اعلان

مغامرة "أهل مصر" داخل قصر العيني.. لوكاندة للعاطلين.. والليلة بـ 5 جنيه (صور)

القصر العيني

«غياب تام للأمن مرضى يفترشون الطرقات أصوأت طرب وموسيقى عالية بعنابر المرضى، هناك كل شيء بسعره » .. ما سبق مشهد مصغر لما يحدث داخل مستشفيات قصر العيني التابعة لكلية طب جامعة القاهرة، حيث يسيطر الإهمال وتسود الفوضى والضحية المريض الفقير.

«أهل مصر» قضت ساعات داخل المستشفى بأقسامها المختلفة وعايشت كيف يقضي المرضى أوقاتهم العصيبة، وكيف يستجدون الاطباء والتمريض لمجرد السؤال عن شيء..

«غياب تام للأمن مرضى يفترشون الطرقات أصوأت طرب وموسيقى عالية بعنابر المرضى، هناك كل شيء بسعره » .. ما سبق مشهد مصغر لما يحدث داخل مستشفيات قصر العيني التابعة لكلية طب جامعة القاهرة، حيث يسيطر الإهمال وتسود الفوضى والضحية المريض الفقير.

«أهل مصر» قضت ساعات داخل المستشفى بأقسامها المختلفة وعايشت كيف يقضي المرضى أوقاتهم العصيبة، وكيف يستجدون الاطباء والتمريض لمجرد السؤال عن شيء..

سداح مداح

دخلنا إلى مستشفى قصر العيني وبالتحديد إلي قسمي المخ والأعصاب وقسم استقبال حالات الطواريء، حيث يمكن لأي شخص الدخول وإفتراش الطرق في المستشفي والبيات دون أي مساءلة، من أحد وعن طريق قطع تذكرة زيارة بخمسة جنيهات فقط، وقامت "أهل مصر" بتجربة الدخول إلى المستشفى في وقت الزيارة والبقاء بعد انتهاء الوقت المحدد للزيارة حيث وجدنا أنه بإمكان أي شخص البيات في العنابر المخصص للمرضي وطرقاتها بدون أي مساءلة، ورأينا انتشار أكياس القمامة في طرقات المستشفي التي تفوح منها روائح كريهة جداً، الأمر الذي يجعل المرضي عُرضة للاصابة بامراض أخري غير التي دخلوا علي أثرها المستشفى، وتشهد الطرقات ازدحاما شديدا وقت الزيارة غير أن هذا الزحام يقل نسبيا بعد إنتهاء الزيارة ، كما أجرينا عدة حوارات مع مواطنيين مرافقين للمرضي.

- سوء خدمة

اشتكى عددا من المواطنين سوء حالة المستشفيات، التي باتت في حالة مزرية من حيث إلقاء القمامة وفضلات الطعام على الطرقات وأمام عنابر المرضى، ما حول كثير منها إلى "حظيرة حيوانات" تجتمع فيها القطط والكلاب بحثًا عن طعام تأكله، بالإضافة إلى إلقاء "السرنجات" بطريقة عشوائية في غالبية طرقات المستشفى.ويشكو حسن عبدالله، موظف بالمقاولون العرب، من سوء رعاية المرضى واستهتار الممرضين، يرافق حسن طفلته 5 سنوات المصابة بورم في المخ منذ خمسة أيام وبالتحديد من يوم الأربعاء الماضي، ويوضح الأب أن المستشفى لا توفر الأدوية اللازمة للعلاج ويضطرون لشراء معظم الأدوية من صيدليات خارجية بأسعار مرتفعة جداً، الأمر الذي فوق طاقتهم ويعجز الكثيرين عن شرائه.- ديسكويفترش حسن وأخيه الطرقة نظراً لعدم توافر آسرة بالمستشفى، ويضيف محمد شقيق حسن، أن أصوات الأغاني المرتفعة لا تنطفيء طوال الليل حيث يقوم الممرضيين والممرضات بتشغيلها في عنابر المرضي، دون أي مراعاة لحالة المرضي وراحتهم وكأنهم في "صالة ديسكو".ويتابع، أن الممرضين بالمستشفي لا يقومون برعاية أي مريض إلا إذا دفعت لهم "بقشيش" وإذا أرادت أن تطمئن علي الحالة المرافق لها فعليك أن تدفع لهم ايضأ مستخدماً تعبير "شخلل عشان تعدي".

