"اقسم بذاتى يا حبيبى جرجس أنه لا يكون في الشهداء من يشبهك ولن يكون لك نظير منهم إلى الأبد، وقد جعلت لك اسما شائعا حسنا فى ملكوتى وقد أعطيت نعمة لاسمك وصيرته ميناء خلاص لجميع البشر لكى أستجيب سريعا لكل من يذكر اسمك من الرجال والنساء فى جميع الشدائد وأعطيهم سؤال قلبهم". هذا كان وعد الله إلى مار جرجس قبل استشهاده وكان ذلك بسبب الكثير من العذبات التي تعرض لها.
تعرض الشهيد مار جرجس للعذابات لمدة 7 سنوات وقد مات ثلاث مرات ولكن الرب كان يقيمه ليتمجد فيهو لكن استشهد في المرة الرابعة بقطع الرأس.
ويعد هذا الوعد هو سر تسمية 372 كنيسة باسم مارجرجس في مصر والعديد من الكنائس في سوريا وبيروت وفلسطين والأردن، وليس فقط كنائس ففي بيروت هناك خليج "مارجرجس" ويحظى مارجرجس بإجلال المسلمين أيضا في هذة الدول وليس فقط في الوطن العربي بل أيضا في بريطانيا والنمسا وروسيا وإيطاليا وغيرها.
عذابات مار جرجسكانت عذابات الشهيد مار جرجس في عصر "دقلديانوس" وكان لقى مار جرجس الكثير من العذابات بسبب رفضه التبخير للأصنام وتقديم الولاء لهم قائلا "ملعونة هي أصنامك النجسة التي تدعوها آلهة وليست هي كذلك لكنها أوثان شياطين". اغتاظ قلب الملك وأمر بتعذيبه.
وأمر الملك أن يخلعوا عن جرجس ثيابه ويشدوا على حقويه مئزره ويرفعوه على الهنبازين ويعصروه ففعلوا هكذا حتى ترضضت عظامه وكان دمه يجري على الأرض من جسده.
"حذاء من المسامير" يعد أحد عذابات مارجرجس، أمر الملك أن يأتوا بحذاء من حديد تبرز منه مسامير كبيرة ويلبسوه في رجليه ويأمرونه بالجري ففعل الجند كما أمرهم الملك وكان القديس يجري وقدميه تتمزق وكلما توقف عن الجري ينهال عليها الجند بالضرب ليسرع في جريه وأخيرًا أودعوه في السجن.
"الطرق على البطن" حيثُ أمر الملك الجند أن يحضروا القديس من السجن ويرقدوه على ظهره ويطرقوا على بطنة ستمائة دبوس.
"مناجل الحديد" يمزقوا بها جسد وبعد ذلك يأتوا بخل عتيق ويذيبوا فيه ملحًا ويصبوه على الجراحات التي في جسده ويمسحوا جسده بخرق من شعر خشن.
"الصلب والحرق" حيث أمر الملك بأن يشد على أربعة أوتاد طوال ويضرب مائة سوط على بطنه ثم أمر الملك أن يأتوا بجير حيَّ ويوضع على جراحاته وقروحه جميعًا ويصب على جسده كبريت مذاب في خل عتيق.
"السحر والسم"، من بين العذابات التي تعرض لها القديس جاورجيوس أن الملك أحضر له ساحرًا مشهورًا يُدعى أثناسيوس أعد له سمًا قاتلًا، وقدمه للقديس لكي يشربه، أما القديس فبالإيمان شربه ولم ينله أذى.
"معصرة بها أسنان حديدية" حيث أمر الملك أن تصنع عجلة كبيرة فيها مناجل وأطواق وسيوف حادة ويوضع القديس فيها فلما رأى القديس هذا النورج صلى للرب لكي يعينه ثم وضعه الجنود في النورج وأداروه فانسحقت عظامه للوقت وتناثر لحمه ولقد لقى حتفه ولكن قام من الموت.
بعد تلك المعصرة أمر الملك بتسميره على سرير من نحاس وأن يصبوا في فمه رصاصًا مذابًا على النار ثم وضعوه في السجن وكان في شده الآلم والإعياء يكاد يفارق الحياة.
وضعه في مرجل ووضع عليه رصاصًا وزفتًا ونطًا وكبريتًا وأوقد تحته نارًا ارتفع لهيبها خمسة عشر ذراعًا حتى هرب الذين أوقدوا النار من شدة لهيبها ثم لما هدأت النار أمر الملك أن يحضروا المرجل بكل ما فيه وأن يُدفن في الأرض لئلا يظفر النصارى بأحد أعضاءه فيبنوا له كنيسة.
وأيضا من العذابات "السلخ بأمواس"،"وضع أسياخ من حديد محماه في عينه"،و"كسر رجله بقؤوس من حديد"، "الإغراء بالنساء" وغيره من العذابات.
الجدير بالذكر أن الكثير من ألات التعذيب توجد في كنيستي "مارجرجس للراهبات" و"مارجرجس للروم الأرثوذوكس" بمنطقة مصر القديمةالنشأة وحياته.
وُلد هذا القديس في الكبادوك بآسيا الصغرى، من أبوين تقيين غنيين ينتسبان إلى عائلة شريفة. كان والده أناسطاسيوس واليًا على "ميليتين" بكبادوكية، وكانت والدته ثاؤبستى أو ثاؤغنسطا من فلسطين ابنة والي اللدّ.
تعلم الشاب جاورجيوس "مارجرجس" الفروسية لينخرط في سلك الجندية. تفوّق جاورجيوس على الجميع في ركوب الخيل وممارسة الفروسية، وأظهر شجاعة نادرة، وبسرعة صار بطلًا له صيته في كل فلسطين، وأصبح قائدًا لفرقة كبيرة تعدادها ألفًا من الجند.
أرسله الأمير إلى "دقلديانوس" الملك ومعه رسالة توصية تكشف عما حققه من بطولات، ويطلب من الملك أن يهبه رتبة "أمير". أحبه الملك جدًا ووافق على تذكية الأمير يسطس، وصار اسمه "جاورجيوس الروماني"، وعيّنه أميرًا يقود خمسة آلاف جنديًا، كما قدم له فرسًا أشهبًا من الأنواع النادرة تعبيرًا عن رضاه، واستشهد عن عمر 23 عاما.