داعش فى فقه الأزهر..الإمام الأكبر: لن نكفر إنسانًا على وجه الأرض..وعلماء: لسنا قضاة

صورة تعبيرية

"إذا استحل كفر، إذا ظن أن هذا العمل شرعي ومأمور به من سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إذا اعتقد هذا ومات عليه فقد كفر بما أنزل على النبي محمد"...كلمات قالها الدكتور محمد زكي، أمين عام الجنة العليا للدعوة بالأزهر الشريف، ميزان ماقاله الأزهر الشريف منذ عامان حول عدم إطلاق لقب كفار على "داعش".

وكان هذا هو رد أمين عام الجنة العليا للدعوة، حينما وجه له سؤال "الذى فجر نفسه في كنيسة مارجرجس بطنطا أو المرقسية بالإسكندرية..كافر أم لا"، بالأمس في برنامج "ساعة من مصر" على فضائية الغد العربي، وأكمل الدكتور زكي قوله بأن المنتحر يكون كافرًا إذا استحل ما يقوم به، مشددًا على أن الأزهر لا يحكم بالكفر إلا بضوبط وشروط.

وأوضح الدكتور ذكي أن الأزهر الشريف ليس في وسعه، أو في وسعِ أي أحد، أن يكفر إنسانًا على وجه الأرض، إلا إذا كفر بالله ورسوله، أو بآيات الله، أو بما هو معلوم من الدين بالضرورة أو أنكره، أو أحل ما حرمه الله، أو حرم ما حله الله، ومن يفعل هذا فقد كفر، ومن لم يصل إلى هذه الضوابط فأمره إلى ربه.

ومنذ عامين تقريبًا رفض الشيخ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، تكفير تنظيم داعش لأنه لا يمكن تكفير كل من نطق بالشهادتين واتبع القبلة، مؤكدًا أن الأزهر الشريف يرفض تكفيرهم، ﻷنه يتبع المذهب الأشعرى الذي لا يكفر أحدًا طالما نطق الشهادتين واتبع القبلة، وهم من أهل القبلة.

وفي لقاء للشيخ الطيب بطلاب جامعة القاهرة، قال "أعرف أنكم تسألون عن الإرهاب، وعن داعش وأخواتها وما أظنكم بغافلين عن حقيقة هذه التنظيمات المسلحة، والظروف التي ولدت فيها، وكيف أنها ولدت بأنياب ومخالب وأظافر، وكيف أنها صنعت صنعًا لحاجة في نفس يعقوب، ومعنى في بطن الشاعر، وقد صار اللعب الآن على المكشوف، وظهر ما كان بالأمس مستخفيًا وأصبحت هذه التنظيمات ألعوبة في يد من يحركها ويصنعها وتقوم بتجنيد الشباب مستغلة عدم معرفته بأمور دينه الصحيح".

وأضاف أنه لا أستطيع تكفير داعش، ولكن يمكن أن يحكم عليهم أنهم من المفسدين في الأرض، فداعش تؤمن أن مرتكب الكبيرة كافر فيكون دمه حلالًا، فأنا إن كفرتهم أقع فيما ألوم عليه الآن، ويجب الاستشهاد في هذه الحالة بقول الله تعالى "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادًا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم".

وهذا ما جعل الأزهر الشريف يتعرض لهجوم شرس خلال الفترة الماضية، إلًا أنه مستمر على موقفه في عدم تكفير أحد إلًا إذا كفر بالله ورسوله أو بآيات الله عز وجل.

وفي سياق متصل أوضح الدكتور سيف رجب قزامل، عميد كلية الشريعة والقانون بطنطا، أن فضيلة الامام أحمد الطيب، شيخ الأزهر، قال في المؤتمر الدولي للإرهاب فى عام 2015 ومؤتمر التكفير والإرهاب بوزارة الاوقاف، أن تكفير الأشخاص لابد من إسناده لأسباب واضحة، موضحًا أن الصلاة مثال بسيط، حينما قال سيدنا محمد "صل الله عليه وسلم" العهد الذي يفرق بيننا وبينهم هو الصلاة، واختلف جمهور الفقهاء في ذلك، فهناك من كفر من يترك الصلاة، ولكن القاضي وهو من يستطيع أن يحكم عليه وليس أحد الناس.

وعلى الجانب الأخر قال جمهور العلماء أن من يترك الصلاة فهو فاسق، ولكن لا يمكن قول إنه كافر إلا إذا قال هو بنفسه أنه لا وجود لشئ يطلق عليه صلاة، موضحًا أن في هذه الحالة يجوز أن يطلق على الشخص بأنه كافر، وغير ذلك لا يعتبر كفر بالله.

وقال أن الجماعة التكفيرية تكفر الأشخاص على أى سبب، سواء كان صغيرًا أو كبيرًا، وذلك لأن فكرهم متشدد، فى حين أن الأزهر الشريف أوضح أن من يرفع الصلاة ويشهد بان لا اله الا الله ويسدد الذكاة ويحج البيت، إذا ارتكب جريمة ومعاصي، فإن الأزهر يطلق عليه لقب فاسق، ومن يقتل نفسًا بدون حق فانه فاسد في الأرض.

وأوضح أنه يحق لولى الأمر أن يبيد ويقتل الجماعات التكفيرية التي تطلق لقب كافر على الأفراد وتطبق شريعة الله به، لأنها تصفهم بالكفر بغير حق وبدون إثبات الأسباب التي ذكرها الدين الإسلامي في وصف الكافرين، موضحًا أن الدول تتقاعس في القضاء على الجماعات التكفيرية التي تقتل المواطنين بادعائهم انهم كافرين، وهذا ما يشكل خطر على هذه الدول نتيجة للفكر الذي تتبناه الجماعات التكفيرية بها.

وأشار أن الأزهر الشريف لم يطلق لقب كافر على داعش وغيرها من الجماعات، وأرجع ذلك إلى أن الأزهر داعية وليس قاضيًا، رسالته أن يهدي الخلق ويرشدهم إلى تعاليم الدين الصحيح، لا أن يكفرهم.

وأوضح الدكتور حامد أبو طالب العالم الأزهري وعضو مجمع البحوث الإسلامية، إن الأزهر لا يستطيع تكفير داعش وغيره من الجماعات الإسلامية المتطرفة لعدة أسباب، أهمها أن المنهج الأزهري لا يقوم علي التكفير كمنهج الكثيرين، وإنما يدخل الإنسان الإسلام بالشهادتين، ويخرج منها في رأي الأزهر بنفي الشهادتين، وفي خلاف ذلك لا يمكن للأزهر أن يكفر أي شخص.

وأضاف أن الأزهر الشريف يصنف عناصر الدولة الإسلامية "داعش" على أساس أنهم بغاة أو خارجين علي الله ورسوله، وهؤلاء جزاؤهم القتل أو الصلب أو تقطيع أيديهم وأرجلهم من خلاف، أو النفي من الأرض.

وقال أن المجتمع يعاني من جهل شديد ومن يطالبون الأزهر بتكفير عناصر " داعش " هم أشبه بجماعات التكفير والهجرة، وأن الأزهر لن ينتهج هذا المنهج إنما سيقوم بدوره الحقيقي في الإصلاح وإعمال المراجعات الفكرية للخارجين عن القانون والشريعة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
الحكومة تقرر إلغاء تخصيص عدد من المناطق الصناعية.. وإعادتها إلى أصلها كـ أملاك خاصة