يحكي "أبو نور"، يعمل بالتربية التعليم، عن معاناته عندما دخل المستشفى، مرافقا لوالدته المريضة بورم في المخ وتم إجراء لها عملية بعد دخولها بيومين لتأخر حالتها، والذي يشكو ايضا من سوء الرعاية، وانتشار القمامة في الطرقات، وأن غالبية الحالات المرضية لا يصرف لها العلاج المناسب، وأن العلاج الوحيد الموجود فى المستشفيات هو المضادات الحيوية والمسكنات فقط، مهما كان المرض الذى يعانى منه الشخص.وأجرينا حوارا أخر مع السيدة سلوي 45 سنة، من محافظة المنصورة، ترافق اختها المحجوزة بقسم استقبال الطواريء، والتي أكدت أن المستشفي لا يوجد بها نظافة والرعاية غير جيدة، ما يهدد حياة المرضى، وتنتشر العدوي بين المرضي نتيجة عدم تغيير ملايات الاسرة إلا مرة واحدة كل اسبوع، إضافة إلى الإهمال في دورات المياه الخاصة بالمستشفيات وعدم صيانتها من الداخل أو الخارج.

ويذكر أن نيابة مصر القديمة الجزئية، بإشراف المستشار وائل شبل "المحامي العام لنيابات جنوب القاهرة"، فتحت تحقيقات موسعة في نوفمبر الماضي، للتحقيق في واقعة إصابة عدد من مرضى الفشل الكلوي بفيروس "سي"، بعدما تقدم عدد منهم ببلاغات إلى النيابة تفيد تعرضهم لواقعة إهمال طبى، أدت إلى إصابتهم بفيروس "سي" أثناء قيامهم بعمل غسيل كلوى بالمستشفى.من جانبه، أكد الدكتور فتحي خضير، عميد كلية الطب جامعة القاهرة، أن المستشفى يعد أضخم مؤسسة طبية في مصر لكونها تقدم 20% من الخدمات الصحية على مستوى الجمهورية، مؤكدًا أن قصر العيني، يستقبل مرضى من جميع أنحاء الجمهورية، لافتا أن طاقة المستشفى 5620 سرير، وتضم 4000 عضو هيئة تدريس، موزعين على 15 مستشفى، مضيفًا أن آخر إحصائية بعام 2016 ،بينت أن قصر العيني يستقبل 2.2 مليون مريض في العام.

ونوه خضير أن ميزانية قصر العيني قليلة وغير كافية للخدمات الطبية التي تقدم للمرضى، موضحًا «أن 1/3 الموازنة تقدمها لهم الدولة، والثلثين الآخرين على الله»، يحصلوا عليهما من تبرعات أساتذة الكلية والشعب»، مضيفًا أن المستشفى يحتاج إلى موازنة تصل إلى 4 مليار جنيه لتقديم خدمات طبية بالمعايير العالمية.وأوضح «خضير» أن القصر أغلق مرة واحدة منذ إنشائه عام 1984، تخطى عدد المرضى «السراير»، الموجودة، فأمر حينها الدكتور هاشم فؤاد، عميد كلية الطب، بإغلاق أبواب المستشفى وعدم دخول المرضى، مشيرًا إلى أنه كان نائبا في الاستقبال فى ذلك الوقت وفوجئ بدخول عاطف صدقي، رئيس الوزراء حينها، إلى مبنى الاستقبال قائلاً له «افتحوا الأبواب»، وبعد ذلك طلب الدكتور هاشم فؤاد من رئيس الوزراء إنشاء مستشفى للطوارئ، وبدأو في إنشائها منذ ذلك الوقت حتى تم افتتاحها .

ولفت عميد كلية الطب إلى أن مساحة مستشفى قصر العيني 50 فدانا، وأنها مدينة وقلعة طبية متكاملة فهي مستشفى المستشفيات، مؤكدًا على أن بناء مستشفى مثل قصر العيني يتكلف 15 مليار جنيه، ذاكرًا أن من الإجراءات الإصلاحية بخطة تطوير القصر العيني تقليل مدة حجز المريض بالمستشفى من 7 أيام إلى يومين فقط، موضحًا أن هذه الخطوة ساعدت على استيعاب وعلاج أعدد كبيرة من المرضى.وأوضح قائلًا: «إن أطباء قصر العيني يطلبون من المرضى شراء بعض الأدوية غير المتوافرة في المستشفى، كما أنها ليست العلاج الرئيسي الذي بدونه سيتوفى المريض"، لافتًا إلى أن حقنة علاج جلطة المخ الموجودة بوحدة السكته الدماغية ثمنها 9 آلاف جنيه، ويصرف منها يوميًا للحالات القادمة للوحدة». واختتم أن المستشفى لا تستطيع طرد أحد وأن أغلب المرضى يفضلون الجلوس في الطرقات على الذهاب للمستشفيات الأخرى.نقلا عن العدد الورقي

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً