الجريمة خلقها البشر ووجدت منذ خطية أدم أبو البشر، وهي سلوك عدواني يلحق ضررا بالفرد والمجتمع.
لم تنجح أي وسيلة في أي زمان أو مكان لمنع وقوع الجرائم وإنما هي جزء لا يتجزأ من السلوك الإنساني وأحد مكونات الحياة في أي مجتمع، أيًا تكن ثقافته أو مستواه الحضاري.
ويعد البغاء أو ما يعرف "بالدعارة" أقدم مهنة في التاريخ وأكثرها انتشارا فى العالم.
وقد لا يخلو بلد من محترفاته وسميت العاملات في هذا النوع من البغاء بأسماء مختلفة على مر العصور، فقديما أُطلق عليهن «الخواطي» ومفردها خاطية ثم عرفن بالزواني أو الزانيات، ثم تطور الاسم مع الزمان
وتعددت مرادفاته أيضا، فعرفنَ ب"ـفتيات الهوى"... وهو المصطلح الذي أصبح أكثر شيوعًا في القرنين التاسع عشر والعشرين.
وكانت الدعارة من الأمور المباحة وتخضع لقوانين ولوائح وترعاها الدولة التي كانت تحت الاحتلال الإنكليزي في ذلك الحين، أي أن المحتل الانكليزي ساعد على انتشارها وتقنينها. ارتبطت الدعارة في القاهرة بمستشفى «الحوض المرصود» وهو مكان الكشف على المومسات المصريات"العاهرات"و قد أنشىء عام 1902 وتتوجه إليه «فتيات الهوى» للفحص الطبي.
وأيضا خلال الحرب العالمية الثانية انتشرت دكاكين بيع المثلجات التي تديرها «فتيات الهوى» والقريبة من أماكن وجود المعسكرات البريطانية، خاصةً في مناطق روض الفرج حيث بعض الوحدات البريطانية. وكان الجنود الانكليز يترددون على هذه الدكاكين بحجة الشراء إلا أنها كانت تقفل بعد دخول الجنود ويتم اللقاء في داخلها.
ومن أشهر القوادين في "مصر القديمة" ابراهيم الغربي –الذي يعرف بملك الرذيلة- ينتمي إلى اسرة صعيدية من إحدى قرى أسوان وكان والده يمتهن تجارة الرقيق (العبيد) منذ 1870.
• ابراهيم الغربي
كان ابراهيم الغربي أشهر قوّاد وأشهر تاجر رقيق أبيض وأشهر مدير لشبكات الدعارة في مصر كلها في بداية القرن العشرين، جاء إلى القاهرة عام 1890 وبدأ حياته الفاسدة بافتتاح بيت للبغاء العلني في شارع "وابور المياه" في بولاق ولم يمض عام حتى كان امتلك البيت وأضحى من أصحاب الثروات الكبيرة، ثم افتتح عام 1896 منزلًا كبيرًا في "منطقة الوسعة" لتشغيل المومسات وألحق به مقهى بلديًّا للرقص، لم يكن أول مقهى في تاريخ مصر تقدم فيه رقصات فحسب، بل قدمت فيه أول رقصة خليعة عرفت لاحقًا ب"رقصة البطن الفاسدة".
عام 1912 أصبح الغربي يمتلك 15 منزلا للبغاء في حي الأزبكية وتعمل لديه 150 «فتاة الهوى»ً يمارس عليهن كل الصلاحيات. مع حلول عام 1916 أصبح الغربي «ملك الوسعة» وامتد سلطانه في عالم الدعارة إلى خارج القاهرة فكانت تجارة «فتيات الهوى» في مصر كلها تخضع له.
و مات في 15 أكتوبر عام 1926 تاركا وراءه 54 بيتا للدعارة في حي باب الشعرية وعشرات الألوف من الجنيهات بعد أن حكم عليه بالأشغال الشقة المؤبدة.
• عزيزة الملدنة:
بعد موت الغربي كان على «فتيات الهوى» أن يبحثن عن حام جديد لهنَّ، لأن هؤلاء رغم وحشيتهم تكون «فتاة الهوى» من دونهم ضائعة وعرضة للأذى من أشخاص ومن جهات كثيرة.
