أشارت تقارير صحفية أن العلاقات المصرية السودانية المتوترة بدأت تأخذ منعطفا أشبه بالتهدئة، حيثُ أفادت بأن الخرطوم طردت أعضاء جماعة الإخوان المسلمين لإصلاح الأسوار مع القاهرة، موضحة أن العلاقة بين البلدين تربطها عوامل مشتركة منها التاريخ واللغة والدين.
وأكدت أن من بين الأسباب التي أثرت على العلاقة بين البلدين كانت استضافة الخرطوم لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين الذين هربوا من مصر بعد إطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي.
و ذكرت التقارير أن الخرطوم طردت العشرات من جماعة الإخوان، الذين لجأوا إلى السودان في أعقاب تشتيت الاعتصام الموالي لمرسي في ساحة رابعة العدوية، لافتة إلى أن السلطات السودانية أرسلت رسائل غير مباشرة إلى أعضاء جماعة الإخوان، تبلغهم بأنه من الأفضل لهم مغادرة السودان، مؤكدة أن بعضهم سافر إلى ماليزيا وآخرين إلى تركيا.
و قد اتفقت السودان ومصر، على عدم السماح بانطلاق أي أنشطة معادية، وتعزيز التعاون الأمني من خلال الآليات المتفق عليها، وعدم تقديم أي دعم والالتزام بعدم إيواء أي بلد لأي عناصر معارضة للبلد الآخر.
وعقدت اجتماعات لجنة التشاور السياسي بين البلدين، التي جرت بالخرطوم يوم الخميس الماضى، لتهدئة التوتر الذي ساد بين البلدين خلال الفترة الماضية، حيث يذكر أن الملفات الساخنة بين مصر والسودان في قضية مثلث حلايب، وسد النهضة الإثيوبي، ووقف السودان استيراد بعض السلع المصرية، وقراره فرض التأشيرة على المصريين لأول مرة في تاريخ البلدين.
وقد اتفق وزير الخارجية المصري "سامح شكري" ونظيره السوداني "إبراهيم غندور" وعلى "ميثاق شرف إعلامي" بين البلدين، لتجنب أي إساءات متبادلة، في محاولة لتهدئة التوتر بينهما على خلفية أزمة منطقة حلايب المتنازع عليها وملفات عدة أخرى.
قال "سامح شكري": "إن أمن مصر من أمن السودان والعكس"، لافتا إلى الاتفاق على عقد اجتماعات دورية على مستوى الوزراء لحل كل المشاكل التي قد تطرأ على العلاقة بين البلدين مضيفا إن العلاقة مع السودان استراتيجية ولا يمكن الانفكاك عنها بأي حال، وإن الإرادة متوفرة لإزالة أية شوائب قد تطرأ، مؤكدًا الالتزام المطلق بالعلاقات الثنائية.
ومن جانبه قال نظيره السوداني "إبراهيم غندور" إن الجانبين سيلتقيان بشكل دوري لحلحلة أي معوقات قد تطرأ في استراتيجية العلاقة، وأن الأيام القادمات ستشهد مزيدًا من التنسيق.
وبالتطرق إلى قضية حلايب وشلاتين إتفقا كل منهما إلى ترك الملف إلى الرئيس "عبد الفتاح السيسي" ونظيره "عمر البشير"
و قد سلم "شكري" الرئيسَ السوداني عمر البشير رسالة من نظيره المصري عبد الفتاح السيسي يعلن فيها "التزامه المطلق بالعلاقة الإستراتيجية" بين القاهرة والخرطوم.
ويذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، كان قد التقى الشهر الماضي نظيره السوداني عمر البشير في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، حيث اتفقا على بدء مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية.
الدكتور مصطفى الفقي تَحَدَّثَ مؤخرًا أن هناك رواسب تاريخية في العلاقات السودانية المصرية تطفو على السطح بين الحين والآخر، وأن الأطراف المُعادية لمصر تستخدم السودان في تهديد الأمن القومي المصري من خلال قضيتي الأمن والمياه.
كيف نستفيد من علاقة السودان واثيوبيا
ولعل أهم الخطوات المطلوبة لتحقيق التقارب المصري والسوداني والإثيوبي بالتأكيد هو ضرورة بناء الثقة، وهو الأمر الذي لا يتحقق فقط باللقاءات والمشاورات الدبلوماسية المهمة جدًا ولكن أيضا وكما ذكرت الصحافة السودانية مؤخرًا من خلال ضبط الخط المذيع بينهم ومنعه من الانزلاق وراء ما يوتر علاقات الخرطوم والقاهرة وأديس أبابا، ومُناشدة الإعلاميين التصدّي لبذر الفتنة بين البلدان الثلاثة.
أيضا يجب العمل في إطار الدعوات لمحاربة الشائعات وتحرّي الدقة فيما تتداوله وسائل إعلام البلدان الثلاثة، خاصة «مصر والسودان» من تصريحات منسوبة للمسؤولين في كليهما.
وقد رأت بعض الأقلام السودانية في الزيارة محاولة لإزالة التوترات التي نشبت بين البلدين، ومحاولة لإزالة الفهم في العلاقات بين مصر والسودان إزاء العديد من القضايا، مثل: قضية حلايب وسد النهضة ومياه النيل بجانب اتفاقية الحريات الأربع، ومحاولة لإقامة حوار سياسي لحل الأزمات العالقة بين الجانبين، والوصول لتفاهم في القضايا التي تمثل اهتمامًا مشتركًا، مع ضرورة قطع الطريق أمام كل من يحاول بث أخبار كاذبة تسيء للعلاقات وتضرب الفتنة بين البلدين وشعبيهما، كما نقلت عن عبدالمحمود عبدالحليم، سفير السودان في القاهرة، أمله ألاّ تكون زيارة سامح شكري، وزير وزير الخارجية المصري، يوم الخميس، «حدثًا معزولًا».