رصدت جريدة " أهل مصر" منزل محمود حسن عبد الله، الانتحارى فى تفجير الكنسية المرقسية بالإسكندرية، يقع منزل الانتحارى على مساحة 200 متر بأحد الشوارع بمدينة السلام بحى فيصل بمحافظة السويس.
مدون على المنزل لافتة مدون عليها اسم شقيقه الأكبر أحمد حسن، وعليها رقم 282 هو الرقم الذى يشترك فيه خمسة منازل فى قطاعات مختلفة بنفس المدينة.
شارع الإمام الرافعى بمدينة السلام الكائن به المنزل يعتبر فى ساعات النهار هادئا، فتعاملات الجيران مختصرة للغاية، ويشكل الباب الحديد أسفل كل عقار، فاصلا ماديا واجتماعيا بينهم، باعتبار أن ذلك الجزء من المدينة جديد نسبيا، ولم تمر 7 سنوات على أقدم بيت فيه.
في ذلك المنزل كان يقيم محمود وأشقاؤه أحمد وعلى ومحمد، وفقا لمفاتيح الأجراس على يسار الباب، ويقع العقار في خمسة أدوار الأرضي منها محل غير مكتمل، والباقي أدوار سكنية موزعة على الأشقاء الأربعة، يكسوه الطوب الأحمر من الخارج فهو غير كامل التشطيب.
فى البداية يخبرنا ابن عم الانتحارى والذى رفض الإفصاح عن اسمه، أن المقيمين في المنزل موجودين بالقاهرة للتحقيق معهم، وأنه حضر من قنا ليجلس مع الأطفال بالمنزل، وسوف يعود بهم فجر اليوم الى مسقط رأس العائلة في قنا.
يغلب الطابع العائلي والترابط الأسري على المقيمين بمدينة السلام، ونادرا ما تقبل أسرة تأجير شقة منزلهم لمغتربين، بينما توجد عقارات كاملة يقيم فيها مغتربين، أو أسر من أبناء السويس ولكن مستأجرين أيضا.
في الشارع الذي يقيم فيه أشقاء الانتحاري، قليل من يعرفهم، وبحسب سعيد سعد والذي يقيم في منزل مجاور لأشقاء عبد الله، فإن أحمد الشقيق الأكبر وأخوه محمد، يعملان في مجال حفر الآبار في شركة بترول برأس غارب وبحكم طبيعة عملهم التي تستمر أسبوعين، فهما يتواجدان على فترات متباعدة في المدينة، ولا يجتمعان معا إلا في الإجازات الموسمية كون كل منهما يعمل في الوقت الذي يحصل فيه شقيقه على إجازة.
ويؤكد جارهم، أن أشقاء محمود مقتصرين في التعاملات مع الجيران، فيغلب عليهم طابع الصعايدة، فضلا عن أن زوجاتهم منتقبات، هم يتمتعون بسمعة طيبة بين الأهالي.
أما الانتحاري فلم يكد يذكره، وحين عرضنا عليه صورته قال إنه رآه مرتين فقط، إحداها من عام وكان يجهز شقته بالدور الخامس للإقامة فيها، أما المرة الثانية فكانت عابرة حينما جمعتهم الصدفة أمام باب المنزل، مضيفا أنه لم يعرف طبيعة عمله.
في تلك المنطقة تقيم بعض الأسر القبطية، التقينا مينا عماد، والذي يقيم في منزل بالشارع الخلفي للانتحاري، وقال إن أشقاءه لم يظهر لأى منهم سلوك عدائي، ولم يشهد في أى مرة مشاجرة أو مشكله بينهم وبين الجيران.
وكشف أن خالد حسن، كان رجلا ودودا، وزارهم وحضر عرس منزلهم قبل شهور، وهو معروف بين الأهالي باسم أبو أمينة.
بينما يؤكد بينما خلف الله خالد، موظف بالشهر العقارى، ومن سكان مدينة السلام، أنه حزين بسبب ما حدث، واستنكر أن يكون ذلك الانتحاري من أهالي السلام، وأكد أنه كان مغتربا، وعمل وغيره من الإرهابيين لصالح دول أجنبية تعادي مصر.
بينما يقول صديق أحمد، مهندس بترول بالمعاش، إن مشكلة مدينة السلام تتمثل في نقص الخدمات، ولذلك فإنها طاردة للسكان، وعلى الرغم من العقارات التي تكلف أصحابها ملايين الجنيهات، لكنها غير مأهولة بالسكان.
وأضاف أن ذلك السبب الرئيس وراء ضياع فرصة تعارف السكان وتكوين صداقات وروابط اجتماعية، فضلا عن أنه وفر ميزة الاغتراب التي استغلها الإرهابيين للجوء إليها والاختباء فيها.