لأول مرة في العالم العربي تقرر تعيين اللبنانية رولا سليمان، كأول امرأة قسيسة، بعدما وافق السينودس الإنجيلي الوطني في سوريا ولبنان نهاية فبراير الماضي على قرار ترسيمها في مركزها الديني الجديد.
والسينودس الإنجيلي الوطني في سوريا ولبنان، هو مجمع الأساقفة المسيحيين، الذي يتم داخله تعيين أو إقالة رجال دين، وإصدار أمور دينية أخرى.
قالت القسيسة "رولا" في تصريح لصحيفة الميرورو البريطانية إن خدمتها في الكنيسة الإنجيلية وسط مدينة طرابلس بدأت منذ تسع سنوات تقريبًا، حيث كانت راعية للكنيسة تقوم بالوعظ أيام الآحاد، والزيارات الرعوية وكانت تقوم بجميع مهام الكاهن باستثناء تأدية خدمات أسرار الكنيسة الإنجيلية، وهي: سر المعمودية وسر العشاء الرباني.
وتابعت "مع العلم أنني درست في الأصل اللاهوت، وحصلت فيما بعد على شهادة الوعظ، وبناء على طلب من الرعية نفسها رسمت كاهنة على رأس الكنيسة الإنجيلية في طرابلس، التي وافقت بعد موافقة السيندوس الإنجيلي على تبني مشروع تعيين امرأة في ذلك المنصب، وقد جاء هذا القرار بعد انتظار الوقت المناسب لتأتي كنيسة محلية وتوافق على المشروع وكانت الكنيسة في طرابلس هي السبّاقة".
تنحدر رولا سليمان من أصول سورية، ولا تزال تحمل الجنسية السورية، ووالدتها لبنانية من الشمال، وقد ولدت في مدينة طرابلس التي تعشقها وترفض الأوصاف التي تصدر بحقها من قبل بعض وسائل الإعلام التي تعتبرها مدينة الحرب والإرهاب.
وتضيف بالنسبة إلى الكنيسة التي أرعاها في طرابلس، فهي صغيرة تتألف من 32 عائلة، أي بمثابة 70 فردًا قانونيين وملتزمين بالكنيسة ويدفعون الالتزامات الكنسية سنويًا.
وتشير سليمان إلى أن شروط الوضع العائلي والاجتماعي في الطائفة الإنجيلية تختلف تمامًا عن الطوائف المسيحية الأخرى.
وبهذا الخصوص أوضحت أن الكنيسة تسمح بزواج القسيس لا بل تفضل ذلك لبناء عائلة مسيحية جديدة، أما الشيوخ الذين ينتخبون من الهيئة العامة للكنيسة فلا يشترط عليهم دراسة اللاهوت وإنما يجب أن يخدموا الكنيسة فقط، وبالتالي يحق لهم العمل في مهنة أخرى وعدم التفرّغ التام للكنيسة، وهذا الأمر ترفضه الكنائس الأخرى.