تتعرض مؤسسة الأزهر الشريف، لموجة من الانتقادات الغير مسبوقة، من قِبل سياسيين وإعلاميين، إلا أن آخرين اتخذوا جانب المدافع عن المؤسسة الدينية الأكبر في العالم، وترصد "أهل مصر" في التقرير التالي هؤلاء المدافعون.
وائل الإبراشي
قال الإعلامي وائل الإبراشي، مساء أمس السبت، إن هناك حملة ممنهجة ضد الأزهر الشريف، مدفوعة من قِبل بعض الجهات في الدولة تريد أن تُخفي فشلها، مشددًا على أن الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ مستنير ومعتدل، ويواجه الطائفية بخطاب متوازن.
وأضاف الإبراشي، خلال تقديمه برنامج "العاشرة مساءً"، عبر فضائية "دريم"، أنه ينبغي الحفاظ على الأزهر كمؤسسة دينية، وكمنارة للعالم الإسلامي ككل، مشيرًا إلى أن الانتقادات الموجهة للأزهر تُشعر وكأنه هو من قاد عملية تفجير كنيستي مار جرجس بالغربية، ومار مرقس بالإسكندرية، مستكملًا: "وكأن شيخ الأزهر هو من أصدر تعليماته بتفجير الكنيستين".
تابع، "البعض يتصيد لشيخ الأزهر العبارة التي عبارة الرئيس عبد الفتاح السيسي له "تعبتني معاك يا مولانا"، وأنا أرى أن هذه العبارة هي حصيلة نقاشات دائمة بين الإمام الأكبر والرئيس، لكن الحملة الشديدة جدًا من قِبل البعض لإخفاء فشل جهات أخرى تسعى أنها "تشّيل الليلة" لشيخ الأزهر".
واصل الإبراشي، "نعم مناهج الأزهر تحتاج إلى تطوير، نعم هناك قيادات داخل الأزهر تتبنى الفكر الظلامي، لكن لا نُحمل الأزهر وحده المسئولية، هناك فشلًا أمنيًا وسياسيًا واقتصاديًا، فالبطالة والإحباط المعيشي من دوافع هؤلاء أيضًا".
يوسف الحسينيبينما قال الإعلامي يوسف الحسيني، إن هناك حملة شرسة تتعرض لها مؤسسة الأزهر الشريف، تهدف إلى هدم المؤسسة، مشدّدًا على أنه لا يتمنى ذلك، مشيرًا إلى أن الحديث عن ذلك فحسب هو خطأ فادح. أضاف الحسيني، خلال برنامجه "بتوقيت القاهرة"، عبر فضائية "أون لايف"، أن الأزهر أهم مؤسسة للدعوة وللتنوير موجودة على سطح الكرة الأرضية، وذلك في رأي مئات الملايين منذ نشأة الأزهر في العهد الفاطمي وحتى الآن.وتابع: "الاختلاف مع سياسات الأزهر، ومع قياداته، ومع مناهجه، لا يعني إطلاقًا أن نهدمه، لابد من إعادة ترتيب البيت، وذلك بتغيير القيادات والقوانين، قد يكون شيخ الأزهر مصيب، وقد يكون سبب من أسباب انهيار المؤسسة".استكمل: "لن نسمح أبدًا بهدم الأزهر، لأن هدمه مصيبة كبرى، ولا يريد ذلك سوى مشايخ الوهابية الذين يريدون أن يحتكروا الدعوة، وللأسف الشديد الأزهر فيه مناهج مؤسفة، وعدد من أساتذة التطرف، لكن العقل يقول إن نحافظ على هذه المؤسسة، ولكن نعيد ترتيبها".
