنا أن نستمع لأولادنا وأن نعطيهم المعنويات العالية.

الأكل في مطبخك.. ماذا تفضلين؟

الأكلات التي لا أقوم بها ولكن أحبها لأنني أحب جميع أنواع الطعام, ومن يراني لا يمكن أن يفهم كيف أحب أنواع الطعام وأتذوق المأكولات، لأنني أتذوق كل ما في هذه الدنيا من الجمال, والطعم جزء من هذا التذوق, وحتى لو كان تعبيرا عن طعام, فالإحساس بالطعم شىء جميل, ولا مشكلة لديّ مع الطعام, ولكن يهمني المحافظة على وزني كثيرا.

شيرين عبد الوهاب؟

المطربون المصريون هناك عدد كبير منهم أحبهم وأعشقهم كثيرا، بالنسبة لسؤالك عن شيرين فـأعتبر أن لها هوية خاصة بها, واتخذت طريقا مختلفا عن غيرها في الغناء, هذا بالإضافة إلى صوتها الرائع وإحساسها الذي لا ينتظر إذنا للدخول إلي قلبك, بل يدخل ليتوغل في عظامك.

كيف تجدين المرأة المصرية وما ينقصها للقيادة؟

هناك تجارب عديدة لنساء مصريات مهمات في المراكز القيادية في مصر، والمرأة المصرية هي أم طيبة حنون, تعمل وتسعى لإعالة وتربية أبنائها بشكل جيد, مع كثير من الحنان والعطف والمحبة، وهي امرأة ملتزمة، تحتاج إلى المجتمع بكل أطيافه، إلى مساحة أكثر في التعليم ودعم المرأة وإعطائها الفرص التي هي بحاجة إليها, ودعمها للوصول للمراكز القيادية, وتربيتها منذ الطفولة على أنها متساوية في المجتمع، تساوي الرجل, فهي نصف المجتمع, لأنها هي الأخت والأم والزوجة.

ما الفارق بين الإمارات وباقي الدول العربية؟

أهم ما يميز الإمارات هو اتحادها داخل وحدة واحدة لرؤية رجل عظيم, استطاع أن يرى كيف يبني مستقبلا لأبناء هذا البلد, ويدفعهم للعلم, وأن يراعي ظروف حياة جيدة إلى جانب الأمن والأمان لشعبه وللوافدين أيضا، كانت رؤية عظيمة أظن أن الإمارات سباقة في هذا الأمر وفي صالح المجتمع، حيث إن البيئة والنظام والأمان والأمل وسعادة الشخص هي أولويات الدولة الإماراتية.

رسالة للمرأة العربية .. ماذا تقولين؟

أنا لا أؤمن باليوم العالمي للمرأة, مجرد وجود يوم عالمي للمرأة هو تقليل من شأن المرأة، وأنصح المرأة أن تؤمن بنفسها وبقدراتها, وأن تتعلم, وأن تقف بوجه التخلف وتسعى للتقدم والتطور, وتركض وراء حلمها, وتسعى لتحقيقيه بكل ما أوتيت من قوة, أن تكون أمًا وزوجة ومصدرًا للدفء والحنان والأنوثة, وبذات الوقت أن تكون امرأة حديدية، لا يقلل الأمر شيئا في أنوثتها, لكن بعلمها وحضورها وسلاحها.

نقلا عن العدد الورقي

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً