لفظتهم الحياة إلى حافتها ليواجهوا مصيرهم سويًا، مذبذبين بين عالم جهلته عيناهم لحرمانهم من رؤيته، وبين ظروف معيشية ضنكة ؛ وبين هذا وهذا أطفال لم تتعدى الست سنوات والذى أجبرهم الزمن على أن يشاركوا والديهم ذلك المصير القاتم والمجهول.
يتشابهان فى الظروف فى أن كلاهما لايتمتعان برؤية أحدهم الآخر، أو حتى رؤية أطفالهم فكلاهما كفيفان لكن لم تمنعهم إعاقتهم من السير قدمًا ليواجهوا الحياه بقدر المستطاع والسير قدمًا.
تبدأ قصة سمير المأسوية منذ فقد بصره فى حادثة سيارة، أجبرته على أن يفقد بصره بدون أمل فى استعادته وفقدانه وظيفته؛ الحياه حينما تصفع يرسل لنا القدر من بزيل أثر هذه الصفعة، ولو بقليل، فكانت زوجته هدية القدر لتقاسمه على الأقل هذه الصفعات، وتخوض معركة الخوف والصعاب معه تسانده وتشد من أزره بدأت هذه الزوجة المكافحة بتعليم زوجها مهنه ليسد قوت يومه فكانت معه خطوة بخطوة لتعليم واحتراف صناعة البامبو.
فاطمة ومحمود ثمرة زواج سمير وزوجته أطفال، كل أمانيهم صغيره كصغر سنهم وحجمهم فهم يحلمون أن يحتضن السرير أجسادهم بدل من احتضان الأرض إياه ؛ قسوة الحياة سلبت منهم طفولتهم، وبدل من أن تمسك هاتين اليدين الصغيرتين، وتلامس أنمالهم ألعابهم الطفولية لامست الجواكيش وغيرها من أدوات العمل لمساعدة والديهم.
أحلام أهاليهم فى نفس مستوى أحلام أطفالهم هم لايحلمون إلاَ بشقة تأويهم وأن يتم التسويق لمنتجاتهم، فهل تلبى الدولة لهذه الأحلام البسيطة أم تضيع أحلامهم مثل ما ضاعت حقوقهم.