الصراع يشتعل بين الإمام والمستشار.. الأزهري ينتقد أداء المؤسسة في مواجهة التطرف.. والجندي: "يطمح أن يكون بديًلا للطيب"

الدكتور أسامة الأزهري

الحرب الكلامية اشتعلت مرة أخرى، بين مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، الدكتور أسامة الأزهري، وبين أطراف في المؤسسة الأزهرية، والتي ينتمي إليها، على رأسهم الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب.

شيخ الأزهر، بدأ في حديثه الأسبوعي، الذي يُذاع عبر الفضائية المصرية، منفعلًا، مؤكدًا أن جماهير العامة -فضلًا عن الدارسين والمختصين- أصبحت تشعر بأن هناك حملة ممنهجة ضد الأزهر الشريف، ومَن يقومون بهذه الحملة طائفتان: طائفةٌ تعلم أن هذا الكلام الذى يروِّجونه فى برامجهم ليس حقيقيًّا ولا أصل له، وإنما هو فرصة فى هذه الظروف لجذب المشاهد ولكثرة الإعلانات، وهذا يعنى أن المعيار الذي يحكمهم هو المصلحة المادية التي تهدف إلى الكسب، ولا تنظر بحال إلى مصلحة الناس.

وأضاف: "وأما الطائفة الثانية من المهاجمين للأزهر فى بعض وسائل الإعلام، فهى طائفة ممولة ممنهجة تتصيد وتفتعل الصراعات بين الثوابت الفكرية والعقائدية للمجتمعات مع الحضارة المادية الجديدة، لتنفذ مخططات مدروسة لهدم كل ما هو أصيل فى هذه الأمة، وفى المقدمة مؤسسة الأزهر الشريف، لأن دعاة هذه الفتن يؤمنون بمفاهيم حضارية متسلطة لا تطيق أن يكون بجوارها فى العالم حضارة أخرى مختلفة عنها".

وصرخ الطيب، في مهاجمي المؤسسة، قائلًا: "لنا أكثر من سنة هجوم متواصل، طيب خلاص عرفنا إن الأزهر إرهابي وبيخرج إرهابيين وبيصنع القنابل كمان.. شوفولكم حاجة تانية اتكلموا فيها، إنما يوميًا هجوم؟ شوفلكم قصة تانية اكسبوا منها".

https:www.youtube.comwatch?v=iOO5lOM-ob0

فيما أدلى أسامة الأزهري، الجمعة، بتصريحات حادة هو الأخر، قائلًا إنه "حينما تحدث مواجهة فكرية بيننا وبين أي تيار حاملًا لفكر منحرف، كالخوارج التكفيريين، فإن أقوى عُدة أو آلة من أداوتنا لخوض هذه المعركة، هي القوة والجرأة والمواجهة والمبادرة وعدم الخوف أو التردد، والقدرة الكبيرة على رصد هذا الفكر وتطوره، والإنطلاق بكل قوة إلى تفنيده ومواجهته”.

أضاف الأزهري، خلال تقديمه برنامج "رؤى"، عبر فضائية “dmc”: "نحن الآن في عام 2017، مازلنا نواجه فكر التكفيريين مع اختلاف أسمائهم أو شعاراتهم، من داعش إلى الإخوان إلى القاعدة إلى بوكو حرام، ونحن في أشد الحاجة إلى أن نبني على المنهجية التي قام عليها سيدنا عبد الله بن عباس، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم”.

تابع أن "إقدام ابن عباس على محاربة فكر التطرف، استدعى الإمام علي بن أبي طالب، ليقول له: (إني أخافهم عليك)، وفي هذه ملاحظة عجيبة، وهي أن رأس الدولة ممثل في علي، هو من يقول لعبد الله تمهل، لقلقه عليه لأنه يواجههم بقوة، بينما ابن عباس الذي كان يُمثل المؤسسة العلمية الدينية القائمة كان هو المتحلي بالإقدام والجرأة والجسارة إلى أن يأتي رأس الدولة ويطلب منه التمهل".

