تناول كبار كتاب الصحف المصرية الصادرة اليوم السبت العمليات الإرهابية التي وقعت بمصر وتجديد الخطاب الديني.
ففي عموده "هوامش حرة"، بصحيفة "الأهرام"، قال الكاتب فاروق جويدة إن بيانا خطيرا أصدرته وزارة الداخلية حول اكتشاف خلية إرهابية قامت بثلاث عمليات خطيرة خلال فترة زمنية قصيرة كانت آخرها أحداث طنطا والإسكندرية.. فخطورة البيان تعكس مستجدات في الأعمال الإرهابية داخل مصر خاصة ما يتعلق بالاعتداء على الكنائس وبأسلوب واحد ومن خلال خلية واحدة انتشرت في أكثر من مكان".
وأضاف الكاتب أننا أمام أسلوب جديد في العمل الإرهابي وهو العمليات الانتحارية وهو أسلوب جديد بل غريب على الأنشطة الإرهابية في مصر ولكن هذا يحمل لنا رسالة أخرى أن تجنيد الشباب أخذ صورا أخرى أكثر عنفا ودموية.
وأكد أن هناك أجيالا جديدة من الشباب تنضم إلى هذه التنظيمات الإرهابية ولديها خلفيات دينية وفكرية أكثر تطرفا، كما أن هناك عمليات تمويل تشارك فيه أطراف خارجية بحيث يسافر أعضاء هذه الخلايا إلى دول أخرى ويعودون بالأموال والتكليفات المطلوب تنفيذها وهنا يبدو التواصل بين الإخوان المسلمين ودول تمول الإرهاب وعلاقة ما مع تنظيم داعش الإرهابي وهى سلسلة خطيرة فيها دولة قطر والإخوان وداعش.
وقال إن معظم أفراد الخلية من محافظة واحدة تقريبا وإن عاشوا في أكثر من مكان ولعل هذا يعود بنا إلى خلايا التسعينيات الإرهابية التي ظهرت في صعيد مصر وهنا أيضا ينبغي أن نعود إلى تلك الأسباب القديمة حول الواقع الاقتصادي والإنساني والديني في صعيد مصر وهذا يحتاج إلى مرجعيات حول الظروف التي يعيشها شباب الصعيد على كل المستويات ثقافيا واقتصاديا.
وأضاف أن نجاح أجهزة وزارة الداخلية في الوصول لهذه الخلايا بهذه السرعة وفي هذه الفترة الزمنية القصيرة يعتبر إنجازا كبيرا ولكن المطلوب الآن أن يشارك الشعب كل الشعب في كشف هذه الخلايا وتقديم كل وسائل المساعدة للمسئولين في وزارة الداخلية.
وفي نهاية عموده.. قال الكاتب إن هناك خلايا جديدة وأموالا تتدفق وفكرا إرهابيا يقتحم شبابنا تحت شعارات دينية مضللة وهنا لابد أن نعود إلى جذور المأساة ونواجه بحسم فكر الإرهاب لأن الأمن وحده لا يكفي في معركتنا ضد الإرهاب إنها مسئولية المجتمع كله والدولة بكل مؤسساتها.
وتحت عنوان "تجديد الخطاب الديني.. لا يؤثر في العقول المنغلقة!!"، بصحيفة "الجمهورية"، قال الكاتب محمد فوده إن الأزهر بمعاهده وكلياته لم يكن في يوم ما تضم مناهجه ودراساته أو مواده ما يمكن أن يحرض على التطرف والإرهاب.. بل كان نموذجًا للعلم والمعرفة ونشر الدين الإسلامي السمح ومنارة علمية.
وأضاف الكاتب أنه عندما طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي بتجديد الخطاب الديني وطلب من الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وعلمائه أن ينهضوا بهذا الطلب باعتبار أن هذه المؤسسة العلمية العالمية هي التي تنشر الدين الإسلامي بين الأمم لم يكن الرئيس يقصد أن علوم الأزهر بها عوار يجب تنقيته.. وإنما كان قصده أن هذه مهمة الأزهر.
وأشار إلى أنه عندما وجه الرئيس في أحد الاجتماعات حديثه للدكتور الطيب وقال له "تعبتني يا فضيلة الإمام الأكبر" كانت عبارة الرئيس مداعبة للشيخ ولم يكن لها هدف غير ذلك لأن الرئيس يكن الاحترام لكل مواطن مصري فما بالك بشيخ الأزهر.
وقال: ربما كان الرئيس يناقش الدكتور الطيب في بعض الأمور وتمسك الشيخ بالنصوص الشرعية الموجودة في كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وبسنة نبيه محمد (ص).. ومن هنا جاءت مداعبة الرئيس له والتي أولها بعض المغرضين على أنها عتاب شديد.. وإنني كمواطن مصري أقول إن أخلاق الرئيس أسمى من هذه التأويلات.
وأكد الكاتب أننا نريد أن نرفع أيدينا عن الأزهر وخاصة من أعضاء مجلس النواب الذين يتهمون مواده الدراسية بأن فيها تشددا وكذلك بعض الإعلاميين وبعضهم يريد أن يغير نظامه المتعارف عليه، كما يريد أن يغير النظام القضائي ويحيل القضاة إلي المعاش في سن الستين بدلا من السبعين وهم لا يدرون أن القضاة في الدول المتقدمة لا يحالون إلى التقاعد.
وفي نهاية مقاله قال الكاتب: ليس الأزهر وحده هو المكلف بتجديد الخطاب الديني.. وإنما تساعده المدرسة والصحافة والإعلام.. وعلى أجهزة الأمن في بلادنا أن تتوصل إلى الجماعات المنحرفة والتكفيرية والبؤر التي يختبئون فيها بعيدا عن أعين الناس.. وعلى الشعب أن يجند نفسه دفاعا عن مستقبل بلده.