اعلان

"موقع إسرائيلي" يكشف سر فشل المخابرات في العالم

المخابرات
كتب : سها صلاح

سلط موقع المصدر الإسرائيلي الضوء علي أسباب فشل معلومات المخابرات في أنحاء العالم.

وكان انهيار الاتحاد السوفيتي "مفاجأة" كبيرة إلى حد بعيد في النصف الثاني من القرن الماضي، دون شك، كيف انهارت إحدى الدول العظمى في العالم من دون أن تعطي أية جهة استخباراتية تحذيرا رسميًّا يشير إلى أن الدولة العظمى الثانية في العالم تقف على شفا الانهيار التام؟

انهار الاتحاد السوفيتي في بداية التسعينيات، أثناء ذروة الحرب الباردة بينه وبين أمريكا، ولكن كانت الإدارة الأمريكية برئاسة رونالد ريغان مشغولة باستثمار المليارات في محاولة إطلاق صواريخ اصطناعية متطورة إلى الفضاء لهزيمة الاتحاد السوفيتي.

من بين آلاف العمال في مجال البحث لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (‏CIA‏) لم يحذر أي عامل المسؤولين عنه، أن الاتحاد السوفيتي على وشك الانهيار.

وذلك رغم أن نقل تقارير حول إمكانية حدوث شيء كهذا هو من مسؤولية وكالة الاستخبارات دون شك.

وهكذا طلب من رجال الاستخبارات التركيز على التفاصيل التكتيكية ذات الصلة بتسلح الاتحاد السوفيتي عسكريّا، وقد نجحوا في المهمة جيدًا، ولكن لو اهتم رجال الاستخبارات الأمريكية بالمجتمَع السوفيتي، فعرفوا أنه في الوقت الذي يطمح فيه الاتحاد السوفيتي إلى الوصول إلى الفضاء، يعاني مواطنوه من بطالة وفقر.

لو أنهم أدركوا ما يمر به المجتمع المنهار الذي يكافح تحت وطأة التسلح باهظ الثمن، كانوا سيعرفون أن انهيار الاتحاد السوفيتي لأسباب داخلية ما هو سوى مسألة وقت فقط.

هجمات 11 سبتمبر

"عرفت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (‏CIA‏) معلومات تشير إلى أن نشطاء إرهابيين تابعين للقاعدة قد دخلوا إلى أمريكا، وعرف مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI‎) أن هناك "خطوات هامة" تسير في المدرسة للطيران في أمريكا، وكانت لديه معلومات هامة عن نشطاء إرهابيين فرديين، ولكن لم تصل إلي أية معلومات أو إلى البيت الأبيض"، هذا وفق أقوال ريتشارد كلارك، مسؤول بارز في الإدارة الأمريكية، في شهادته في المحكمة، بعد العملية الرهيبة التي ضربت برجي التوأم بتاريخ 11 يوليو2001.

وقال الموقع إنه عام 2001 قام عميل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (‏CIA‏) بإرسال بريد إلكتروني إلى مركز مكافحة الإرهاب التابع لـ CIA‏، وطلب إخبار الـ FBI أن هناك ناشطا من القاعدة في أمريكا، وناشطا آخر يحمل جنسية أمريكية، لكن المسؤولين عنه لم يردوا على رسالته.

وفق تقرير التحقيقات الأمريكية، فعندما اقتنع رجال الـ CIA‏ أن القاعدة ستنفذ عملية، افترضوا أنها ستكون في المملكة العربية السعودية أو في إسرائيل، فهم كانوا معتادين على التركيز على تنفيذ عمليات كبيرة حدثت في الشرق الأوسط بوتيرة عالية.

لقد وصلت معلومات إلى وكالات الاستخبارات الأمريكية المختلفة، ولكنها لم تعمل على تشبيكها معا لمعرفة أن هذه المعلومات الصغيرة تشهد على التخطيط لتنفيذ العملية الأكبر في تاريخ الغرب.

لم تتعرض أمريكا أبدًا إلى عملية كبيرة إلى هذا الحد من قبل تنظيم إرهابي جهادي في أراضيها سابقا، لذلك قد يكون هذا أحد الأسباب أن مسؤولي الاستخبارات الأمريكية الجيدة في العالم لم يستوعبوا في الوقت المناسب أن عملية فظيعة كهذه ستحدث في أمريكا تحديدًا.

لو كان ضباط الاستخبارات يقرأون القصائد...

ذات مرة، اقتبس الشاعر حاييم غوري وهو شخصية بارزة في الحضارة الإسرائيلية، كلمات قالها له دكتور حسين فوزي بعد الحرب، "لقد أهنتموننا في حرب الأيام الستة، خجلت بنا نساؤنا، واحتقرنا أولادنا، لو كان رجال الاستخبارات الإسرائيلية يقرأون القصائد المصرية التي كتبت بعد حرب 1967، كانوا سيعرفون أنه لم يكن بالإمكان تجنب حدوثها، على كل ضابط استخبارات جيد أن يقرأ القصائد".

ولكن لا يكرس ضباط الاستخبارات غالبًا وقتًا لقراءة القصائد، بل ينشغلون في متابعة الأهداف التي يضعها أمامهم المسؤولون عنهم، والمدراء الذين يترأسون الأجهزة الأمنية هم سياسيون.

صحيح أنه من المفترض أن تعمل أجهزة الاستخبارات بشكل مستقل وأن تتوصل إلى نتائج مستقلة، ولكن عندما تُقدّم إلى صناع القرارات تقديرات مستقلة تمامًا، ولكنها لا تنال إعجابهم، فيجد صناع القرار هؤلاء خبيرا آخر غالبا للعمل معه.

هذا هو سر طريقة العمل التي تؤدي إلى مفاجأة الأجهزة الاستخباراتية، الحكيمة، والمكلفة في العالم، مرة تلو الأخرى، عندما لا تنجح في التعرف إلى الأمور الهامة حقا.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
الدوري الإنجليزي.. أرسنال يفوز على بورنموث ويحافظ على تصدره للبريميرليج