محمد علي خيرقال الإعلامي محمد علي خير، إن هناك أزمة مكتومة في العلاقة بين الرئاسة ومشيخة الأزهر الشريف، موضحًا أنها ليست أزمة شخصية، مشدّدًا على ضرورة حلها سريعًا في الغرف المغلقة، لافتًا إلى أن الأزهر طوال تاريخه لم يُكفر أحدًا.وأضاف خير، خلال تقديمه برنامج "المصري أفندي"، عبر فضائية "القاهرة والناس"، أن الخطبة الموحدة ليست حلًا لتجديد الخطاب الديني، مشدّدًا على أن "الأزهر قوة مصر الناعمة الأولى والتي ينغي استغلالها وليس هدمها".وتابع أن المؤسسة الأزهرية هي معقل السنة الأول في العالم، مستكملًا: "في تقديري السياسي.. الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لن يُكمل عام 2017، بسبب الضغط السياسي والإعلامي، وربما يُفضل الاستقالة إذا ما استمر الحال على ما هو عليه".
نشأت الديهيقال الإعلامي نشات الديهي، إن هناك حرب شعواء على الأزهر في الفترة الأخيرة، وتحديدًا عقب تفجير كنيستي مار جرجس ومار مرقس، لافتًا إلى أن البعض أصبح بدلًا من أن يطالب المؤسسة بتجديد الخطاب الديني، يطالب بهدمها والهجوم عليها.أضاف الديهي، خلال برنامجه “بالورقة والقلم"، عبر فضائية "تِن"، أن هدم الأزهر ليس في مصلحة الجميع، موضحًا أن جماعة الإخوان والتنظيمات الإرهابية استغلا موجة الهجوم على الأزهر، وأصبحوا يدافعون عنه في الفترة الأخيرة، بعد أن كانوا هم من يهاجمونه.تابع أن وزير الشؤون الدينية التركية له تصريح خطير، أكد خلاله أن الجامعة الإسلامية في تركيا ستكون بديلًا عن الأزهر في الفترة المقبلة، محذّرًا من وجود تخطيط لهدم الأزهر.
محمد الغيطيقال الإعلامي محمد الغيطي، إنه يرفض محاكمة شيخ الأزهر والهجوم على المؤسسة وتشويهها، مؤكدًا أن الأزهر سيظل المؤسسة العلمية والدينية الأولى المؤثرة في العالم الإسلامي بأكمله.وأضاف "الغيطي"، خلال تقديمه برنامج "صح النوم" عبر فضائية "LTC"، أنه لا يطالب بهدم مؤسسة الأزهر لأنها رمانة ميزان العالم الإسلامي، موضحًا أنه يريد تقويم المعوج فقط، مؤكدًا أنه لا يتعرض للإمام الأكبر.
مجدي طنطاويأعرب الإعلامي مجدي طنطاوي، عن غضبه من الكاتب خالد صلاح، لتجاوزه وإساءته لشيخ الأزهر، قائلًا: "هذا التجاوز محتاج مراجعة".وأشار طنطاوي، خلال تقديمه برنامج "كلام جرايد"، عبر فضائية "العاصمة"، أن الإساءة لشيخ الأزهر أصابته بالحزن، مشدّدًا على أنه "إذا غفل المصريون أن يدافعو عن شيخ الأزهر فلن يغفل العالم عن الدفاع عنه".تابع: “نحن نحترم شيخ الأزهر ونقدره، وما يحدث معه تجاوز، وصمت الدولة لا ينبغي، ونحن أولى به من الذين يدافعون عنه وعن دور المؤسسة في كافة أنحاء العالم".
جابر القرموطيوظهر الإعلامي جابر القرموطي، مرتديًا قلادة عبارة عن هلال يحتضن الصليب، تعبيرًا عن الشعور بالوحدة الوطنية والتضامن مع الإخوة المسيحيين والمصريين في مصابهم الأليم.واستنكر القرموطي، ببرنامج "آخر النهار"، عبر فضائية "النهار"، الهجوم على الأزهر وشيخه، واتهامه بأنه السبب في العمليات الإرهابية والتطاول عليه بشكل أو بآخر، لافتًا إلى أن أصحاب تلك الدعاوى هدفهم هدم الدولة ليس أكثر وتقسيم المجتمع.تابع: “الطيب اسمه فضيلة الإمام الأكبر، وأي حد في البلد دي أيًا كان درجته لازم يقول الإمام الأكبر، وللأسف تجاوزنا هذه المرحلة وبقينا بنهاجم، ومن أول كلمة الرئيس للطيب (تعبتني يا فضيلة الإمام)، والناس أخدتها فرصة.. بصراحة عيب".
