تطل علينا اليوم الذكري الـ105 لغرق السفينة تيتانك، حيث تعرضت السفينة لحادث مأساوي أدى إلى غرقها، وبدأت السفينة في الغرق في مساء الـ14 من أبريل حتى صباح الـ15 عام 1912، في شمال المحيط الأطلسي، وكان حادث الغرق في اليوم الرابع، بعد أول إبحار للسفينة من مدينة ساوثهامبتون إلى مدينة نيويورك.
وكانت تيتانيك أكبر عابرة محيط منتظمة دخلت الخدمة حينئذ، حيث يقدر عدد الأشخاص على متنها بحوالي 2.224 فردًا عندما اصطدمت بجبل جليدي في تمام الساعة الثانية عشر إلا ثلث، واستمرت السفينة في الغرق ساعتين وأربعين دقيقة، وراح ضحيتها حينذاك 1500 شحص، واعتبرت أحد أبشع الحوادث البحرية في وقت السلم في التاريخ.
وتلقت تيتانيك ستة إنذارات في الـ14 من أبريل، تحذرها من وجود جبال جليدية في البحر، ولكن السفينة كانت تبحر بسرعتها القصوى، وعندما لمح طاقمها فجأة وجود جبل جليدي، لم يستطيعوا الانحراف بالسفينة بسرعة كافية لتتفادى الاصطدام، لذلك تلقت السفينة ضربة غير مباشرة تسببت في إحداث تلفيات شديدة بها، بالاضافة إلى فتح خمس مقصورات من أصل ست عشرة مقصورة على البحر.
وكانت تيتانيك مصممة أن تبقى طافية حتى إذا غمرت المياة أربع مقصورات لا أكثر، وسرعان ما أدرك طاقم السفينة أنها ستغرق، لذلك استخدم الطاقم مشاعل الاستغاثة الصاروخية والرسائل اللاسلكية لطلب النجدة أثناء وضع الركاب في قوارب النجاة، وبالرغم من أنه لم يكن غير قانوني، فإن السفينة كانت تحمل عددًا محدودًا جدًا من قوارب النجاة لتكفي جميع الركاب، كما أن العديد من القوارب لم تكن محملة بالكامل نتيجة لحالة الفوضى التي شهدها إخلاء الركاب، وغرقت الباخرة تيتانيك وعلى متنها ما يزيد عن ألف راكب وفرد من طاقم السفينة.
ومات تقريبًا كل مَنْ قفز أو سقط في المياه في غضون دقائق نتيجة لانخفاض درجة حرارة الجسم، وبعد حوالي ساعة ونصف الساعة من غرق تيتانيك وصلت السفينة "آر إم إس كارباثيا"، إلى موقع الحادث وأنقذت آخر الناجين في قوارب النجاة قبل الساعة التاسعة والربع في يوم 15 إبريل، اى بعد أكثر من 24 ساعة على أول انذار صدر من طاقم السفينة.
وتسببت هذه الكارثة في غضب عارم واسع النطاق حول نقص قوارب النجاة والتراخي في قوانين الشحن البحري وعدم المساواة بين طبقات الركاب المختلفة على متن السفينة، وجرت التحقيقات في أعقاب تلك الكارثة وحثت على أنه لابد من إجراء تغييرات جذرية في اللوائح البحرية، الأمر الذي انتهي بوضع الإتفاقية الدولية لسلامة الحياة في البحر عام 1914 وهي التي لا تزال تشرف على سلامة الأمن الملاحي حتى الآن.
كانت تيتانيك أكبر سفينة في العالم وقت دخولها الخدمة يوم 2 أبريل، حيث تزيد إجمالي حمولتها هي والسفينة الأخت أولمبيك، عن سفينتي لوسيتينيا وموريتانيا، التابعتين لكونارد لاين وصاحبتا الرقم القياسي سابقًا، بما يساوي نصف سعتهما، كما كان يزيد طولهما بحوالي 100 قدم، بمقدور السفينة تيتانيك أن تحمل3.547 فردًا، وتجمع بين السرعة وراحة الركاب، وقد بنيت تيتانيك على نطاق واسع لم يسبق له مثيل حتى الآن، وتعتبر محركاتها الترددية أكبر من التي بنيت في أي وقت مضى، ويبلغ ارتفاعها 40 قدم.
ونشر على أوسع نطاق عن طريق الركاب الناجيين أن السفينة كانت "لا تضاهى في سعتها وفخامتها"، حيث شملت الإقامة بالدرجة الأولى أغلى العقارات المبحرة على الإطلاق بجانب أجنحة للتنزه تكلفت 4.350 دولارًا، حتى أن الدرجة الثالثة كانت مريحة على غير المعتاد وفقًا للمقاييس المعاصرة، كما زودت بكميات وفيرة من الطعام الجيد، مما وفر للعديد من ركاب الدرجة الثالثة ظروفًا أفضل من تلك التي عانوا منها في بيوتهم.