قبل زيارة بابا الفاتيكان للقاهرة.. "داعش" يدعو عناصره لتكثيف الضربات ضد المسيحيين.. وخبراء: الفشل أصاب التنظيم بالجنون

بابا الفاتيكان وداعش

أيام قليلة تفصلنا عن الزيارة الأولي من نوعها للبابا فرانسيس بابا الفاتيكان للقاهرة، ولهذا جاء هذا الحادث كالصاعقة على قادة وعناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، لخوفهم من التلاحم الذي يشهد الشارع المصري، ولهذا قرروا إثارة القلاقل وعلي وجه الخصوص شركاء الوطن "المسيحيين".

ورغم القبضة الأمنية التي فرضها الجيش والشرطة على جميع المحافظات، بعد الحادث الأليم الذي أصاب المصريين، في حادثي تفجير كنيستي مار جرجس بطنطا، والمرقسية في الإسكندرية مطلع الشهر الحالي، انتقلت عمليات التنظيم باستهداف الكنائس ولكن خارج المدن، حيث قام عناصر من تنظيم "داعش" باستهداف دير سانت كاترين في محافظة جنوب سيناء، مساء أمس الثلاثاء، وواستشهد على إثرها شرطي و4 آخرين.

مسلسل استهداف "داعش" للمسيحيين لم يكن لأول مرة، حيث بدأ منذ ديسمبر من العام الماضي، والتي بدأت باستهدافهم في أكبر الكنائس داخل مصر "الكاتدرائية" بالعباسية وبعدها بأيام قليلة قام بتهجيرهم من محافظة شمال سيناء، ثم لحقتها بعملتي كنيسة مارجرجس بطنطا، والمرقسية في الاسكندرية مطلع الشهر الحالي.

ورصد "أهل مصر" رسالة متداولة بين عناصر التنظيم علي المنتديات الجهادية التابعة لتنظيم داعش علي موقع "التليجرام" و"منبر الاعلامي الجهادي"، داعيًا إلي استمرار العمليات ضد المسيحيين من أجل وقف الزيارة المرتقبة للبابا الفاتيكان إلي مصر نهاية الشهر الحالي "يا جنودنا هلموا إلي مصر".

وبحسب الرسالة التي حصل "أهل مصر" على نسخة منها قالت: "الغرض من ضرب الكنائس أو تهجير المسيحيين من سيناء، استكمال سيناريو العراق وسوريا وهو اشعال الحرب الداخلية بين الفرقتين، واخرا المسيحيين خارج الأرض الذي افتتاحها عمرو بن العاص" -بحسب زعمهم-.

وقال الخبير في شئون الجماعات الإسلامية منير أديب، إن إعلان تنظيم داعش، في الساعات الأولي من صباح اليوم تبنيه ااعتداء عن نقطة أمنية قرب دير سانت كاترين بمحافظة جنوب سيناء بعد تنفيذ العملية مباشرة، هو تحول في استراتيجيات التنظيم الفترة الأخيرة، وهو الإسراع من إعلان المكاسب، لتحفيز عناصره علي مواصلة الأعمال الإرهابية.

وعن أسباب انتقال العمليات إلي جنوب سيناء، يقول أديب في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، إن تم اختيار "جنوب سيناء"، هذه المحافظة الاكثر أمانا من شمالها والحوادث اﻹرهابية فيها قليلة مقارنة بشمالها، وتم اختيار دير هو من أقدم اﻷديرة في العالم ويعد مزارا سياحيا يقصده السائحون في كافة أنحاء العالم، لإيصال الرسالة أن الفوضى تحكم مصر.

وكان تنظيم داعش الإرهابي أعلن مسئوليته في ديسمبر 2016 بتفجير الكاتدرائية بالعباسية، وفي 9 ابريل الحالي أعلن مسئوليته عن تفجير كنيسة مارجرجس بالإسكندرية والمرقسية في طنطا.

وعلل "أديب" عن الأسباب وراء استهداف داعش للأقباط خلال الأيام الماضية بقوله: "تركيز العمليات ضد الكنائس واﻷديرة قبل زيارة بابا فرانسس بابا الفاتيكان رسالة لها أنكم مستهدفون كل مسيحي العالم، والرسالة اﻷهم تدخل المؤسسات الكنسية لحمايتهم أو الحديث على اﻷقل عن عدم تأمينهم، وهي رسالة سلبية غير صحيحة".

واتفق معه الدكتور حسن أبو طالب مستشار مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، بقوله: إن "تركيز العمليات ضد الكنائس واﻷديرة قبل زيارة بابا فرانسس بابا الفاتيكان رسالة لها أنكم مستهدفون كل مسيحي العالم، والرسالة اﻷهم تدخل المؤسسات الكنسية لحمايتهم أو الحديث على اﻷقل عن عدم تأمينهم، وهي رسالة سلبية غير صحيحة.

وأضاف أبو طالب، في تصريح لـ"أهل مصر"، أن وتيرة الأعمال الإرهابية من المتوقع أن تزداد خلال الأيام القادمة، من أجل اثارة القلاقل قبل زيارة البابا فرنسس البابا الفاتيكان، لافتًا إلي أن هذه العمل والتي يصاحبها فشل وذلك لتصدي الأمن لها.

وأرجع أبو طالب، أسباب تحول تنظيم داعش الإرهابي ضرباته إلي المسيحيين في مصر وذلك بعد فشله في الاستحواذ علي سيناء كما كان يحلم بأنها ستكون الشرارة التي يسيطر بها علي جميع مفاصل الدولة، مؤكدًا علي أن مقتل الكثير من قيادات وايقاف الدعم الخارجي للتنظيم من الوصول إليه أسباب أيضًا وراء التحول والجنون الداخلي الذي أصابه.

من ناحيته، قال أحمد عطا الباحث في شؤون حركات الاسلام السياسي، إن حادثة كمين البدير الأمني بالقرب من دير سانت كاترين هو تغير نوعي في اُسلوب المواجهات المسلحة التي تقوم بها المليشيات المسلحة في سيناء، حيث انتقلت المواجهات لأول مرة منذ رحيل نظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك من شمال سيناء إلي جنوب سيناء في إطار خطة الأهداف العليا لا استهداف المنشآت السياحية ودور العبادة الدينية المسيحية.

وأضاف عطا، في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أن تبني داعش للهجوم علي كمين سانت كاترين هو استمرارية على تغطية التنظيم للمليشيات المسلحة في شمال سيناء سواء أنصار بيت المقدس او ولاية سيناء كلأيهما يتحرك في آطار الجبهات المتوحدة مع تنظيم داعش.

واستكمل: "هناك خطة ممنهجة لاستهداف أضلاع مثلث وهي القوات المسلحة والشرطة ودور العبادة المسيحية بهدف احراز تفوق ولو من عمليات منفردة، في المحافظات التي تمثل نقاط ارتكاز للعناصر المتشددة مثل الشرقية والدقهلية والبحيرة ودمياط وكفر الشيخ او في القاهرة، وفي نفس الوقت خطة الأهداف العليا التي تتبناها المليشيات المسلحة في مصر ستتصاعد خلال الصيف القادم وستكون الأعنف وسوف تستهدف الأماكن الهاشة وهي الكافيهات والمولات بشكل عشوائي نظرًا للضربات الأمنية القوية خلال الفترة الحالية".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً