صحيفة بريطانية: تحالفات روسيا وإيران تدعم "شوكة" الأسد.. رغم مقتل 320 ألف شخص من أبناء وطنه يظهر هادئا

روسيا وإيران
كتب : سها صلاح

لا يبدو الأسد متأثرًا بالتهديدات الأميركية ولا بالضربة الصاروخية المباشرة التي نفذتها واشنطن على قاعدة جوية للجيش السوري وسط البلاد الأسبوع الماضي، حيث أنه متسلحًا بدعم حليفيه الروسي والإيراني، وفقًا لصحيفة الإندبندنت البريطانية.

حيث قال الأسد لوكالة فرانس برس خلال لقاء حصري معها "معاناة الشعب السوري هي الأمر الوحيد الذي يمكن أن يحرمني النوم بين وقت وآخر، لا التصريحات الغربية ولا تهديداتهم بدعم الإرهابيين".

الحرب حتى النصر

ومنذ اندلاع الحرب السورية الذي تسببت في مقتل أكثر من 320 ألف شخص بسوريا، يبدي الأسد صلابةً في مواجهة خصومه، في إطلالاته الإعلامية، يظهر هادئًا ولبقًا، وفي الوقت ذاته واثقًا بقدرته على الخروج منتصرًا من حرب مدمرة مستمرة منذ 6 سنوات.

ووفقًا للصحيفة يؤكد الدبلوماسي الهولندي السابق والخبير في الشؤون السورية نيكولاس فان دام، لوكالة فرانس برس: "لطالما كان الأمر بالنسبة إلى الأسد معركة حياة أو موت، لم يكن خيار وقف الحرب مطروحًا لديه أصلًا، فإما النصر وإما الهزيمة".

وتبدلت حياة طبيب العيون السابق بشكل جذري عام 1994، إثر وفاة شقيقه الأكبر باسل، الذي كان يتم إعداده ليحكم البلاد خلفًا لوالده الرئيس حافظ الأسد، في حادث سير قرب دمشق.

ويقول فان دام، وهو مؤلف كتاب "القتال من أجل السلطة في سوريا"، إن "النظام يمتلك خبرة عمرها نصف قرن حول كيفية البقاء في السلطة، كما يحظى بدعم الجيش والأجهزة الأمنية".

ولم يغير الأسد، وهو أب لولدين وبنت، من عاداته خلال سنوات النزاع، حيث لا يزال يقطن في منزله ويعمل بمكتبه وسط المدينة.

ثقة عالية بالنفس.

وردًا على تصريحات لوزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، قال فيها إن حكم عائلة الأسد يقترب من نهايته، أجاب الأسد: "ليس هناك حكم لعائلة الأسد بأي حال من الأحوال في سوريا"، مضيفًا: "إنه يحلم أو لنقل إنه يهلوس".

وبدأت مسيرة الأسد السياسية في عام 2000، بعد وفاة والده حافظ الذي وصل إلى سدة الحكم عام 1970، وحكم بلاده طيلة 30 عامًا بقبضة من حديد.

ومع اندلاع "الربيع العربي"، واجه الأسد حركة احتجاجات سلمية ضخمة في عام 2011، فاختار قمعها بالقوة، مصنِّفًا معارضيه على الفور بالمتطرفين، قبل أن تبرز المجموعات الجهادية أو الإرهابية.

واعتبر التحركات المعارضة لنظامه "مؤامرة" نسجتها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد "محور المقاومة" الذي يضم سوريا مع إيران وحزب الله اللبناني.

وخلال السنوات الست الأخيرة، امتلك الأسد، كما الحلقة الضيقة المقربة منه، قناعة راسخة بقدرتهم على الصمود وتحقيق النصر.

ويقول مدير أبحاث الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما جوشوا لانديس: "ردد مستشارو الأسد، منذ البداية، أنهم واثقون بالنجاح ما دام الطيران الأميركي لا يقصف دمشق والولايات المتحدة لم تتورط مباشرة في الحرب".

تحالف مع موسكو

و قالت الصحيفة إن الأسد ينتمي إلى مدرسة والده، وهذه المدرسة لطالما أتقنت التحكم في عامل الوقت وفي تحويل مسار الرياح غير المؤاتية لصالحها،إلا أن مفتاح الأسد، هو صلابة التحالفات، بخلاف خصومه.

وتضيف الوكالة أنه لم يشك يومًا في النصر؛ لأنه كان يعلم أن بلاده أنشأت منذ عقود تحالفًا صلبًا واستراتيجيًا مع روسيا وإيران وما سواهما".

وتعود علاقة دمشق مع موسكو وطهران إلى أكثر من 40 عامًا، أي إلى مرحلة الاتحاد السوفييتي من جهة والحرب العراقية-الإيرانية في الثمانينات من جهة ثانية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
مصطفى بكري مُطالبًا بإصدار قانون يعاقب من يسئ للجيش: مش هنسيب الرئيس يحارب لوحده