استكمل: "هذه اللمحة تُذكرني بحال نحن عليه الآن، لكن أقرب ما يكون إلى عكس هذا الحال، حيث أن مؤسستنا القائمة (في إشارة إلى الأزهر مؤسسة الأزهر الشريف)، يستدعيها الناس ويطلبون منها الإقدام والقوة والجسارة، نظرًا لأن تيارات التطرف مازالت تقفز قفزات واسعة، ومازالت تخطف عقول جديدة وتدفعها إلى أعمال التفجير والخراب، ولكن لا مُجيب".

https:www.youtube.comwatch?v=c4GqhTbFqm8

“أهل مصر" هاتفت الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، للتعليق على تصريحات "الأزهري"، في ضوء ما وصفه الإمام الأكبر بـ"حملة ممنهجة على المؤسسة الدينية الأكبر في العالم".

قال الجندي، إن "تصريحات الأزهري مؤسفة، خاصةً أنه أحد مشايخ الأزهر، وتصريحاته مليئة بالمغالطات، المؤسسة بالفعل تتخذ خطوات محددة فيما يتعلق بتجديد الخطاب الديني، وقامت بتنقيح المقررات، وإضافة موضوعات تتعلق بالمواطنة والتعايش السلمي، وشيخ الأزهر له العديد من الزيارات الخارجية، فضلًا عن القوافل والمؤتمرات، وغيرها، لا أعلم كيف يعتبر الأزهري، الأزهر باعتباره المؤسسة الدينية في مصر، بعد كل هذا، لا يُجيب".

أضاف: "هناك جهود للمجمع الإسلامي، ولهيئة كبار العلماء، ولوزارة الأوقاف، ودار الإفتاء، والمرصد، ألا يعلم أسامة الأزهري أن هناك مرصدًا عالميًا للأزهر الآن ليُخاطب العالم بـ14 لغة ويدحض الأفكار المتطرفة ولتقديم صورة الإسلام الصحيحة؟ كيف بعد كل هذا يقول الأزهري إنه لا مُجيب، الأزهري يظلم المؤسسة بدون وجه حق".

تابع: " مندهش من تصريحات الأزهري، على الأقل حين ينتقد تكون انتقاداته ليست بهذه الحدة، تصريحاته صعبة فعلًا، هل الشهرة والإعلام تجعل الناس تنسى ما ينبغي أن يكون؟ بعض الإعلاميين قد يُتصور منهم هذا الكلام، أو بعض النخبة، أو بعض أعضاء مجلس النواب، لكن أن يخرج من أحد المحسوبين على هذه المؤسسة، وهو أستاذ يعمل فيها، وأخذ حظه من هذه المؤسسة".

استكمل: "تصريحات الأزهري غير مبررة، ولا نتقبلها إطلاقًا، هذا الاتهام للمؤسسة ليس قائمًا على أسس صحيحة، وما الهدف من هذا الاتهام؟ هل الهدف إظهار المؤسسة بأنها مقصرة ولا تؤدي دورها؟ هل المقصود أن يقول إن المؤسسة تحمل فكر تطرف فعلًا كما يُروج البعض؟".

استطرد: "أطالب الدكتور أسامة بأن يقول لنا ما البديل؟ إذا كان الأزهر لا يُجيب فمن البديل يا دكتور أسامة؟".

أشار إلى أن تصريحات الأزهري لا يجوز تحميلها على مؤسسة الرئاسة باعتبار منصبه كمستشار الرئيس للشئون الدينية، متابعًا: “دكتور أسامة له تطلعات أكبر أخرى، وفي مقدمتها طبعًا منصب شيخ الأزهر، أو على الأقل عضو بمجمع البحوث الإسلامية، أو عضو بهيئة كبار العلماء".

أكد أن تفسيره للموقف أن الأزهري يطمح إلى تحقيق طموح شخصي لديه، ولا يُحمل تصريحاته على أنها نابعة من موقف لرئاسة الجمهورية.

اختتم: "الدكتور الطيب ليس له خصومة مع أحد، ولكنه يدافع عن المؤسسة، وهذا واجبه، ولديه معايير موضوعية يطبقها ولا يتكلم كثيرًا، ومنتقديه لهم مصالح شخصية، والرأي العام لن يقبل تصريحات الأزهري، خاصةً أنه ينتقد أداء المؤسسة كلها، وليس شيخ الأزهر وحده".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً