"سانت كاترين".. القديسة التي عذبها الرومان تشهد على غدر الإرهاب

كتب : أهل مصر

يقع دير سانت كاترين الذي شهد محيطه مساء الثلاثاء هجومًا إرهابيًا على قوات شرطة، أسفل جبل "كاترين" أعلى جبال مصر، وتحديدًا بالقرب من جبل موسى، في محافظة جنوب سيناء.

ويعود تسمية الدير، إلى القديسة "كاترين" التى عذبها الرومان، وتم تكريم جسدها ورفاتها فى العصر الإسلامى، والتي عاشت في مطلع القرن الرابع، أي قبل اعتراف الامبراطور الروماني قسطنطين رسميا بالدين المسيحي واعتناقه المسيحية.

والقديسة كاترين هى ابنة كوستاس من عائلة نبيلة عاشت بالإسكندرية أيام حكم الإمبراطور الرومانى مكسيمانوس (305- 311م) وتحولت للمسيحية فى ظل حكم وثنى ومن أجل أن ينتزعها الإمبراطور من المسيحية أصدر أوامره إلى 50 حكيما من حكماء عصره أن يناقشوها ويجادلوها فى سبيل دحض براهينها عن المسيحية إلا أن جميع محاولاتهم باءت بالفشل، وجاءت النتائج عكسية لدرجة أن هؤلاء الحكماء ما لبثوا أن انضموا إلى صفوف المسيحية.

وحذا كثيرون حذوهم وكان من بينهم أقرباء للإمبراطور من رجال البلاط، فلجأ مكسيمانوس لتعذيبها، وأمر أن تصنع عجلات يبرز منها مسامير ورؤوس سكاكين مدببة ليضعونها فيها ولم يؤثر هذا على إيمانها مما دفع أحد الجنود لقطع رأسها.

ويقال عن دير سانت كاترين أنه أقدم دير في العالم، كما يعد مزارا سياحيا كبيرا، حيث تقصده أفواج سياحية من جميع بقاع العالم.

"وسانت كاترين" يتولى إدارته رئيس الدير، وهو أسقف سيناء، والذي لا يخضع لسلطة أية بطريرك أو مجمع مقدس، ولكن تربطه علاقات وطيدة مع بطريرك القدسن لذلك فإن اسم بطريرك القدس يذكر في القداسات، على الرغم من أن الوصاية على الدير كانت لفترات طويلة للكنيسة الأرثوذكسية الروسية.

كما أن رهبان وكهنة الدير من اليونانيين وليسوا عربًا أو مصريين، شأنهم شأن أساقفة كنيسة الروم الأرثوذكس في القدس التي يسيطر عليها اليونانيين من عهود طويلة.

ويدير أسقف سيناء إلى جانب الدير، الكنائس والمزارات المقدسة الموجودة في جنوب سيناء في منطقة الطور وواحة فيران وطرفة.

ويحتوي الدير على كنيسة تاريخية بها هدايا قديمة من ملوك وأمراء منها ثريات من الفضة وبه بئر يقولون عنه أنه بئر موسى، كما أنه يمثل قطعة من الفن التاريخي المتعدد، فهناك الفسيفساء العربية والأيقونات الروسية واليونانية واللوحات الجدارية الزيتية والنقش على الشمع وغيره.

إلى جانب هذا يحتوي الدير على مكتبة للمخطوطات يقال أنها ثاني أكبر مكتبات المخطوطات بعد الفاتيكان، ونزل للزوار وبرج أثري مميز للأجراس.

إضافة لرفات القديسة كاترين، توجد بالدير (معضمة) تحوي رفات جميع الرهبان الذين عاشوا في الدير ومسموح بالزيارة من الصباح الباكر وحتى الظهر.

ويلتزم جميع السياح الغربيين وغيرهم بالاحتشام في الملبس عند دخول الدير، وتتوفر هناك أثواب فضفاضة يرتديها من أراد من الناس قبل دخولهم الدير.

ومن الجدير بالذكر أن هناك مسجدًا صغيرًا، قام أحد حكام مصر في العصر الفاطمي ببنائه داخل الدير حتى يحمي الدير من الهجمات التي كان يتعرض لها من وقت لآخر.

كما قام نابليون بونابرت أثناء الحملة الفرنسية على مصر بتقوية السور -الذي يبلغ ارتفاعه من 40-200 قدم - وتعليته وأقام دفاعات بعد شكاوى الرهبان من تعرض الدير لبعض الهجمات.

وكان هجومًا إرهابيًا قد استهدف حاجزًا أمنيًا بالقرب من دير سانت كاترين بمحافظة جنوب سيناء مساء الثلاثاء، أسفر عن استشهاد أمين شرطة، وإصابة 4 آخرين، قبل أن يعلن تنظيم "داعش" الإرهابي مسؤوليته عن الحادث.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً