تنوع نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضي، وعقد عدة اجتماعات لمتابعة تطورات برنامج الإصلاح الاقتصادي، ومشروعات تطوير شبكة الطرق والكباري، وتحديث قطاع البترول، وزار مقر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء لمتابعة عملية تنفيذ مشروع التعداد العام للسكان، واستقبل أسرة شهيد القوات المسلحة المقدم أحمد صلاح الدين مالك، كما استقبل كل من وزير الدفاع الأمريكي، ووزير الخارجية الأثيوبي، وعمار الحكيم رئيس التحالف الوطني العراقي.
واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بعقد اجتماع حضره المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، وعمرو الجارحي وزير المالية، الذي عرض خلال الاجتماع تطورات برنامج الإصلاح الاقتصادي الجاري تنفيذه، خاصة ما يتعلق بالسياسات المالية، حيث أشار إلى أن الإجراءات الاقتصادية بدأت في تحقيق العديد من الأهداف المرجوّة وأهمها خفض العجز الأولى للموازنة العامة بنسبة 50% عن معدلات العام المالي الماضي، فضلا عن انخفاض عجز الميزان التجاري، وتزايد معدلات الاستثمار الأجنبي، الأمر الذي يعكس تزايد ثقة دوائر الأعمال الدولية في مستقبل الاقتصاد المصري.
وأكد وزير المالية أن خفض العجز في الموازنة العامة للدولة للعام المالي المقبل 20172018 لن يمس مخصصات برامج الحماية الاجتماعية، مشيرًا إلى ارتفاع مخصصات برنامجي تكافل وكرامة ومعاش الضمان الاجتماعي من 10 مليارات جنيه للعام المالي الحالي إلى 15 مليار جنيه العام المالي المقبل بزيادة 50%، كما سترتفع مخصصات دعم السلع التموينية بنسبة 30%.
وشدد الرئيس السيسي، ضرورة مواصلة برنامج الإصلاح الاقتصادي والمتابعة المستمرة لنتائجه، كما شدد على أهمية زيادة الإنفاق على قطاعات التنمية الاجتماعية خاصة الصحة والتعليم، ومواصلة التوسع في برامج الحماية الاجتماعية لتخفيف الأعباء عن كاهل الفئات الأقل دخلًا والأكثر احتياجا.
وعقد الرئيس السيسي اجتماعا حضره المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، والدكتور هشام عرفات وزير النقل، وتم خلال الاجتماع استعراض الموقف التنفيذي للمشروعات القومية الخاصة بتطوير شبكة الطرق والكباري، والتأكد من تنفيذها وفقا للبرامج الزمنية المحددة، بما يضمن تحقيق تحسن ملموس في خدمة النقل والمواصلات للمواطنين.
وعرض وزير النقل خلال الاجتماع أيضا الجهود المبذولة للارتقاء بمستوي خدمة مرفق السكك الحديدية، مشيرًا إلى قيام الوزارة في الوقت الحالي بعدد من الخطوات لتحسين الخدمة تشمل تطوير عربات الركاب والارتقاء بمستوى النظافة والإضاءة داخل القطارات والمحطات، وصيانة أسطول جرارات الركاب والبضائع وإحلاله، فضلا عن زيادة منافذ حجز التذاكر وإطلاق خدمة الحجز الإلكتروني عبر الإنترنت.
وعرض الدكتور هشام عرفات خلال الاجتماع كذلك التصور المقترح لربط العاصمة الإدارية الجديدة بالشبكة القومية للسكك الحديدية، كما عرض خطط تطوير ترام الإسكندرية، مشيرا إلى ما ستشمله من مضاعفة القدرة الاستيعابية للترام، وتقليص مدة الرحلة إلى النصف، وتحسين الخدمة للركاب من خلال تحديث المحطات وتجديد عربات الترام، منوها إلى أن الوزارة تحرص على الحفاظ على الطابع التاريخي لترام الإسكندرية الذي يُعد من أقدم الخطوط في أفريقيا.
ووجه الرئيس السيسي بمواصلة جهود الارتقاء بمنظومة النقل والمواصلات، مؤكدًا أهمية إنجاز المشروعات الخاصة بتطوير شبكة الطرق والكباري والنهوض بقطاع النقل في أسرع وقت وتفعيل إجراءات الأمن والسلامة بما يؤدي إلى تقديم خدمات أفضل للمواطنين في هذا المجال.
وعقد الرئيس السيسي اجتماعا حضره المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، والمهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، الذي عرض الجهود التي تقوم بها الوزارة لتطوير وتحديث قطاع البترول والثروة المعدنية، مشيرا إلى اتخاذ خطوات تنفيذية لتحسين كفاءة الأداء في مختلف أنشطة القطاع وتطوير عمليات البحث والاستكشاف والإنتاج بهدف رفع إنتاجية الحقول والتوسع في استخدام التكنولوجيا الحديثة، والاستمرار في تنفيذ مشروعات التكرير والبتروكيماويات بهدف تحقيق الاستغلال الاقتصادي الأمثل لموارد مصر من الثروة البترولية.
وأكد الوزير أن خطة وزارة البترول لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي خلال عام 2018 مستمرة وسيتم إنجازها في الموعد المقرر، منوها إلى بدء إنتاج الغاز الطبيعي بالفعل من حقل شمال الإسكندرية، بالإضافة إلى بدء الإنتاج من حقل ظهر قبل نهاية العام الحالي.
وعلى صعيد تنمية الثروة المعدنية، عرض وزير البترول الموقف الحالي للمزايدة العالمية للبحث والتنقيب عن الذهب، والتي من المتوقع البدء في تقييم عروضها خلال الأسبوع الأخير من شهر أبريل الحالي، وذلك لتحقيق أكبر استفادة ممكنة من ثروات مصر الطبيعية وزيادة موارد الدولة.
وأكد الرئيس السيسي خلال الاجتماع أهمية مواصلة العمل على تطوير قطاع البترول والثروة المعدنية في مصر باعتباره ركيزة هامة للاقتصاد الوطني، والعمل على جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية في هذا المجال، كما أكد ضرورة الاستمرار في بذل الجهود من أجل سرعة تنمية اكتشافات الغاز الأخيرة والإسراع من عملية الإنتاج، بالإضافة إلى تذليل كافة المعوقات أمام انجاز المشروعات المتعلقة بتنمية تلك الحقول وإنشاء معامل التكرير.
وقام السيسي، بزيارة مقر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء لمتابعة عملية تنفيذ مشروع التعداد العام للسكان على مستوى الجمهورية، واستمع إلى شرح من اللواء أبو بكر الجندي رئيس الجهاز عن تفاصيل مشروع التعداد العام وحصر السكان، والذى يتم لأول مرة بشكل إلكتروني ويهدف إلى إنشاء أكبر قاعدة بيانات في تاريخ مصر.
وعرض رئيس الجهاز العناصر الرئيسية لعملية التعداد بما تشمله من بنية تحتية تكنولوجية، واختيار وتدريب للعاملين، وتعزيز الوعى المجتمعى بأهمية التعداد.
وشاهد الرئيس فيلما تسجيلا عن مشروع التعداد العام للسكان، كما قام بمراجعة وتسجيل بياناته على مسجل البيانات الخاص بذلك، ثم قام الرئيس بتدشين الطابع التذكاري الذي تم إصداره بمناسبة مشروع التعداد العام.
وحرص الرئيس في ختام زيارته للجهاز على توجيه رسالة شكر للعاملين الميدانيين بمشروع التعداد البالغ عددهم حوالي 40 ألف عامل، أعرب خلالها عن تقديره لما قاموا به في المراحل السابقة، مؤكدا ثقته في بذلهم مزيدا من الجهد لإنجاح هذا المشروع القومى الهام الذى ينتظر نتائجه كافة أطياف المجتمع.
واستقبل الرئيس السيسي أسرة شهيد القوات المسلحة المقدم أحمد صلاح الدين مالك الذي استشهد خلال عملية مداهمة على عناصر إرهابية في سيناء الشهر الماضي، وسبق أن استشهد شقيقه الرائد إسلام صلاح الدين مالك الضابط بوزارة الداخلية.
وحرص الرئيس على توجيه رسالة شكر وعرفان لأسرة الشهيدين بالنيابة عن كل المصريين، مؤكدًا أن مصر لا تنسى أبناءها الأبطال الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن من أجل أن ينعم أبناؤه بالحرية والأمن والاستقرار.