لم يطل الوقت حتى ظهرت عام 1932 عزيزة الملدنة، واسمها الحقيقي فاطمة ابراهيم. كانت تمارس النشاط نفسه الذي مارسه الغرب حيث تحرّض الفتيات القاصرات على الفسق وركّزت منازلها في منطقة زينهم للدعارة واتسع نشاطها إلى مناطق كثيرة في القاهرة، لكنها لم تستمر طويلا، إذ قبض عليها وقُدمت إلى المحاكمة. قضت محكمة جنح السيدة زينب عليها وعلى شركائها بالسجن لمدة 18 شهرًا ونشرت «الأهرام» الخبر في عددها الصادر في 24 فبراير 1924.
وأيضا لم يخلو الفنانات من هذة الرذيلة فهناك من كان يمارسها ومن يمتلك شبكة دعارة ومن أبرزهم الفنانة "ميمي شكيب".
ففى مطلع عام 1974 تسابق الجميع على شراء الجرائد لمعرفة تفاصيل القضية المثيرة التى كانت تسمى وقتها بقضية شبكة الرقيق الأبيض وهى شبكة الدعارة التى كانت تتزعمها الفنانة الشهيرة ميمى شكيب والتى تضم أيضا ثمانى فنانات ومجموعة من النساء من خارج الوسط الفنى وقد لاقت القضية اهتمامًا كبيرًا جدًا وقتها، وتابع الناس التحقيقات فيها بفضول شديد وأصبحت كل الصحف تنشر وتتابع سير التحقيقات فيها.
ولكن في 16 يوليو 1974 بتبرئة ميمى شكيب وكل عضوات الشبكة لكونهن لم يتم إلقاء القبض عليهن وهن فى حالة تلبس.
وفي القرن الواحد والعشرين انتشرت الدعارة بشكل ملحوظ في العاصمة وفي جميع المحافظات ولم تقتصر على المصريين فقط بل هناك كثير من القوادين من الدول العربية.
حيث في مطلع هذا العام، تم إلقاء القبض على أكبر شبكة اتجار بالبشر، تجلب النساء من سوريا والمغرب للعمل في الدعارة بمصر، وممارسة الرذيلة مع الرجال مقابل مبالغ مالية ضخمة.
والذي يدور هذة الشبكة رجل سوري يدعى "محمد الزعيم".
وفي شهر أكتوبر 2016 تم القبض على "إمبراطور الدعارة في مصر"،والذي يقوم باستقطابه الفتيات الهاربات من ذويهن في المحافظات الريفية، خاصة اللاتى لم يحصلن على قدر كبير من التعليم؛ عن طريق مجموعة من رجاله في الفنادق والكافيهات المختلفة في العاصمة، وإقناعهن بالعمل لديه في البداية، ثم يغريهن بالأموال من أجل الزواج منه بعقود عرفية، ثم يغرر بهن لتوقيع إيصالات أمانة بمبالغ مالية كبيرة؛ يجبرهن بها على ممارسة الرذيلة مع الرجال.
ومع سقوط إمبراطور الدعارة في مصر، فتح الصندوق الأسود لأشهر القوادين الذين حققوا ثروة طائلة، أبرزهم عيد سيد أبو الدهب، والشهير بـ"عيد أبوالدهب"، والذي يمتلك مجموعة من العقارات وصالة جيم كبرى ومجموعة من محلات الذهب في الجيزة، وأيضا فارس عبد الملاك، الذي يعتبر من أشهر القوادين في القاهرة، وتم القبض عليه عدة مرات، ومازال محبوسًا حاليًا على ذمة إحدى القضايا.
وأيضا هناك الكثير من النساء التي تعمل في هذا المجال لكسب المال الوفير، فمن أشهر قوادات المريوطية والهرم، القوادة "آية" ومساعدتها "نجوى" و5 ساقطات أخريات الاتي يعملن داخل إحدي الكازينوهات الشهيرة لإستقطاب راغبي المتعة الغير مشروعة.
وفي عام 2016، القت مباحث الآداب العامة بالشرقية،القبض على أكبر قوادة بمركز أبوكبير، تقوم باستقطاب النسوة الساقطات لممارسة أعمال الدعارة مع الرجال بمقابل مادى وهي ربة منزل تبلغ من العمر 57 سنة وتدعى "أيه" وكانت تعمل في التربية والتعليم.