أحمد السيد النجارواستنكر أحمد السيد النجار، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، الهجوم على مؤسسة الأزهر الشريف، عقب تفجير كنيستي مارجرجس والمرقسية.وقال في تدوينة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "احترموا قيمة وقامة الأزهر وشيخه الكريم فتسفيه الكبار يفضي لفوضى أخلاقية، كما أن الأزهر كمركز للعالم الإسلامي بطبيعته المصرية الأكثر تحضرًا هو جزء من قوة مصر المعنوية في العالم رغم أنف السلفيين الوهابيين الذين خرجت من عباءتهم كل صنوف العنف والإرهاب".وتابع: "وإذا كنا نطالب بعدم تدخل رجال الدين في السياسة والاقتصاد حتى لا نفسدهما ونحول الدين لتجارة رخيصة وانتهازية، فإن أول تطبيق لذلك هو ألا نطالب شيخ الأزهر الجليل أن يكفر هذا أو ذاك فذلك له قواعد فقهية تختلف عن القوانين الوضعية، وبما أن الدولة يحكمها القانون فلنطبق القوانين بشأن الإرهابيين بكل الحزم دون حاجة لإفتاءات من أي رمز ديني مسلم أو مسيحي".وأضاف: "ويبقي موقفي من التعليم الديني كما هو حيث ينبغي أن يقتصر على كليات الشريعة والقانون وأصول الدين لدى المسلمين ونظائرها لدى المسيحيين، أما وجود تعليم ديني ابتدائي وإعدادي وثانوي وفي كليات مثل الطب والصيدلة والهندسة وغيرها فإنه يضع أساسًا فكريًا وثقافيًا شديد العمق للطائفية والإقصاء وربما التكفير وتقسيم الأمة خلال العملية الكبرى لتربية وتعليم أبنائها".مرتضى منصورواستنكر المستشار مرتضى منصور، عضو مجلس النواب، الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الأزهر الشريف، قائلًا: "شيخ الازهر إنسان مؤدب جدًا، والأزهر سيظّل منارة الإسلام في العالم أجمع، وهو سبب تنوير العديد من الدول خلال المائة عام الماضية|”.تابع: “يحاولوا تصوير شيخ الأزهر على أنه بيده قنبله، وتحت عمامته قنبلة"، مشدّدًا على أن الإرهاب يحدث نتيجة عمل مخابرات دور وليس للأزهر الشريف دور في ذلك. وأوضح "منصور" خلال اتصال هاتفي ببرنامج "انفراد" عبر فضائية "العاصمة"، أن التنوير ومصر الحديث لا تعني إهانة الرموز الدينية متمثلة في شيخ الازهر والبابا، ففقدان الثقة في الرموز الدينية يعقبه الثورات، مناشدًا الإعلاميين بالابتعاد عن الرموز الدينية.
أماني الخياطقالت الإعلامية أماني الخياط، إنه لابد من انضباط المشهد الإعلامي في مصر نظرًا لحالة الحرب التي تشهدها البلاد، منتقدة الإعلاميين الذين يهاجمون مؤسسة الأزهر الشريف.واستنكرت الخياط، خلال تقديمها برنامج "بين السطور"، المذاع عبر فضائية "ON Live"، هجوم بعض الإعلاميات على الأزهر الشريف، وتابعت":مصر في حاجة للأزهر الشريف.. ودعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتجديد الخطاب الديني لا تعني هدم مؤسسة الأزهر".
