الأزمة الأمريكية الكورية، وصلت إلى مفترق الطريق فلا حل يضاهي العمل العسكري أو إنهاء حالة الحرب بينهما، فالعالم أجمع يتابع عن كثب تصريحات الطرفين، في انتظار إطلاق الضربة القاضية من طرف إلى آخر، وإن كانت دولة دونالد ترامب هي التي شرعت التحدي في البداية تحت مزاعم تملك كوريا سلاحًا نوويًا مهددًا للعالم بأسره، ولكن تصعيد كوريا من المتوقع ألا يكون هينًا.
تدمير أمريكافأصدر جيش كوريا الشمالية صباح اليوم بيانًا رسميًا يهدد بتدمير الولايات المتحدة "بلا رحمة" إذا قررت واشنطن مهاجمة بلاده، تزامنًا مع اتجاه مجموعة قتالية على رأسها حاملة طائرات أمريكية إلى المنطقة وسط مخاوف من احتمال إجراء بيونج يانج تجربة نووية سادسة، خاصة أن الجيش الكوري قال في بيانه "سيكون رد فعلنا على الولايات المتحدة وقواتها البحرية من القسوة بحيث لن يترك للمعتدين فرصة للنجاة".
نوايا أمريكاتهديدات كوريا لم تكن من فراغ، بل رياح التهديدات الأمريكية بضررب كوريا كانت عاتية، ومقلقة للجميع، وهذا ما أكدته وسائل إعلام دولية على لسان مصادر من المخابرات الأمريكية، إلى أنه يجري الاستعداد لتوجيه ضربة عسكرية مركزة لإجهاض تجربة نووية محتملة قد تجريها كوريا الشمالية، وتم وضع مدمرتين بحريتين قادرتين على إطلاق صواريخ كروز من طراز توماهوك، على بعد 300 ميل فقط من موقع التجارب النووية في كوريا الشمالية.
ما وراء الكالوس بعد إعلان ترامب مهاجمته لكوريا زاد التعجب لدى الخبراء السياسيين خاصة وأن ترامب يؤيد طريقة إدارة كوريا ونظام الحكم بها، وهو ما شدد عليه خلال أكثر من مؤتمر صحفي أثناء الانتخابات الرئاسية، ويرجح الغالبية أن تلك الضربة جاءت كتهديد صارخ لدول أخرى بالمنطقة تهدد بقاء أمريكا كقوى عظمى تسيطر على العالم، وعلى رأسهم دولتي اليابان والصين.
تحركات أسيويةهذه التوقعات ظهرت أثرها على دول الصين واليابان حيث أعلنت دولة الصين أمس رفضها القاطع للتهديدات الأمريكية لكوريا الشمالية، في الوقت التي أعلنت فيه بكين توفير الحماية لكوريا إذا أوقفت برنامجها النووي.
أما اليابان فأعلنت منذ قليل تأهب جيشها وإعلان حالة الاستعداد القصوى احتمالًا لاندلاع الحرب بين أمريكا وكوريا، في الوقت الذي يوضح البعض أن هناك تخوفات داخل القيادة اليابانية من أن تطولها نار الحرب.
ألاعيب ترامبالرئيس الأمريكي لم يدل بشكل صريح وواضح أهدافه الرئيس من بعد ضرب كوريا، لذا هناك بعض الآراء ترى أن أمريكا لن تتخطى حاجز التهديدات، ويتم استخدامها من أجل التقرب إلى الصين فيتم صناعة تحالف أمريكي صيني بدلًا من "الصيني الروسي"، وكل منهم قدم القربان، فالصين أيدت ضرب أمريكا لسوريا، وأمريكا ترى أن الصين نجحت اقتصاديًا بشكل كبير وعملتها تضاهي الدولار، بل دعي أن يكون رئيس الصين وسيطًا لحل الأزمة الأمريكية الكورية، وتبقى القرى حائرة بين الجميع.