كشفت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية عن نظام الحكم في إسرائيل ونظام في تركيا،وقارنت بين الإخلال بحقوق الانسان في إسرائيل وبين ما هو مقبول في تركيا، بين طموح أردوغان الشخصي وطموح بنيامين نتنياهو، بين الحرب ضد الأقلية الكردية وبين تعامل اسرائيل مع الاقلية العربية، وبين هجوم نتنياهو وهجوم اردوغان على وسائل الاعلام.
ووصفت الصحيفة إسرائيل وتركيا مثل الثورين اللذين يقومان بجر محراث واحد، دولتان قوميتان متطرفتان، دولتان تبذلان جهدهما للظهور بأنهما ديمقراطيتان، أو على الأقل، الضرر الذي تتسببان به للديمقراطية يعتمد على استراتيجية الدفاع في وجه القوى الشيطانية الداخلية والخارجية.
و لكن تاريخ الجمهور في تركيا، معاكس للجمهور في اسرائيل، يقول إنه على استعداد للقتال، واحيانًا بشكل عنيف، ضد من يتسببون بالضرر لأسس وقيم الدولة.
وهذا ما حدث في مظاهرات حديقة غازي في العام 2013، بينما في اسرائيل لم يصل أي احتجاج إلى درجة الانقضاض، لا في مظاهرة الـ 400 ألف في اعقاب مجزرة صبرا وشاتيلا ولا في احتجاج "جبن الكوتيج".
على الرغم من هذه الفوارق فإن الاستفتاء الشعبي في تركيا أظهر جانبُا خطيرُا يشبه بشكل كبير ما يحدث في إسرائيل،وفي الحملة الدعائية التي قام بها اردوغان من اجل تعديل الدستور، وصف معارضيه كخائنين للدولة والدين، وكفار حقيقيين ومؤيدين للمنظمات الارهابية، وأذرع لدول الغرب التي تسعى الى عزله.
و قالت الصحيفة إن من لا يرغب في منح اردوغان الصلاحيات العليا من اجل ادارة الدولة كما يشاء، يضر بالقومية، ومن يعارض مسؤوليته عن الجهاز القضائي ليس وطنيًا، وهو بذلك يخدم الارهاب، والمفردات التي يستخدمها اردوغان ضد خصومه تشبه مفردات نتنياهو ومقربيه الذين يربطون بين حب الوطن وحب القائد.
صحيح أنهم في اسرائيل لا يقومون باعتقال القادة السياسيين بتهمة التآمر أو محاولة الانقلاب، لكن الاساس الفكري اصبح جاهزًا، مثلما طرد اردوغان القادة الليبراليين من حزبه فإن نتنياهو أخرج من يعتبرهم معتدلون قياسًا مع قوميته المتطرفة.