ياسمين الخطيباستنكرت الإعلامية ياسمين الخطيب، الهجوم على مؤسسة الأزهر الشريف، عقب تفجير كنيستي مارجرجس والمرقسية.وقالت في تدوينة عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "بخصوص أزمة الأزهر، أتعجب من (الهوجة) الجاهلة المتفاخرة، بإغلاق صلاح الدين الأيوبي للأزهر ١٠٠ عام، بدايةً، الفاطميّون هم أصحاب الفضل في تأسيس الأزهر بناءً ومؤسسة، وكان الأزهر في عهدهم منارة للعلم، تضيء لكل راغب في المعرفة، ووفرت الدولة لزواره الورق والأحبار لنسخ الكتب، وفي عهد الحاكم بأمر الله، تحت أعمدة الأزهر اكتشف ابن الهيثم نظرية انكسار الضوء".وتابعت: "ثم جاء الأيوبي بسيفه وسلطانه، فأغلق الأزهر، وأحرق كل ما به من كتب قيمة، بدافع طائفي وسياسي أيضًا، ليستبدل بالمذهب السني المذهب الشيعي الإسماعيلي (المذهب الرسمي للدولة الفاطمية)، وهو فعل في غاية التخلف والتطرف، يستدعي الْخِزْي وليس التفاخر، وأخيرًا، أرفض استخدام جملة (الأزهر الذي كان شريفًا)، لأنه سيظل شريفًا، وإن اعتلا منبره المدلسين".عالية المهديونددت عالية المهدي، عميدة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية سابقًا، بالهجوم على مؤسسة الأزهر الشريف، عقب تفجير كنيستي مارجرجس والمرقسية.وقالت في تدوينة عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر شخصية محترمة، تقابلت معه مرة واحدة ولكن ترك انطباعًا ممتازًا لدي، سيبكم من كلام الإعلام وصراخهم".وتابعت: "أما فكرة تجديد الخطاب الديني فدي مسئولية مجتمعية تبدأ من البيت والمدرسة والأحزاب والإعلام بصوره المختلفة والجامعات ومنها الأزهر، وحتى قيادات الدولة السياسية التي عادة ما تلجأ للدين لتبرر تصرفاتها السياسية".وأضافت: "أيام انتخابات ٢٠٠٥ حين نزل الإخوان تحت شعار "الإسلام هو الحل" صدر قرار من جهة ما نسياها دلوقتي بمنع استخدام الشعارات الدينية في السياسة، ولكن كل هذه الأمور عادت مرة أخرى في ٢٠١١ وعلى نطاق واسع وحتى اليوم، الدين لا يجب أن يكون ألعوبة في يد السياسيين بكل أنواعهم".وواصلت: "ومحاربة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لن تحل أي شيء لأن مشكلة استغلال الدين أعمق كثيرًا مما نتصور، هل تقدر الحكومة على منع الحجاب ما بين البنات الصغيرات في المدارس الابتدائي؟، إذا قدرت نبتدي نتكلم".
استقلال الصحافة
فيما أعربت لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة، عن أسفها للتناول الإعلامي الذي يستهدف الأزهر، والنيل من إمامه الأكبر.
وقال بشير العدل مقرر اللجنة، إن الأداء الإعلامي الذي شهدته الأيام القليلة الماضية، يساهم وبشكل مباشر في هدم مؤسسات الدولة، وذلك بعد أن خرج عن القواعد والمعايير المهنية الضابطة.
وأكد العدل في بيان رسمي، أن استهداف الأزهر، وبالشكل الذي تم تناوله على مختلف وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، يمثل استهدافا صريحا للدولة التي يمثل الأزهر أحد وأهم مؤسساتها، وخدمة لأعداء الوطن في الداخل والخارج، لهدم دعائم الدولة المصرية.
وشدد العدل على أن مصر ممثلة في أزهرها، هي التي صدرت الإسلام الوسطى المعتدل إلى دول العالم، وأن الأزهر هو منارة الإسلام التي تشع من القاهرة، وسيظل عبر التاريخ، ومهما فعل المتآمرون على مصر.
ورفض العدل أن تتبارى وسائل الإعلام في تفسير تصريحات أو بيانات القيادة السياسية، التي لم تخول وسائل الإعلام للدفاع عنها أو تفسير ما تذهب إليه، مؤكدا أن تطوع وسائل الإعلام وبالصورة التي بدت عليها في تناول الأزهر وإمامه، لا يخدم السلطة والدولة على حد سواء.