المقالات المصرية اليوم.. فاروق جويدة يكتب "أردوغان.. والحلم العثماني"

فاروق جويدة
كتب : أهل مصر

سلط كبار كتاب الصحف المصرية الصادرة اليوم الخميس، الضوء على العديد من القضايا التي تهم القارئ المصري والعربي، ففي عموده "على بركة الله" وتحت عنوان "الشعب أقوي.. بالعمل والأمل" قال فهمي عنبه، رئيس تحرير صحيفة "الجمهورية" إن قافلة الوطن تسير إلى الأمام رغم الغلاء والبطالة وقسوة الظروف الاقتصادية علي المواطنين طالما أن هناك شعب يتحدى التحدي.. ويصبر علي صعوبة المعيشة.. ويتمسك بإيمانه بالله وبوحدته ونسيجه.. ولا يسمح لأهل الشر من الداخل والخارج أن يحولوا أولاده إلى مشردين ولاجئين ومهاجرين.

وأوضح عنبة، أن عظمة الشعب المصري تتجلى في أوقات الشدة والمحن يتخطى الآلام والأحزان ويكتمها داخله.. يخرج إلى الحدائق والشواطئ وكورنيش النيل ليثبت لمن يحاولون تفتيته وزعزعة استقرار بلده.. أنه أقوي من كل الأعداء.. وكأنه يقول لهم من لا يصدق فليعد إلى كتب التاريخ ويقرأ ويتعلم ويعتبر.. وسيعرف أن التاريخ بدأ من هنا.. والحضارة ولدت عندنا.. وأن المصري قهر كل الأشرار عبر العصور فهل يستعصي عليه حفنة من المرتزقة الإرهابيين؟!.

وأشار الكاتب إلى أن الشعب أقوي من الإرهاب وأشد صلابة من الغلاء والظروف الاقتصادية الصعبة.. وقادر علي البناء والتنمية لتسير قافلة الوطن إلى الأمام.. بشرط الا يسمح لمن يحاولون بث الشائعات أو يزرعون اليأس داخله.. فكل شعوب الدنيا تعرضت لازمات ونكسات.. وكانت هناك أمم أكثر فقرًا وبلا بنية أساسية أو موارد.. ولكنها بالأمل والارادة والايمان والعمل والابتكار والعلم بسواعد ابنائها وعقولهم تقدمت فأصبحت في المقدمة فهل نحن أقل منهم؟!.

وأكد أن مصر تمتلك كافة مقومات التقدم بدليل أن البنك الدولي الذي سيبدأ اجتماعات الربيع اليوم في واشنطن وتستمر حتي 23 أبريل ذكر في آخر تقرير له صدر أول أمس ان الاقتصاد المصري يتسارع نموه ليصل إلي 6.4 و3.5% خلال السنتين الماليتين 20172018 و20182019 علي الترتيب رغم أن النمو سيتباطأ في أغلب دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نتيجة للحروب والأزمات.

واختتم رئيس تحرير "الجمهورية" مقاله قائلا إن "رسالة خروج المصريين للاحتفال بأعياد الربيع تؤكد أن هذا الشعب قادر علي صنع المعجزات واستعادة مكانته واستقراره ولكن لابد أن نعمل أكثر.. ونتكاتف أكثر.. ونفكر ونبتكر أكثر.. فلا ينقصنا سوي العمل.. والإرادة.. والإدارة.. لنتخطى كل الأحزان وكل الصعاب.. أما أهل الشر والإرهاب فإلي زوال لا محالة.. ومن لا يصدق فليعد الي صفحات التاريخ".

أما الكاتب محمد بركات، فتطرق في عموده "بدون تردد" بصحيفة "الأخبار" تحت عنوان "المأساة السورية العودة لنقطة الصفر" إلى واقعة قرية "خان شيخون" السورية الخاصة باستخدام الغازات السامة ضد أهالي القرية، مؤكدا أن جدلا كبيرا ثار حول الواقعة في ظل الاتهامات الأمريكية والغربية لبشار الأسد بالمسئولية عن ارتكابها، وإنكار الأسد للاتهام، وما تلا ذلك من قصف أمريكي لسوريا بالصواريخ، وما أعقب ذلك من عودة الإصرار الأمريكي والأوروبي علي استبعاد الأسد من أي تسوية مؤقتة أو دائمة للأزمة السورية، وهو الشرط الذي كانت الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة ترامب قد تراجعت عنه، وأعلنت عدم إصرارها عليه، وتوافق معها الموقف الأوروبي في ذلك.

