أعلن الدكتور إبراهيم أبو العيش، رئيس مجلس أمناء جامعة هليوبوليس للتنمية المستدامة، أن الجامعة فى المراحل النهائية لإنتاج مستحضر يحسن من استجابة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية وجعلها تتأثر ثانية بالمضادات الحيويه المعروفة.
وأشار قطاع البحوث بالجامعة الى محاولة التوصل لحل لهذه المشكلة، وبالرغم أن المستحضر مازال قيد البحث الا أنه تم قطع شوطا كبيرا في هذا الصدد حيث تم اختبار مأمونية هذا المستحضر في الاختبارات ما قبل الاكلينيكية في حيوانات التجارب (اختبارات السمية الحاده وما تحت الحادة) وثبتت مأمونيته في جرعات مختلفة.
كما أظهرت اختبارات فاعلية المستحضر سواء في المعامل أوعلى حيوانات التجارب نتائج مبشرة، فعند استخدام هذا المستحضر مع المضادات الحيوية ضد البكتيريا المقاومة استعادت هذه البكتيريا استجابتها للمضادات الحيويه ثانية.
والجدير بالذكر أن هذه التجارب ما قبل الاكلينيكية تمت بعد موافقة وتحت اشراف لجنة أخلاقيات البحث العلمي بالجامعة.
وسيتم استكمال بقية مراحل البحث على هذا المستحضر، بعد موافقة الجهات المختصة بوزارة الصحة ولجان أخلاقيات البحث العلمي، مما قد يعطي أملا في امكانية التغلب على هذه المشكله في المستقبل القريب ان شاء الله.
ويعتبر اكتشاف البنسلين عام 1928 - وما تلاه من اكتشاف أنواع أخرى من المضادات الحيويه، من أهم الاكتشافات التي خدمت البشرية، حيث أمكن من خلاله علاج الكثير من الأمراض الميكروبيه والتي كانت تتسبب في وفاة الكثير من المرضى اثر العدوى بهذه الميكروبات.
ولكن اليوم وللأسف وبعد ظهور بعض أنواع البكتيريا التي اصبحت مقاومة للمضادات الحيوية قد يصبح من الصعب ثانية علاج هذه الأمراض الميكروبيه.
وقد تكتسب البكتيريا مناعة ضد المضادات الحيوية نتيجة سوء الاستعمال، وذلك عند الاستهلاك المفرط للمضادات الحيوية أوحينما تعطى بجرعات غير مناسبة، أوتعطى بالقدر المطلوب على فترات غير منتظمة بين الجرعات، أوتعطى لمدة قصيرة غير كافية للعلاج. ومن الأسباب كذلك الاستعمال غير الملائم للمضادات في حالات لاتحتاج إلى معالجة بل تشفى ذاتيًا.
ومناعة البكتيريا ضد المضادات الحيوية قد تكون طبيعية، حيث تُخلق البكتيريا ولديها القدرة على مقاومة بعض أنواع المضادات الحيوية أوكلها. وقد تكتسب البكتيريا هذه المناعة بطرق مختلفة، وتتكون هذه المناعة عند البكتيريا ضد المضاد الحيوي بعدة طرق منها:
- إحداث تغير في المضاد الحيوي، على سبيل المثال تقوم أنواع معينة من البكتيريا بإنتاج أنزيمات تسبب تكسرًا في المضاد الحيوي، وبالتالي تؤدي إلى عدم فعالية الدواء.
- قد تحدث البكتريا تغييرًا أوتطويرًا في تركيب خليتها، فتضلل المضاد الحيوي ولا تصبح هدفًا له وفي بعض الأحيان تقوم البكتيريا بإفراز غشاء جديد من البروتينات يمنع دخول المضاد الحيوي إليها.
- وقد تنتقل المناعة ضد مضاد حيوي في البكتيريا من جيل لآخر بواسطة الكروموسومات (الماده الوراثيه).
وتمثل مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية مشكلة مستعصية في المجال الطبي، فعلى الرغم من ظهور العديد من المضادات الحيوية في السنوات الأخيرة، ظهرت في المقابل العديد من سلالات البكتريا التي تقاوم هذه الميكروبات.
فقد أعلنت منظمة الصحه العالميه في تقريرها الصادر عام 2014 عن سبعة أنواع من البكتيريا المقاومه للمضادات الحيويه والمنتشره في معظم مناطق العالم.
كما تم مؤخرًا اكتشاف إصابة امرأة من بنسلفانيا عمرها 49 عامًا بسلالة من بكتريا الإي كولاي E.coli التي اكتسبت خصائص جينية جعلتها تقاوم أغلب المضادات الحيوية المعروفة، وآخرها المضاد الحيوي المعروف باسم الكوليستين، والذي كان يمثل ملاذًا أخيرًا في العلاج ضد هذه السلالات من البكتريا المعدية التي تمثل كابوسًا للأطباء والعلماء.
ويقدر مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن البكتيريا المقاومة للأدوية قد تسبب مليوني مرض وحوالي 23000 حالة وفاة سنويا في الولايات المتحدة وحدها، مما يعني أننا قد نعود الى عصر ما قبل اكتشاف البنسلين حيث كان من الممكن أن تفتك الميكروبات البسيطه بحياة المرضى.