لم يعد الأردن ملجأ للبشر النازحين هربًا من نيران الحروب في سوريا والعراق وفلسطين فقط، ولكن للحيوانات أيضًا.
ففي محافظة جرش الأردنية تعثر على لاجئين من نوع آخر، أسود ونمور ودببة وغيرها من الحيوانات التي جاءت إلى الأردن هربًا من الحرب، ليتم وضعها في "محمية المأوى" الخاصة بالحيوانات القادمة من مناطق الحروب والنزاعات؛ كالعراق وسوريا وقطاع غزة.
وكشفت صحيفة "جارديان" البريطانية أن هذه أول محمية على مستوى الشرق الأوسط، تم افتتاحها بشكل رسمي العام الماضي 2016، تقوم بإيواء الحيوانات التي كانت تعيش في دول تعاني ظروفًا صعبة وغير مستقرة.
وقالت الصحيفة تصل هذه الحيوانات إلى المأوى؛ إما عن طريق التنسيق مع جمعية فور بوز إنترناشونال الخاصة بحماية الحيوانات التي تقوم بالذهاب إلى أماكن وجود هذه الحيوانات في دول الحروب لتأمين وصولها إلى المحمية، وإما عن طريق الشرطة البيئية والجمارك الأردنية التي تقوم بمصادرة الحيوانات التي يتم ضبطها خلال عمليات تهريب الحيوانات عبر الحدود.
- "لولا" و"سامبا" الهاربين من داعش:
وأشارت الصحيفة إلى أنه عند دخول مركز الرعاية وإعادة التأهيل لمحمية المأوى، تجد قفصين متجاورين لآخر حيوانين نجيا من الأعمال الإرهابيين التي شهدتها مدينة الموصل العراقية إلى استعادتها من تنظيم داعش؛ وهما الدبة "لولا" والأسد "سامبا".
من الصعب أن تتمكن من رؤيتهما رغم أنهما داخل قفصيهما؛ لاختبائهما في المكان المخصص للنوم، بعد مشاهدتهم ويلات الحرب في الموصل
وقالت الصحيفة أن المحمية تلقت اتصالات من أهالي الموصل عبر "فيس بوك" تفيد بتدمير حديقة حيوانات "حي المرور"، وأن هناك حيوانات بحاجة لرعاية وطعام، وأهالي الحي غير قادرين على مساعدة هذه الحيوانات.
وفوجئ المسؤلون في المحمية بوجود حيوانين فقط على قيد الحياة هم الدبة "لولا" والأسد "سامبا"، أما باقي الحيوانات، فقد ماتت؛ إما من الجوع وإما نتيجة القذائف، حيث كان عناصر تنظيم داعش يحتمون داخل الحديقة.
وتم تقديم الرعاية الصحية لهم ثم نقلا في أربع سيارات مصفحة تابعة لإحدى الشركات الأمنية من الموصل إلى أربيل بكردستان العراق في ظروف صعبة، ثم انتظروا 9 أيام على حدود أربيل حتى استطاعوا الوصول إلى المطار، وكان بانتظارهم طائرة شحن أردنية من نوع إيرباص 610 بعد الترتيب مع الجانب الأردني ومحمية المأوى لنقل (لولا وسامبا) إلى الأردن.
- أسود سوريا وغزة أيضًا:
أما بالنسبة للحيوانات القادمة من سوريا قالت الصحيفة ظروف الحرب التي عاشتها حيوانات سوريا كانت مشابهة لما عايشته الحيوانات في العراق من تعرضها للجوع وعدم الرعاية والخوف من أصوات الانفجارات، حيث تم استقبال 4 أسود من دمشق، استغرقت مدة نقلهم من هناك إلى الأردن 3 أشهر من الترتيبات مع الجهات المختصة في سوريا لإحضارها إلى محمية المأوى عام 2014.
وسلطت الصحيفة الضوء على الأسد "ماكس" واللبؤة "منى"، حيث كانا شرسين عندما حضرا وهما شبلان من قطاع غزة عام 2015، حيث كانا يعيشان في منزل أحد الفلسطينيين بالقطاع في ظروف خطرة وغير ملائمة.
وأضافت الصحيفة أما الأسد "سلطان" واللبؤة "صابرين"، فقد جاءا من غزة أيضًا في أثناء الحرب الإسرائيلية على القطاع عام 2014 ليجدا مأوىً لهما من الحروب الإسرائيلية في هذا المكان.