بعد تصريحات العسيري.. هل غيرت مصر موقفها من الحرب اليمنية؟

كتب : أحمد سعد

في مفاجأة أثارها اللواء أحمد عسيري، المتحدث باسم قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن، حول عرض مصر على الحكومة السعودية إرسال من 30 إلى 40 ألف جندي كقوات برية في الحرب اليمنية الجارية، إلا أن الحكومة السعودية رفضت العرض المصري، نظرا لأن منهجية العمل في اليمن تؤكد على عدم دخول أي قوات برية غير يمنية على الأرض اليمنية، منوها أن مصر تشارك من خلال قوات جوية وبحرية.

وأكد العسيري، في تصريحات له، أن دور مصر في الحرب اليمنية، يقتصر على الدعم المعلوماتي ومراكز القيادة، فضلا عن تأمين الحدود بقوات بحرية وجوية.

تصريحات العسيري أثارت جدلا واسعا، حول تغير موقف مصر من المشاركة في الحرب اليمنية، والذي عرف منذ بداية الصراع داخل الأراضي اليمنية، فموقف مصر من الحرب اليمنية، اختلف منذ الوهلة الأولى، إلى حد كبير مع اتجاهات الدول العربية والأوروبية، حيث فضلت مصر الحل السياسي، وعدم المشاركة بقوات قتالية والاكتفاء بحماية الحدود في تلك البلاد، ومنها مضيق باب المندب، ونشرت مصر مايقرب من 4 سفن حربية وفرقاطة حربية.

كما أن الرئيس السيسي أعلن في وقت سابق، أنه لا يريد الدخول في حروب لا يعلم مصيرها، ولا مصير البلاد المستهدفة، مشيرًا إلى أن الحل السياسي في تلك الدول وخاصة ليبيا هو الأقرب والأفضل، خوفا من التقسيم وإلحاق أضرار لا تحصى ولا يمكن توقعها في تلك البلاد، كما أن انشغال مصر، بالتصدي للهجمات الإرهابية في سيناء ومحافظاتها المختلفة، كان مقيدا لمصر في تحركاتها الخارجية.

التصريحات، أثارت تساؤلات عدة، حول تغير الموقف المصري من الحرب اليمنية.

من جانبه يقول اللواء جمال مظلوم الخبير العسكري، إن عرض مصر قوات برية للمشاركة في الحرب اليمنية، ربما جاء من احساسها بالمخاطر المتزايدة للدول العربية من التواجد الحوثي، فضلا عن توجيهها ضربات جوية للشقيقة المملكة العربية السعودية، مشيرا إلى أن عرض مصر لايمكن وصفه بالتغير في موقفها العسكري داخل اليمن، فقرار مصر نابع من مسؤوليتها العربية في المقام الأول

وتابع مظلوم في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن مصر بالفعل تشارك في القوات المحاربة في اليمن، كجزء من التحالف العربي المسمى "تحالف دعم الشرعية"، ولكن مشاركتها الأبرز من خلال حماية خليج العقبة والحدود البحرية.

وفي سياق متصل، يقول اللواء عادل سليمان، الخبير العسكري، إن مصر على دراية جيدة من الأحداث الدائرة في البلدان العربية الأخرى، وتقدر المسؤولية العربية لديها في تقديم المساهمات لتلك الدول، إلا أن موقفها لن يتغير من المشاركة العسكرية في تلك الدول، ولن تتخلى عن السلاح السياسي للخروج من الأزمة.

وتابع سليمان، أن تصريحات العسيري، لم تقدم جديد، بل تدعم موقف مصر في إداركها بالمسؤولية العربية لديها، مؤكدا أن الخطر الإرهابي المنتشر في العالم يدعو الجميع للالتفات، وتوحيد الأهداف للقضاء على الخطر الإرهابي بشكل جذري، والتخلي عن حرب الشائعات غير الصحيحة.

وفي تصريحات صحفية له، استبعد الخبير العسكري أحمد عبد الرافع، أن تكون مصر عرضت على المملكة العربية السعودية نشر 40 ألف جندي مقاتل من جيشها "داخل" الأراضي اليمنية، متوقعا أن تكون تصريحات اللواء أحمد العسيري، المتحدث باسم قوات التحالف العربي باليمن، مقصود بها قوات مصرية لحماية الحدود البحرية.

وأضاف عبد الرافع، أن مصر تدرك جيدًا أن الاتفاق الدولي الذي نتجت عنه قوات التحالف المحاربة في اليمن، يقضي بعدم وجود قوات أجنبية، أي غير يمنية على الأرض، وأن يكون الجهد العسكري العربي جويًا في المقام الأول، وبالتالي فإنه لا توجد أي قوات برية مصرية على الأرض.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً