كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن كواليس الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية، حيث يتوجه الناخبون الفرنسيون إلى صناديق الاقتراع اليوم الأحد فى الجولة اﻷولى لانتخاب رئيس فرنسا المقبل، وسط توقعات بوصول اليمين المتطرف للجولة الثانية في 7 مايو القادم.
وقالت الصحيفة إن أول تلك الكواليس تحول الديمقراطية الفرنسية والنزاهة إلى الانحدار بعد أشهر من الحملات التى تميزت بفضائح الاختلاس، والهجمات الإرهابية، وانهيار الأحزاب الرئيسية القديمة، وصعود المرشحين من أقصى اليمين واليسار.
وفى مساء اليوم الأحد، ستكتشف فرنسا المرشحين اللذان سيتواجهان فى الجولة الثانية من الانتخابات يوم 7 مايو القادم، وستقدم الأسماء مؤشرًا عما إذا كان اقتصاد ثانى أكبر دولة في منطقة اليورو سيستسلم للمد الشعبوي الذي يهز النظام الليبرالي في فترة ما بعد الحرب بأوروبا.
وأضافت الصجيفة أن الفرنسيين ينتخبون رئيسهم مباشرة منذ عام 1965 وكان أول رئيس منتخب بشكل مباشر تشارلز ديجول، واليوم سيتمكن أكثر من 45 مليون ناخب مسجل من الاختيار بين 11 مرشحًا فى مراكز الاقتراع المفتوحة من الساعة الثامنة صباحًا، وحتى السابعة مساء، أو الثامنة مساء فى جميع أنحاء البلاد.
وتوقعت الصحيفة أن إيمانويل ماكرون، وزير الاقتصاد السابق البالغ من العمر 39 عامًا رئيس حزب جديد، ومارين لوبان زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة، لديهما حظ في الوصول للجولة الثانية.
لكن فرانسوا فيلون، الذي عانت حملته من مزاعم اختلاس، يبدو أنها حققت انتعاشًا طفيفًَا في النهاية، يليه بشكل وثيق المرشح اليساري المتطرف "جان لوك ميلينشون" بنحو 19 %.
وأدى مقتل ضابط شرطة في الشانزليزيه وسط باريس ليلة الخميس، على يد رجل شخص أعلن الولاء لداعش، وخلال الـ 24 ساعة الأخيرة من الحملة، استغل لوبان وفيون الهجوم لطرح إجراءات صارمة في القانون والنظام تهدف إلى التصدي للتهديدات اﻹرهابية التي ضربت فرنسا عدة مرات منذ عام 2012.
وقالت الصحيفة إن اثنين من المرشحين يواجهان اتهامات حول هذه الرسائل، وحققت السلطات مع المرشح "فرانسوا فيون" فى 14 مارس الماضي للاشتباه فى اختلاسه أموال عامة وسوء استخدام منصبه، كما اتهمت مرشحة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة "مارين لوبان" بسوء استخدام أموال الاتحاد الأوروبى، ونفى كلٍ من المرشحين تلك الاتهامات.
وعن العزوف الانتخابي في فرنسا، أكدت الصحيفة أن هناك عدد قليل من الدول الغربية يصوتون بكثافة أعلى من الانتخابات الفرنسية.
وفي عام 2012، أدلى أكثر من 80 % من الفرنسيين بأصواتهم في الانتخابات، في المقابل، 55 % من الأمريكيين خرجوا لانتخابات نوفمبر الماضي.
ولكن هذا العام قد يمثل تحولًا دراماتيكيًا، حينما يقرر أولئك الذين يدعمون الأحزاب الرئيسية البقاء في منازلهم، إلا أن هذه سيفيد بعض المرشحين مثل "جان لوك ميلينشون" المرشح اليساري، وماري لوبان من اليمين المتطرف.
وتساءلت الصحيفة عن ماذا لو وصلت "لوبان" للجولة الثانية، حيث قالت إن وصول لوبان إلى الجولة الثانية في الانتخابات الفرنسية استفتاء بحكم الأمر الواقع على مستقبل الاتحاد الأوروبي، فقد تعهدت بالخروج من منطقة الاتحاد، ومنطقة شنغن، وبالتالي فإن عضوية فرنسا ستكون أيضًا على المحك.
ويمكن أن تشكل الانتخابات الرئاسية الفرنسية العلاقات الأوروبية المستقبلية مع روسيا، وسيكون وصول ثلاثة من المرشحين الأربعة الكبار فوزًا لفلاديمير بوتين.
وإذا هزم مرشح الوسط ماكرون في الجولة الأولى، فسيكون هناك فائز كبير، وهو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.