"حلايب وشلاتين جزء لا يتجزأ من الوطن".. تلك كانت الرسالة المقصودة من جانب التليفزيون المصري، عندما قرر اليوم، بث شعائر صلاة الجمعة، من مسجد جمعون بمنطقة شلاتين، بحضور اللواء أركان حرب أحمد عبدالله محافظ البحر الأحمر، ونائب رئيس مدينة شلاتين محمد علي إبراهيم، والشيخ رفعت أبو حبيل، وكيل الأوقاف بالبحر الأحمر، وماهر محمدين ياسين مدير إدارة أوقاف حلايب وشلاتين.
وكانت خطبة اليوم حول" خطورة التكفير والفتوى بدون علم، وحرمة الدماء، وضرورة الاصطفاف في مواجهة الإرهاب"، فيما جاء قرار نقل صلاة الجمعة اليوم من شلاتين، بناءً على تعليمات المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، من منطلق أن منطقة حلايب وشلاتين جزء لا يتجزأ من الوطن.
ومن وقت لآخر، يصر المسؤولين السودانيين على الحديث عن حلايب وشلاتين، وأنها أراض سودانية، تجلى ذلك أمس، عندما كشفت صحيفة "النيلين" السودانية، إن هناك تجهيزات تجرى لبحث الإجراءات المطلوبة لانضمام السودان لدول مجلس التعاون الخليجي، مؤكدة أن اقتراح ضم السودان للمجلس جاء من إحدى الدول الأعضاء مبينة أنه تمت الموافقه من أغلب دول المجلس.
وربطت وسائل الإعلام السودانية قرار ضم السودان لدول التعاون الخليجي، بالزيارة التي يقوم بها الرئيس السوداني عمر البشير إلى دول الخليج، وسبق لدول خارج منظومة دول الخليج التقدم بطلبات الانضمام وهي المغرب والأردن.
وتوقعت وسائل الإعلام السودانية قرب موعد دخول السودان لمجلس التعاون الخليجي، نظرًا لأن الرئيس السوداني عمر البشير، أعلن عن تلقى السودان لموافقات من دول الخليج العربى للتوقيع على اتفاق للشراكة الاستراتيجية بين السودان ودول مجلس التعاون الخليجى، والذى سيوقع عليه فى اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجى والمقرر عقده قريبًا.
واشتكى وزير الدفاع السوداني الفريق أول عوض بن عوف، أمس، من تعرض الجيش السوداني إلى ما وصفه بـ"استفزازات ومضايقات"، في منطقة حلايب المتنازع عليها مع مصر، ونقل موقع "سودان تريبيون" عن الوزير السوداني خلال شرحه الحالة الأمنية للسودان في جلسة مغلقة بالبرلمان أمس، إن الجيش المصري يمارس "المضايقات والاستفزازات" بحق القوات السودانية بمنطقة حلايب، ونحن نمارس ضبط النفس في انتظار حل المشكلة سياسيًا بين الرئيسين السوداني عمر البشير، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وعلى خلفية ذلك قال الرئيس السوداني عمر البشير، في فبراير الماضي إن بلاده ستلجأ إلى مجلس الأمن الدولي إذا رفضت مصر التفاوض بشأن مثلث حلايب، تبع ذلك تصريح وزير الخارجية المصري سامح شكري بأنه تم الترتيب لزيارة للسودان الأسبوع المقبل، لعقد جولة حوار سياسي، يتم خلالها إثارة جميع الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وإزالة أي سوء فهم بين البلدين.
وكالعادة عمدت قطر على "الاصطياد في الماء العكر"، عندما أجرت الشيخة موزة والدة أمير قطر الحالي الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، زيارة للسودان في الـ 17 من مارس الماضي، وأحدثت جدلًا واسعًا في الساحة المصرية، حيث حملت الزيارة مجموعة من الرسائل الضمنية والموجهة لمصر، وتم خلال الزيارة توقيع 5 اتفاقيات تعاون بالعاصمة السودانية الخرطوم، كما أنها أكدت على التزامها بدعم الشباب السوداني بتأمين حوالي مليون فرصة عمل مع عام 2021.
وفي سياق متصل أكد ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل، أن نقل صلاة الجمعة تلفزيونيًا من مسجد بشلاتين هو رسالة مصرية لكل العابثين بملف مصرية حلايب وشلاتين، موضحًا أنهما أرض مصرية وخطًا أحمرًا لا يجب أن يتجاوزه أحد، والرسالة هنا موجهة في الأساس للرئيس السوداني الذي أظهر عداءً شديدًا لمصر فى السنتين الأخيرتين، والذى انضم فيهما لإثيوبيا ضد مصر فى ملف سد النهضة وحصة مصر التاريخية فى مياه نهر النيل.
وأوضح أن الجانب السوداني يريد التعاون وتوثيق العلاقات مع الشيخة موزة أم حاكم قطر، وصاحبة النفوذ الكبير هناك، والتي تسعي لتقوية موقف السودان في ملف حلايب وشلاتين، وملف سد النهضة بهدف الإضرار بالموقف المصرى المبدئي منهما.
وأشار إلى أن الموقف السوداني لم يتوقف عند هذا الحد، بل إن الرئيس عمر البشير يريد استغلال قضية حلايب وشلاتين لصالح السعودية فى ملف صنافير وتيران، ومن هنا كانت الأنباء التى خرجت بأن السودان ستنضم إلى دول التعاون الخليجى، موضحًا أنه يستبعد ذلك بسبب فقر السودان من النفط.
وأوضح أن السياسات القطرية السعودية الداعمة للسودان الهدف منها هو تقوية الموقف السوداني والسعودي على حساب مصر، أما قطر فهي دمية تحركها أمريكا لتحقيق أغراضها في المنطقة العربية، وهذا يوضح أن أمريكا هى رأس الأفعى التى تريد الإضرار بمصر، وهذا على عكس ما قاله الرئيس ترامب أن مصر حليف لأمريكا وأن هناك كيمياء ربطت بينه وبينه الرئيس السيسى، فما ذلك إلا ابتسامة أمريكية صفراء بهدف خداع مصر على أمل أن تبتلع مصر الطعم، وتؤيد المواقف الأمريكية ضد سوريا وروسيا، وفى الوقت ذاته تتراخى مواجهتها للمخطط الأمريكى المعادى لمصر والأمة العربية ويتراخى مقاومتها فيتم تنفيذ المؤامرة الأمريكية التى أوقفها الشعب المصرى فى 30 يونيو 2013.
وقال جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية جامعة حلوان، إن النزاعات التي تحدث بين مصر والسودان بسبب ترسيم الحدود، نظرًا لأهمية حلايب وشلاتين الاستراتيجية في مصر، كما أن الجانب السوداني يفتعل الأزمات للحفاظ على كيانه.
وأوضح عودة لـ"أهل مصر" أن صلاة الجمعة، اليوم في شلاتين أكبر رد هادئ وقوى من جانب الدولة المصرية على ما يحدث في تقوية العلاقات السودانية بقطر من خلال زيارة الشيخة موزة لها، بجانب ضم السودان قريبًا لمجلس دول التعاون الخليجي، وما يترتب عليه بدأ عملية الضغط التي من الممكن أن تتعرض لها مصر بعد ما يحدث من استخدام السودان من جانب قطر للضغط على مصر بطريق غير مباشر.