في البداية أبارك للنادي الأهلي على لقب الدوري هذا الموسم، فهو الأكثر استقرارًا سواء من الناحية الإدارية أو الفنية، لا سيما وأنه لا يتعرض لأي ضغوط في الفترة الحالية، وأبارك أيضًا لفريق مصر المقاصة، على حصوله على المركز الثاني في الدوري، لأول مرة في تاريخه.
وعلى الجانب الآخر نادي الزمالك يفتقد لأشياء كثيرة للغاية هذا الموسم، فكثرة المشاكل الإدارية بجانب تغيير المدربين المستمر، وقلة طموح اللاعبين بعد 3 سنوت من إحراز بطولات مهمة، وذلك نراه في أن الـ18 لاعب الذين انضموا للزمالك، كانوا لا يمتلكون المال أو البطولات أو النجومية، فلذلك كانوا غير مستهلكين ومتعطشين لحصد البطولات، ولكن الآن أصبح اللاعب يشعر بنجوميته وثرائه وتأمين مستقبله، وهو ما جعله يكتفي بما حققه.
الإجهاد أيضًا دوره كبير في تراجع مستوى لاعبي الزمالك، بسبب تلاحم المباريات المتتالي في الدوري، وهو ما جعل الزمالك هو أكثر الأندية تعرضًا للإصابات على مدار الموسم، ما يؤكد ذلك أن هناك العديد من اللاعبين ابتعدوا عن الزمالك فترة كبيرة بسبب الإصابات، على رأسهم محمد مسعد وحسني فتحي وأسامة إبراهيم ومحمد مجدي وعلي فتحي وصلاح ريكو وأحمد رفعت ومحمد ناصف، فكل هذه إصابات لم تحدث عندما حصل الزمالك على بطولة الدوري منذ موسمين.
كثرة مشاكل نادي الزمالك، تتمثل في وجود رئيس النادي الذي يتمتع بعداوات كثيرة جدًا في الوسط الرياضي، فهو يهاجم الكثير من الشخصيات، الأمر الذي شكل قلقًا على النادي، خاصة وأن هؤلاء الأشخاص في الظاهر لا يردون على أي عداوة، ولكنهم دائمًا ما يسعون للانتقام منه في صورة نادي الزمالك، الأمر الذي أثر بالسلب على القلعة البيضاء.
نحن على علم كمصريين، أن اتحاد الكرة على مدار السنوات الماضية، سواء الحالي أو الماضي أو ما سبقه، لا يتعامل باللوائح أو العدالة بين جميع الأندية، فالأهلي والزمالك هما "ع الحجر" وإن كانت الأزمة بين الأهلي والزمالك، فكفة الأهلي هي الأرجح، وسيكون الأهلي هو الأقوى بفضل شعبيته ونفوذه وقراراته واتحاد الكرة، والدليل على ذلك عندما رفض محمود طاهر رئيس النادي خوض مباراة القمة أمام الزمالك في الجونة، رغم إصرار الأمن واتحاد الكرة على إقامتها في الجونة، إلا إنه في النهاية رضخ اتحاد الكرة ووافق الأمن على إقامتها في برج العرب.
بينما على الجانب الآخر، عندما يصر نادي الزمالك على شيئًا ما لا ينفذ، مهما حدث، خاصة وأن اتحاد الكرة يستطيع أن ينفذ قراره على الزمالك، على عكس الأهلي الذي يعد أقوى من اتحاد الكرة، بينما قد يكون نادي الزمالك في نفس قوة اتحاد الكرة، إلا أن الأهلي أقوى من الإثنين.
على كل حال أرى أن مشكلة مباراة الزمالك والمقاصة، كانت من الممكن وبكل سهولة أن تؤجل لليوم الثلاثاء، وتلعب بشكلٍ طبيعي وبدون ما حدث من أزمات خلال الساعات الماضية، على أن تؤجل مباراة طلائع الجيش غدًا ليوم السبت المقبل، ولكن نعلم جميعًا أن على مدار السنوات الماضية، أن اتحاد الكر لا يدار باللوائح وإنما يدار بالود والتليفون والمجاملات وغيرها.
المثير في الأمر أن عامر حسين رئيس لجنة المسابقات، ظهر في مداخلة هاتفية بأحد القنوات، ولوح بأنه سيؤجل المباراة، قبل أن يصدر أي قرار من الأمن يؤكد فيه رغبته بتأجيل المباراة لموعد آخر لتزامن المباراة مع أعياد الأقباط، بالإضافة إلى أن رئيس لجنة المسابقات نفسه، قد أجل من قبل مباراة رسمية بالدوري من أجل أن يخوض الأهلي مباراة ودية مع روما، في الإمارات، وهكذا يدار اتحاد الكرة.
الأزمة الأخرى، هو أن اتحاد الكرة، أعضائه هم نفسهم من يعملون في مجال الإعلام، بالإضافة لعملهم في الشركة الراعية للاتحاد، وهو ما يتعارض دورهم في الاتحاد مع عملهم الإعلامي، فالبتالي لن يستطيع الإعلام مهاجمة اتحاد الكرة أو انتقاده لأن الإعلام هو اتحاد الكرة، خاصة وأن الإعلام دوره مراقبة عمل الاتحاد ولجنة المسابقات والشركة الراعية، بجانب أن عملهم يتعارض مع لوائح الفيفا التي تمنع الجمع بين العمل في الإعلام واتحاد الكرة، فتضارب المصالح يؤدي إلى ما وصلنا إليه.
وأخيرًا كما توقعت في المقالة السابقة، أن المصري سيودع الكونفدرالية لقلة خبرات لاعبيه بجانب سوء أرضية ملعب استاد الإسماعيلية، بينما فرج عامر كان قادرًا على احتواء الحكام، وصعد لدور المجموعات بالبطولة.