ومن جانبهم، أعرب أفراد أسرة الشهيدين عن تقديرهم لحرص الرئيس على الالتقاء بهم وتأكيد رعاية الدولة لهم، موجهين رسالة لكل المصريين بأن مصر ستظل قوية وعظيمة، ولن تسقط أبدا طالما ظل أبناؤها الأوفياء يحمونها بأرواحهم.
واستقبل الرئيس السيسي الدكتور ورقينه جباييه وزير خارجية أثيوبيا، الذي سلّمه رسالة مكتوبة من رئيس الوزراء الاثيوبي هايلي ماريام ديسالين تتضمن تأكيد حرص الجانب الاثيوبي على تطوير وتعميق علاقاته مع مصر على مختلف الأصعدة.
ورحب وزير خارجية أثيوبيا، بما تم إحرازه من تقدم خلال السنوات الثلاث الماضية على مسار العلاقات الثنائية بين البلدين، مشيرا إلى ما يعكسه ذلك من توافر إرادة سياسية حقيقية لدى قيادتي وشعبي البلدين تستهدف تعزيز التفاهم المشترك وأواصر التعاون بين دول حوض النيل، لاسيما في ضوء ما يجمع بين مصر وأثيوبيا من تاريخ مشترك ومصير واحد.
كما أكد الوزير الاثيوبي التزام بلاده بتحقيق المصالح المشتركة للشعبين وعدم الإضرار بمصالح مصر، مشيرا إلى أن التواصل والتشاور الدوري بين البلدين يعززان من التعاون المشترك ويساهمان في ترسيخ الثقة على المستويين الرسمي والشعبي.
من جانبه أكد الرئيس السيسي اهتمام مصر بتطوير علاقاتها مع أثيوبيا في مختلف المجالات وتعزيز التعاون بين البلدين بما يحقق مصالح الشعبين، وأشاد باللقاءات المتعددة التي تمت مع رئيس الوزراء الأثيوبي، وآخرها على هامش قمة الاتحاد الافريقي الأخيرة في أديس ابابا، مشيرا إلى ما يساهم به التنسيق المستمر بين البلدين حول الموضوعات ذات الاهتمام المشترك في بناء أسس متينة لعلاقات تعاون ممتدة بين الجانبين.
وأعرب الرئيس عن تطلعه إلى عقد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين في القاهرة قريبا، واستقبال رئيس الوزراء الإثيوبي في مصر لبحث سبل تطوير العلاقات الثنائية على مختلف المستويات، كما أكد أن سياسة مصر الخارجية تقوم على تأسيس علاقات متوازنة ومنفتحة على جميع الدول، مشددا على أن مصر لا تتآمر ولا تتدخل في شئون الدول الأخرى، بل تسعي إلى البناء والتعاون والتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة بالشرق الأوسط وأفريقيا.
وتم خلال اللقاء التباحث حول سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين، كما تم التطرق إلى تطورات ملف سد النهضة، حيث أكد الرئيس على أهمية التفاعل الإيجابي مع الشركة التي تُنفذ الدراسات الخاصة بالسد لإنهائها في أقرب وقت، والوصول إلى التوافق على قواعد ملء السد وفقا لاتفاق إعلان المبادئ الموقع في الخرطوم، منوها إلى ضرورة مواصلة التعاون بين البلدين من أجل الاستخدام الأمثل لمجمل الموارد المائية المشتركة في حوض النيل بما يراعي تحقيق التنمية لكل الدول، دون الافتئات على الحق في الحياة، أو الإضرار بالاستخدامات القائمة بالفعل.
وشهد اللقاء كذلك تباحثا حول عدد من القضايا الأفريقية ذات الاهتمام المشترك، حيث تم التأكيد على أهمية تعزيز التنسيق والتشاور بين البلدين من أجل الدفع قدما بجهود إرساء السلم والأمن في القارة الأفريقية، وذلك سواء في إطار الاتحاد الأفريقي أو في إطار العضوية الراهنة للبلدين في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة.
واستقبل الرئيس السيسي عمار الحكيم رئيس التحالف الوطني العراقي، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية وخالد فوزي رئيس المخابرات العامة، حيث أكد الرئيس السيسي حرص مصر على الوقوف بجانب العراق ودعمها لوحدته وسيادته على كامل أراضيه، ومساندتها لكافة الجهود الرامية إلى استعادة الأمن والاستقرار في هذا البلد العربى الشقيق.
وأشار الرئيس إلى أهمية تجاوز الخلافات بين مختلف الكتل السياسية والحيلولة دون محاولات اشعال الفتنة والانقسام المذهبى والطائفى، مؤكدا ضرورة تكاتف كافة طوائف المجتمع العراقى لتحقيق مصالحة وطنية تساهم في تعزيز وحدة النسيج الوطني وقطع الطريق على محاولات بث الفرقة.
ورحب الرئيس السيسي بالانتصارات التى يحققها الجيش العراقى وأكد دعم مصر لكافة الجهود العراقية الرامية إلى تحقيق مصالحة وطنية حقيقية تعزز من جهود التنمية والاستقرار، فضلا عن مساندة الحكومة العراقية في جهودها للقضاء على التطرف والإرهاب.
كما تطرق اللقاء إلى عدد من مجالات التعاون المشترك وسبل تعزيزها لمصلحة الشعبين الشقيقين، حيث أعرب الجانبان عن تطلعهما لاستمرار التنسيق بين البلدين والعمل على تطوير العلاقات المتميزة القائمة بينهما.
واستقبل الرئيس السيسي جيمس ماتيس وزير الدفاع الأمريكي، بحضور الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والسيدة دينا باول نائبة مستشار الأمن القومي الأمريكي للشئون الاستراتيجية وستيفن بيكروفت السفير الأمريكي بالقاهرة.
ورحب الرئيس بوزير الدفاع الأمريكي بمناسبة قيامه بأول زيارة له للقاهرة منذ توليه منصبه، معربا عن تطلعه لاستكمال التباحث مع الوزير الأمريكي حول سبل تعزيز التعاون العسكري القائم بين البلدين، وذلك بعد اللقاء البناء الذي عقده الرئيس مع جيمس ماتيس في البنتاجون خلال زيارته لواشنطن مطلع الشهر الحالي.
وأكد الرئيس السيسي خلال اللقاء على قوة العلاقات المصرية الأمريكية وما تتميز به من طابع استراتيجي، وصمودها أمام الكثير من التحديات الصعبة خلال السنوات الماضية، مؤكدا حرص مصر على أن تشهد العلاقات الثنائية انطلاقة قوية في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة.
ومن جانبه أكد وزير الدفاع الأمريكي تطلع بلاده لتعزيز العلاقات الثنائية مع مصر خلال المرحلة المقبلة في مختلف المجالات بما يُمكّن الدولتين من مجابهة التحديات غير المسبوقة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط والعالم، مؤكدا قوة التعاون العسكري القائم بين البلدين والعلاقات الخاصة التي تربط بين وزارتي الدفاع المصرية والأمريكية، وحرص الولايات المتحدة على تفعيل هذه العلاقات ودفعها نحو آفاق أوسع.
كما أوضح الوزير الأمريكي خلال اللقاء أهمية دور مصر المحوري في منطقة الشرق الأوسط، مشيدا بجهودها في مجال مكافحة الإرهاب، فضلا عن مواقفها بشأن دعم الاستقرار في المنطقة وتسوية أزماتها، مؤكدا دعم الولايات المتحدة الكامل للجهود المصرية في هذا الاتجاه.
وتم خلال اللقاء استعراض أوجه التعاون العسكري والأمني بين البلدين ومناقشة سبل تعزيزه وتطويره خلال الفترة القادمة، لاسيما في ضوء الوضع الإقليمي المتأزم الذي يتطلب تضافر الجهود الدولية من أجل استعادة الأمن والاستقرار.
كما تم التباحث حول التحديات الإقليمية والدولية، خاصة مكافحة الإرهاب، حيث تم تناول ظاهرة الإرهاب من جوانبها المختلفة سواء العسكرية أو الأيديولوجية، وأكد الرئيس في هذا الإطار ضرورة تكثيف الجهود الدولية لتجفيف منابع الإرهاب وتوجيه رسالة حاسمة إلى الدول التي تدعم الإرهاب بضرورة إيقاف تمويل التنظيمات الإرهابية أو مدها بالسلاح والمقاتلين.