وأشار إلى أن سوريا الرسمية برئاسة بشار الأسد ما زالت تنفي المسئولية عن الواقعة، بل وتتهم المعارضة ومسانديها من القوي الإقليمية والدولية بالمسئولية عما حدث، والترتيب له لإعادة الوضع إلى نقطة الصفر مرة أخرى..، وتساند روسيا الحكومة السورية في ذلك، وتؤكد مسئولية المعارضة السورية والداعمين لها عما جري.

وقال بركات إن المنطق السوري والروسي في ذلك ينطلق في الأساس من التأكيد علي انعدام المصلحة بالنسبة لبشار الأسد في القيام باستخدام الغاز السام ضد المعارضة نظرا للتأكد من أن ذلك كفيل بإثارة العالم كله ضده، في الوقت الذي كانت فيه الأوضاع علي الأرض لصالحه، في ظل الانتصارات المحققة لقواته في استعادتها لكثير من المدن والقري من يد المعارضة،..، وأيضا في ذات الوقت الذي بدا فيه الموقف الأمريكي والأوروبي تجاهه أفضل مما كان سابقا بمعني أنه لم يعد رافضا لوجوده بصيغة ما في التسوية، بل وأيضا مستعينا به في محاربة داعش،..، وذلك يعني أن الواقعة تحقق مصلحة المعارضة وتضر بالأسد.

ورأى محمد بركات أنه في ظل ذلك التضارب والتناقض، ما زالت الحقيقة غائبة في واقعة "‬خان شيخون" أو علي الأقل يكتنفها الكثير من الغموض وتحيط بها علامات استفهام كثيرة،..، ولكن المؤكد أنها أعادت المأساة السورية إلي نقطة الصفر مرة أخرى.

وفي صحيفة " الأهرام، وتحت عنوان "أردوغان.. والحلم العثماني" قال الكاتب فاروق جويدة في عموده "هوامش حرة" إن "الشارع التركي اشتعل في معركة انتخابية لا أحد يعرف أهدافها وهل يطمع الرئيس أردوغان في أن يحتكر السلطة في تركيا وأن يكون الصوت والرجل الأوحد أم أن أحلامه في الزعامة تتجاوز حدود تركيا وأن الرجل يعيش في أحلام الماضي ويطمع لو عاد الزمان ووجد نفسه السلطان التركي المعظم".

وأضاف جويدة أن حدود أحلام أردوغان تتجه إلى الماضي أكثر من الحاضر أو المستقبل لقد سقطت كل التجارب الإسلامية في الحكم أمام أخطاء سياسية فادحة ولم يبق أمام العالم غير التجربة التركية وقد صمدت حتى الآن وإن كانت تمثل مصدر إزعاج للغرب.. يضاف لذلك أن أحلام تركيا في الاتحاد الأوروبي قد تبخرت ولم يعد هناك فرصة للوصول إليها..وقبل هذا كله فإن أردوغان يطل الآن على خريطة العالم العربي يتصور أنها مستقبل تركيا الحقيقي وقد كانت في يوم من الأيام من توابع الدولة العثمانية.

وأوضح أن حلم الإمبراطورية القديم يلعب كثيرًا في خيال أردوغان ولديه الآن فرصة ذهبية عقائديًا وسياسيًا وعسكريًا، إن العالم العربى يعيش الآن أسوأ حالاته لأن هناك أربع دول انقسمت على نفسها هي العراق وسوريا وليبيا واليمن ولاشك في أن تركيا لها أطماع كثيرة فى العراق وهى تعتبر نفسها مصدر الحماية لأهل السنة أمام إيران كما أن هناك ثأرا قديما بين تركيا وسوريا..في ظل حالة الانكسار التى يعيشها العالم العربي تصبح أحلام أردوغان حقًا مشروعًا.

ووصف الكاتب أردوغان بأنه رجل لا يزال يعيش أساطير الدولة العثمانية وعشرات الدول التى تطوف فى فلكها مئات السنين..كما أن الجيش التركى الذى غزا العالم وأقتحم حدود أوروبا مازال هاجسا يعيش فى خيال الرجل.

واختتم فاروق جويدة مقاله قائلا "نحن أمام العراق الذى انقسم بين السنة والشيعة ومازال وطنًا محتلًا وأصبحت إيران صاحبة الوصاية عليه.. ونحن أيضا أمام حرب أهلية ضارية فى سوريا وقوات أجنبية تحتل أراضيها وهناك على الحدود التركية وداخل الوطن تاريخ طويل من الصراع على أحلام الأكراد التى لم تتراجع، أمام هذا كله يقف الرئيس أردوغان مع رفض غربى لتجربته فى قمع الشعب التركى بعد محاولة انقلاب فاشلة..وهناك أيضًا رغبة للتوسع على حساب أى شئ من أجل حلم الدولة العثمانية الكبير.. رغم أن العصر الذى نعيش فيه لن يقبل إمبراطوريات أخرى"

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً