لأول مرة منذ سنوات طويلة، تعلن الطرق الصوفية إلغاء احتفالاتها بالليلة الختامية بمولد السيدة زينب، واقتصار الاحتفالات على أمسية دينية داخل مسجدها الكبير بمشاركة عدد من علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، وذلك خوفًا من حدوث أي من التهديدات التي يطلقها تنظيم داعش الإرهابي للصوفية، أو أي عملية إرهابية.
ومنذ أكثر من أسبوع، كان الآلاف من أتباع الطرق الصوفية، بدأوا التوافد إلى مسجد السيدة زينب، من أجل المشاركة في المولد والليلة الختامية التي كان محددًا لها يوم الثلاثاء المقبل، ولكن بعد علمهم بإلغاء المولد سيطر الحزن عليهم.
وبعد الإعلان من قبل مشايخ الطرق إلغاء الاحتفالات بالموالد، فرض مشايخ الطرق السرية التامة على الأسباب المعلنة والحقيقة وراء الإلغاء، بينما كشف مصطفى زايد منسق ائتلاف الطرق الصوفية، أن إلغاء احتفالات الصوفية هذا العام بمولد السيدة زينب، أمر عجيب ومريب وخاصة أن قيادات الصوفية وجهوا عدة رسائل للأمن ومديرية أمن القاهرة، حيث قالوا لهم لن نقيم السرادقات في الشوارع الرئيسية وسنقيمها فى الشوارع الجانبية إلا أنهم رفضوا ذلك خوفا من حدوث عمليات إرهابية محتملة.
وأضاف زايد في تصريح لـ"أهل مصر"، أن هناك الآلاف من أبناء واتباع الصوفية، جاءوا من كل محافظات مصر للمشاركة فى المولد لا يجدون مكانا ينامون فيه وخاصة مع امتلاء مسجد السيدة زينب بالزوار الذين كانوا يعتقدون أن المولد فى موعده هذا العام، إلا أن الأمور جاءت عكس ذلك تماما، وتحولت الأجواء المليئة بالفرح والسعادة إلى أجواء مليئة بالكآبة والحزن.
وأوضح زايد أن إيجارات الشقق حول مسجد السيدة زينب هذا العام زادت بصورة كبيرة، وعلى ذلك لا يستطيع الدراويش البسطاء أن يقوموا بتأجير هذه الأماكن الفارهة، ولم يكن أمامهم سوى السرادقات والخدمات، ولكن ما حدث هدم كل أمانيهم وسوف يتباكى الجميع حزنا لعدم إقامة الاحتفالات التي كانت تحدث كل عام.
وفي نفس السياق قال عبدالله الناصر حلمى، أمين اتحاد القوى الصوفية، إن هناك غضب كبير بين أتباع وأبناء الطرق الصوفية بعد الكشف مؤخرًا عن إلغاء الاحتفالات بمولد "أم العواجز" والغضب الأكبر زاد عندما قامت قوات الأمن بمنع أتباع الطرق الصوفية من نصب الخيام وإقامة السرادقات بالشوارع الجانبية، حيث عند توجيه السؤال لقوات الأمن قالوا إن هذا العام لن تكون هناك احتفالات بسبب الإرهاب الذى تتعرض له مصر.
وأضاف الناصر، في تصريح لـ"أهل مصر"، أن مشايخ الطرق الصوفية فرضوا سرية تامة على إلغاء الاحتفالات، خوفا من المريدين الذين جاءوا من كل محافظات مصر للمشاركة فى هذا المولد الكبير الذى يأتى إليه الآلاف من أتباع الصوفية كل عام سواء من داخل مصر أو خارجها، ولكن بعد قيام وزارة الداخلية بتشديد الحراسات الأمنية على كافة الشوارع الرئيسية والجانبية بالتزامن مع اقتراب المولد، تأكد للجميع أنه لن تكون هناك احتفالات بمولد السيدة زينب هذا العام والأمر سيقتصر على أمسية دينية يشارك فيها شيخ مشايخ الطرق الصوفية الدكتور عبدالهادى القصبى وعدد من مشايخ الطرق، بالإضافة إلى ممثل عن وزارة الأوقاف وممثل عن الأزهر الشريف.