جحظت عيناه وتوقف الدماء فى عروقه ومر العمر من أمامه كأنها لحظات.. استرجع بها ما مضى من شريط العمر لتعود به إلى 4 سنوات مضت ليتذكر تلك السيدة الجميلة التى جاءت إليه تطلب المساعدة كونها مطلقة لتقلب حياته رأسًا على عقب لتخطف بجمالها اللافت قلبه، وتبادل بعدها معها كلمات الإعجاب لتراود مخيلته كلماتها بينما يخترق خلوته وأحلامه ليقرر بعدها التقدم للزواج منها على الرغم من وفارق العمر الكبير بينه وبينها والمستوى المادى الكبير فهو موظف مرموق بأحد الأحزاب السياسية العريقة، ولكن الحب كان أقوى من كل الفروق، وتزوجها ولكن لم يعلم ان 4 سنوات زواج كانت كفيلة بإنهاء حياتها على يده بطريقة بشعة بسبب شكه فى سلوكها ويالها من أبشع نهاية.
ففى جريمة هزت منطقة دار السلام أقدم موظف بأحد أعرق الأحزاب السياسية المصرية على ذبح زوجته من رقبتها بأسلوب بشع بعد أكتشافة خيانتها له.
انتقلت "هل مصر " إلى شارع "ابو النجا المتفرع من شارع حسانين دسوقى بمنطقة حدائق المعادى والتابعة إداريًا لقسم شرطة دار السلام، والذى شهد الجريمة المروعة ففى شقة بعقار راقى بذلك الشارع وقف الجيران مذهولين لما حدث لأحد أحد يصدق أن تلك الأسرة المحترمة تشهد تلك الجريمة المروعة.
وفى البداية قال لنا محمد م. عامل، "مش قادر أصدق اللى حصل الاستاذ عماد دبح مراتة الست رشا دا راجل بتاع ربنا ولولا شوفته وهو بعد ما قتلها واعترفلنا ما كنتش صدقت خالص.
أنا أعرف الاستاذ عماد من سنين كان بيوزع مساعدات على الفقراء والأرامل ومراته اللى دبحها دى من أهل المنطقة، وأهلها عايشين فى المنطقة، وكانت مطلقة وراحت للاستاذ عماد علشان يطلعلها معاش وبعدها عرفت أنه اتجوزها وكان بيجى شقتها واحنا كنا عارفين بس هو مكنش لية احتكاك بالجيران وما كانش بيظهر كتير.
وفى يوم الحادثة كنت فى الورشة بعد الضهر لقيت كريم شقيق القتيلة وواحد صاحبه بيجروا وبيصرخوا ويقولوا عماد قتل رشا فى البداية لم أصدق وقلت ربما مشاجرة وإصابة، وطلعت بسرعة لشقة الأستاذ عماد وكانت ناس كتيرة موجودة ولقينا الأستاذ عماد طلع وفى إيدة سكينة عليها دماء وقال "موتى يا خاينة "وأشهر فى وجهنا السلاح وذهب إلى القسم وقام بتسليم نفسه.
وقالت أحدى سيدات جارة المجنى عليها إنها تعرف القتيلة وأسرتها وأن رشا القتيلة كانت متزوجة من أحد الأشخاص قبل زوجها الأخير وأنجبت منه 3 أطفال وبعدها طلقها، وكانت تعانى من ظروف مالية كحال أى أسرة حتى علموا بأنها تزوجت من أحد الأشخاص وكان يتردد عليها فى الشقة وكان معروف عنه السخاء الشديد وتتردد عليه الكثير من النساء العجائز والسيدات الأرامل للحصول من على مساعدات ولكن فى الفترة الأخيرة كانوا دائمى المشاجرات ولكن لا أحد كان يتدخل بينهم من الجيران، وفى يوم الواقعة سمعت صراخ وعويل وخرجت من الشقة ورايت شابين يقومان بطرق الباب بشدة فى محاولة لكسرة وبعدها فؤجئت بالمتهم يخرج من الشقة وفى يدة سكين وصاح قائلًا: "قتلتها علشان خاينة وهسلم نفسى ".
وتلتقط أم محمد جارة القتيلة طرف الحديث من جارتها قائلًا: إن أحد الشباب حاول الصعود إلى العقار أثناء قيام المتهم بقتل زوجته وقام الناس بمنعة لأنه المتهم كان فى إيده سلاح وسكينة.
