لم يشغلها منصبها رفيع المستوى في سلك القضاء والنيابة العامة، عن الاهتمام ببناتها الثلاثة، حتى استطاعت أن تكون أما مثالية، لقاضية بالنيابة، وطبيبة أطفال ودكتورة بهيئة تدريس القصر العيني.
إنها المستشارة نجوى صادق، النائب الأول لرئيس هيئة النيابة الإدارية ووكيل النائب، وعضو المجلس الأعلى للنيابة الإدارية، أول سيدة تشغل ذلك المنصب، ترى في حوارها لـ«أهل مصر»، أنه على الرغم من هذا المنصب، فإن نجاحها الأول كان في تربية بناتها، لأن الدور الأول من وجهة نظرها لأى سيدة، هو بيتها وأولادها، باعتباره النجاح الأهم في حياتها.. وإلى نص الحوار:
-نجوى صادق من أوائل السيدات التى اقتحمت مجال النيابة والقضاء...من الذى ساعدك في الوصول إلى هذا المنصب؟
لم يساعدنى أحد في الوصول إلى ذلك المنصب، فعملى وكفائتي والكفاح والصبر، كانوا السبب الحقيقى وراء هذا، وحصلت على ليسانس الحقوق، بدرجة جيد جدا مع مرتبة الشرف، وكنت من أوائل الدفعة والثالثة على مستوى أربع جامعات في مصر، وكان أيامنا التعيين في النيابة، لايتم وفقا للامتحانات أووساطة، ولكنه يتوقف على مجموع درجات الكلية، ويتم الترتيب وفقا للمجموع، النيابة العامة أولا، ثم مجلس الدولة ثم الإدارية، ووقتها لم استطيع التحق بالعامة أومجلس الدولة، لإنهم لن يقبلوا سيدات، وكنت أول اسم رشح للنيابة الإدارية، وتعينت بمجهودى، وكان أهم ما يميزنى الجدية وحب عملى، وعندما كنت رئيسة نيابة، كنت أجلس طوال الليل أمام المستندات لأحقق في القضايا، وبعد الخلود إلى النوم، أقوم مرة أخرى، للتأكد من قراءة كافة المستندات، وأقوم أقرأ القضية من "الجلدة للجلدة"، وكان أسلوبي يعتمد على التعمق، واشتركت في مؤتمرات دولية كثيرة لأنى كنت أجيد اللغة الإنجليزية، ورغم هذا المنصب، أرى نجاحى الأول في تربية بناتى، فالدور الأول لأى سيدة، هو بيتها وأولادها، هذا هو أهم نجاح فكان لدي ثلاث بنات، ورغم عملي الشاق، لم أهملهن أبدا، وكنت المسئولة عن مذاكرتهن وأراعى واجباتى المنزلية ووجباتى كأم، دون أن يخل بالتأثير على عملي، واستطعت أن أحقق الثروة الحقيقية في بناتي، وتعينت ليلى ابنتى الكبرى في النيابة، والثانية نسرين بكالوريوس طب ودكتورة أطفال، والثالثة الدكتورة دينا بكالوريوس طب بامتياز وعضو بهيئة تدريس طب القصر العينى، وحصلت على الدكتوراه من مصر وزمالة كلية الجراحين الملكية في لندن، فأعطيتهن العناية الكافية واستطعت أن أوازن بين بيتى وعملى بالتنظيم، وقت العمل كان يكرس للعمل وعند الذهاب للبيت أتفرغ لبناتي، وبعد أن ينامون كنت أعود للعمل مرة أخرى، وللقضايا والمستندات، وهو أمر يحتاج إلى كفاح وعزيمة فأتذكر ذات مرة كنت مرشحة، لمؤتمر دولي في غاية الأهمية ومن الضرورى تقديم بحث باللغة الفرنسية، عن حماية حقوق الإنسان في القضاء النسوي، وبدأت العمل في البحث بجدية، وفوجئت أن ابنتى الصغيرة التى تعمل الآن طبيبة بالقصر العينى، كان عندها وقتها أربع سنوات، أصيبت بالحصبة، وهذا يقتضي أن أجلس بجوارها، ووقتها عرضت عليا أمى وحماتى مساعدتى ، وأن يتولوا مسئولية البنت حتى أتفرغ لعمل المؤتمر، ولكنى رفضت رفضا باتا،لأن دورى الأول هو جانب ابنتى، وأبلغت المؤتمر أن هناك احتمال أن أعتذر وجلست بجانبها أعطيها الدواء في مواعيده والطعام المطلوب، ولكن جمعت كل الكتب ونقلتها من المكتب بجوارها، وكنت أباشرها وأعمل في نفس الوقت، والحمد الله، شفيت قبل المؤتمر بثلاثة أيام، وأنجزت البحث وقدم لإدارة المؤتمر وعرض في محفل دولي باللغة الفرنسية، فإن الله لايضيع أجر مجتهد أبدا.
