تحتفل مصر بعيد شم النسيم حيث يذهب المصريون إلى الحدائق العامة والمتنزهات ويتناولون الفسيخ والبيض الملون والخس.
لكن ما هو أصل تسمية شم النسيم، ولماذا يحتفل المصريون به في مثل هذا التوقيت من كل عام، وما سر تناول الفسيخ والبيض الملون.
إن دراسة أثرية قام بها الأثري عماد مهدي عضو اتحاد الأثريين المصريين توصلت إلى تفسير جديد لأصل تسمية شم النسيم تغاير ما عرف عن الأصل المستمد من كلمة شمو، والتي تعني فصل الحصاد.
ويؤكد أن شم النسيم لم تحرف لفظيا كما يعتقد بعض علماء الآثار واللغة، بل هي كلمة مصرية قديمة خالصة مرت بتطور عبر الزمن، وكتبت في مصر القديمة (شم – سم) ثم نطقت في القبطية (شوم سيم) حتى وصلت إلى شم النسيم.
ونظرية الباحث الجديدة تستند إلى تفسير حرف (ش) في اللغة المصرية القديمة، والتي تكتب بشكل مستطيل يرمز إلى بركة المياه التي تتوسط الحدائق، وكلمة شم تعني اخرج أو انزل أو تحرك، وتم ربط مخصص أسفله لقدم إنسان، مما تفيد الخروج إلى البركة ثم البومة والتي تعني حرف الميم وكلمة (سم) تعني نباتات أو بستانا ورسم المخصص للكلمة حزمة من النباتات.
وشم النسيم احتفل به قدماء المصريين منذ عام 2700 قبل الميلاد، وحددوا عيد الربيع بميعاد الانقلاب الربيعي، وهو اليوم الذي يتساوى فيه الليل والنهار وقت حلول الشمس في برج الحمل يوم 25 من شهر برمهات، وكانوا يحتفلون بالإعلان عن ذلك اليوم بليلة الرؤية حيث يجتمعون أمام الواجهة الشمالية للهرم الأكبر في الساعة السادسة من ذلك اليوم حين يظهر قرص الشمس قبل الغروب، وخلال دقائق محدودة يبدو كأنه يجلس فوق قمة الهرم، ويرى بعض المؤرخين أن الاحتفال به كان معروفاً ضمن أعياد هيليوبوليس ومدينة أون عاصمة مصر في العصور القديمة، وكانوا يحتفلون به في عصر ما قبل الأسرات.
وشم النسيم عيد لا علاقة له بأي دين، فهو عيد مصري قديم احتفل به قدماء المصريين، حيث تتجدد الحياة، وكانوا يعتقدون أن ذلك اليوم هو بدء خلق العالم، وسجل على جدران المعابد أن المعبود رع يقوم في ذلك اليوم بالمرور في سماء مصر داخل سفينته المقدسة ويرسو فوق قمة الهرم الأكبر وعند الغروب، ويبدأ رحلته عائدا للأرض صابغا الأفق باللون الأحمر رمزا لدماء الحياة، الذي يبثها من أنفاسه إلى الأرض معلنا موت المعبود (ست) إله الشر.