وعن سلوكسات المجنى عليها قالت الجارة إنها كانت ست محترمة، ولايبدو عليها مظاهر الفاحشة، وأنه بعدها شاهدت المتهم يخرج من المنزل شاهرًا سلاحة ويلوح بسكين، وقال "قتلتها علشان خانتنى "ومحدش لية دعوة دى خاينة "وبعدها خرج إلى الشارع وعلمنا أنه قام بتسليم نفسه فى قسم الشرطة.
وقال شاب يدعى كريم وهو أحد الجيران أنه عندما حدثت الواقعة كان عائدًا من العمل ووجد ناس كتيرة واقفة قدام العقار اللى فيه شقة الاستاذ عماد وبيقولوا عماد قتل.
وقال" كريم محمد" مهندس اتصالات، مقيم بذات العنوان أنه فوجىء ب"سيد" جاره الشاهد الثانى نزل إلى الشارع وأخبر الجيران أن "عماد"قتل زوجته" وعند محاولة أحد الأشخاص بالصعود له أخبره أنه بحوزته سلاح فتراجع، وفى نفس اللحظة خرج المتهم من شرفة شقته وقال"قتلتها لأنها خاينة عشان أخد حق شرفى.
وأضاف "قتلتها وهاسلم نفسى حد ليه شوق فى حاجه، وأضاف شاهد العيان، أخوها هرول وكان يهاتف أهله وذهب ليجلب آخرين، وبعد فترة قصيرة من خروج المتهم من الشرفة، خرج إلى الشارع وملابسه ملطخة بالدماء وفى يده سكين واليد الأخرى طبنجة وقال أنه ذاهب ليسلم نفسه.
وأضاف شاهد العيان، بعد خروجه من المنزل صعدنا ووجدنا المجنى عليها ملقاة على الأرض وبعد عدة طعنات بالصدر والرقبة ومناطق مختلفة من جسدها وكانت قد توفت بالفعل، وحضرت الأجهزة الأمنية الى المنزل.
تعود تفاصيل الواقعة عندما حضر لقسم شرطة دار السلام "ع م ا" 50 سنة، مقيم بدائرة القسم وبحوزته سلاح أبيض "سكين" وأبلغ بقيامه بقتل زوجته "ر ك ح" 36 سنة، ربة منزل ومقيمة بنفس العنوان ولها محل إقامة آخر دائرة القسم؛ لسوء سلوكها، وأقر بتواجد جثتها بالشقة سكنه الكائنة بدائرة القسم.
بالانتقال والفحص تبيَّن صحة الواقعة وعُثر على جثة المجني عليها مسجاة على ظهرها بغرفة النوم وبها إصابات عبارة عن (جرح قطعي وذبحي بالرقبة وجروح طعنية بالظهر والجانب والكف الأيسر)، وعُثر بجوارها على 2 سلاح أبيض "سكين" عليهما آثار دماء، وتحرَّر عن ذلك المحضر اللازم.
وأدلى المتهم بذبح زوجته بمنطقة دار السلام، باعترافات تفصيلية لرجال المباحث عقب تسليم نفسه.
وقال المتهم: إنه تعرَّف على المجني عليها وتزوَّج بها عرفيًّا بعلم أهليتها منذ أربع سنوات، وكانت تتردد عليه بالشقة سكنه، وأنفق عليها وعلى أسرتها خلال تلك الفترة مبالغ مالية تُقدر بحوالي 9 ملايين جنيه عبارة عن (مشغولات ذهبية، شقة سكنية، وديعة بالبنك بمبلغ 2 مليون جنيه)، إلا أنه في الآونة الأخيرة اكتشف حيازتها هاتفًا محمولًا آخر غير معلوم له يحوي محادثات جنسية مع شخص آخر، وتوجه إليها بمسكن أهليتها واشتبه في قيامها بتصوير نفسها في أوضاع مُخلّة وإرسالها عبر وسائل التواصل لأحد الأشخاص فخطَّط لقتلها والتخلص منها، وفي سبيل ذلك طلب منها الحضور لمسكنه، وفور وصولها ومواجهتها بما سبق طلبت منه السماح والغفران فنشبت بينهما مشادَّة كلامية قام على إثرها بالتعدِّي عليها بالأسلحة البيضاء المضبوطة، محدثًا إصابتها التي أودت بحياتها.