-ما هى أهم المحطات في المسيرة المهنية للمستشارة نجوى صادق؟من أهم المحطات في حياتي المهنية، عملى كرئيسة في إدراة هامة تسمى إداراة الدراسات والبحوث، التى تصدر الفتاوي، بعد موافقة رئيس الهيئة النيابية، وإيضا بجانب عملي كنت مستشار قضائي، بمجلس الشعب، في اللجنة الدستورية والتشريعية، واستمريت بها 10 سنوات متخصصة في التشريع، حتى سنة 2012، حتى انحل مجلس النواب، وبعد ذلك شكل رئيس الوزراء لجنة الإصلاح التشريعي بدلا من مجلس النواب،تتولى اصلاح التشريعات مؤقتا، وإيضا كنت عضو في مجلس إدارة تحكيم حقوق عين شمس، وكان أمر مهم لإقامة دورات، لتعلم شباب المحامين كيف يلتحقون بلجان التحكيم، حتى تكون مصر لها ذراع دولي في هذا المجال.
كما نظمت دورات هامة، في مركز الدراسات القضائية، والمركز القومي للبحوث الجنائية، عن دعم قدرات وكلاء النيابة، وكيفية تحقيق المعادلة الصعبة في تحقيق القضايا وإقرار حقوق الإنسان التى نصت عليها المواثيق الدولية وبين مزيج من الفاعليات للكشف عن الحقيقية. وأصبحت عضو في كثير من الجمعيات الدولية، وأهمها منظمة عالمية امريكية، الاتحاد الدولي للسلام في الشرق الاوسط، بهدف نشر افكار مصر بالنسبة للسلام وحقوق الانسان، واعطاء فكرة صحيحة للمجتمع الدولي، عن دور القضاء والقانون عن حماية حقوق الانسان في مصر.
عضو بالمجلس الأعلى للنيابة الإدارية، وكوني أول سيدة تشغل هذا المنصب .وبعد أن أصبحت .
أحاول إلى حد كبير، في تنفيذ خطة النيابة الإدارية بقيادة رئيس النيابة الإدرية المستشار على رزق، والتى تهدف إلى تعميق القانون في التحقيق، ونثري مكتبة النيابة الإدارية بالكتب الثمينة، و انشاء نيابات جديدة وتقريبها للمصريين، حتى لا يتحملوا مشاقة السفر، كما أعددنا مقترح قانون جديد لتعديل قانون النيابة الإدارية، بهدف التحقيق مع جميع الجهات بمبدأ المساواة في التحقيق، حتى لا يكون هناك جهات تحقق معها النيابة وجهات تحقق معها الشئون القانونية، فلم تكن بعادلة وحياد الجهة القضائية، فالدستور الجديد ، منح ، النيابة الإدارية اختصاصات كبيرة بالنسبة لكل المخالفات الإدارية والمالية في الدولة، وتم الانتهاء منه ويسلم لمجلس النواب خلال هذه الايام، فالبلد تحتاج لهذا القانون بشدة.
-هل واجهت خلال عملك صعوبات في التعامل مع الرجال ؟
كنت من الرواد في التحقيق، فكان من الممكن أن أحقق مع شخص، بدرجة وكيل وزارة أونائب وزير، فكان يهيئ له إنى سطحية، ويستهتر بي، ولكن بعد سماعه الأسئلة، يندهش، ويتأكد من جدية وصرامة التحقيق واتذكر جيدا، شخص كان رئيس هيئة عامة بدرجة وزير، قامت صحيفة الأهرام بنشر عنه، إنه ارتكب ثلاثة مخالفات مالية كبيرة، والشخص بالفعل، كان لم يرتكب هذه المخالفات بعينها، وكان هذا الوزير صديق للرئيس النيابة الإدرية في ذلك الوقت، وجاء بنفسه إلى رئيس النيابه، وطلب تقديم بلاغ في نفسه، حتى يتم التحقيق معه ونفي تلك الوقائع، حتى ينفذ بلاغ ضد الصحيفة، ووقتها استعان بي رئيس النيابة الإدراية، وكنت رئيسة نيابة صغيرة، وكلفني بالتحقيق في القضية، واستهزأ بيا الوزير، وقال نصا، "هى ديه الى هتحقق معايا"، ورد رئيس النيابة:"إنها مازالت صغيرة ولكنها محققة شاطرة"،و طلبت المستندات وأربعة أشخاص من هيئة الاثار التابعة لذلك الوزير، واطلعت على المستندات كلها، وعلى ميزانية الهيئة ولكنى اثناء اطلاعي، اكتشفت إن هناك معرض إقيم في المانيا عن توت عنخ أمون، وكان دخله ملايين الدولارات، ولم أجد هذه الأمول دخلت في ميزانية الهيئة، فاكتشفت مخالفة اخرى غير الذي كان متهما بها الوزير، فهو لم يقم بالمخالفات التى اتهم بها، ووجهت له الاتهام، ما قولك بما هو منسوب إليك، اسستغرب واعترض، ولن يتوقع أن هذه المحققة الصغيرة تكتشف هذا الأمر، ورفض الاجابة، وترك التحقيق، وتوجه لرئيس النيابة، الذي سألني وقتها عن هذه المخالفة، فقلت المستندات معى، وهددني الوزير وقتها، ورفضت التنازل، حتى نصحه رئيس النيابة أن يستعين بأربع محاميون للدفاع عنه فلن تتراجع نجوى صادق عن الحق، وتطبق القانون والعادلة، وأثبت للجميع أن السستات لها باع وذراع في هذا المجال.
-هل تستخدمي العاطفة أحيانا أثناء التحقيق ؟احيانا تصادفنى العاطفة، في أثناء التحقيق ولكن كلما تأثرت، احاول أثبت الحق، فإذا شعرت أن هناك إنسان مظلوم، بحاول أجمع كل المستندات الذي طلبها، وكل الشهود الذي طلبها، وإذا شعرت إنى الجهة الإدارية تستخدم موظف كبش فدا، حتى تحمله جرائم الكبار، اجتهد في جمع كل المستندات والشهود، التى تثبت الحقيقة.
-ماذا عن وضع المرأة في القضاء المصري..هل أصبح مرضيا؟نالت المرأة حقوق في القضاء، فأصبحت أنا عضو بالمجلس الأعلى للنيابة الإدراية، وهى هيئة قضائية مثلها مثل النيابة العامة ومجلس الدولة، والهيئة بها عدد كبير من السيدات، ثلثى نصفها سيدات، ولكن الدستور الجديد نص في المادة 11على أن المرأة تعين في الهيئات والسلطات القضائية، فهذه الخطوة حتمية فجميع مقدماتها تحققت اولا، الستات أثبتت نجاح في الهيئات القضائية، وعينت 32سيدة و 12 في المحاكم العادية المدنية والتجارية والاقتصادية ، ولكن لن يلتحقوا بالجنائية، ولكن بعد نص الدستور، إلزمي أن يكون هناك خطوة حتمية بإصدار قانون إن السيدات، تتعين في النيابة العامة ومجلس الدولة، حقا هناك سيدات تعيينت في القضاء العادى، ولكن حتى الان لاتوجد سيدة في مجلس الدولة، ننتظر من شيوخ القضاء في مجلس الدولة أ نهم يستعينوا بالسيدات.
-من المرأة التى أثرت في حياة نجوى صادق؟والدتى المتوفاة، هى السيدة التى أثرت فيا فكانت سيدة صالون في المجتمع وفي نفس الوقت تقوم بواجباتها المنزلية على أكمل وجه، لإن والدى كان مستشار ومساعد وزير العدل، فكانت ربة أسرة، واجتمعيا كانت حرم مساعد وزير العدل، وأول ما زرعت بداخلي، إن الطريق الوحيد إلى الأمل هو العمل، وكانت ست بيت ممتازة، وربت أجيال، أخى أستاذ جامعة وألاخر في القضاء، وأنا في النيابة الإدراية، وأرسل لها رسالة تحية وشكر، كما أوجه رسالتي للمرأة المصرية، أهم من تعديل نص الدستور، هو تنفيذ هذه الضمانات، لايوجد باب مقفول يظل مقفول فالطرق على الأبواب لابد أن يؤدي إلى فتحها والطريق الوحيد لتحقيق الأمل هو العمل والكفاح، فكونى القوة الناعمة في تحقيق العدالة وتنمية الرخاء لمجتمعك ورد كيد الإرهاب.