"لقاء الكبيرين" بعيون مصرية وسعودية: إما التعاون أو "النهاية الصعبة".. السيسي وسلمان فقط يمكنهما إطفاء نيران الشرق الأوسط

وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي، ظهر اليوم الأحد، إلى الرياض؛ وكان في استقباله العاهل السعودي الذي اصطحبه إلى الديوان الملكي بقصر اليمامة، حيث عقدت قمة مصرية سعودية حضرها عدد كبير من الأمراء والوزراء وكبار المسئولين في المملكة.

وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي الدعوة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية لزيارة مصر، ورحب الأخير بالدعوة، ووعد بإتمام الزيارة في أقرب فرصة.

لقاء إطفاء النيرانقال السفير أشرف حربي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، مستشار مركز الخليج للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن العلاقات بين السعودية ومصر وثيقة وتاريخية، ولا يمكن أن يكون هناك أمن قومي عربي دون اتفاق مصري سعودي على محددات هذا الأمن القومي العربي، مضيفا: "هذه القمة ستكون لها ردود فعل إيجابية، وستحرك نتائجها الكثير من اللفات التي باتت في جو من التضارب".

وتابع: "ملف الإرهاب وملفات سوريا ليبيا واليمن سيكونوا على مائدة المحادثات، والوقت حان لتضع مصر والسعودية الخطط والأساليب التي يمكن للحكومات العربية كلها في إطار عمل عربي -تم الاتفاق عليه في الأردن- محاربة الإرهاب عسكريا ومنهجيا من خلالها".

وأردف: "يجب أن يكون هناك اتصال دائم بين الدولتين لمواجهة التحدي الذي يهدد أمن اواستقرار المنطقة.. إن لم تتفق الدولتان على خطة طريق فالنهاية ستكون ليست طيبة للجميع.. ستنهار منظومات كثيرة ونحن لا نود أن نردى منظومات قوية أو أصبحت في حالة صعبة جدا ودقيقة جدا تنهار بهذه الشعوب.. يمكن القول بأن القمة في وقتها مناسب".

وفي الشق الاقتصادي، قال: "الملف الاقتصادي والتجاري من المهم أن يكون على مائدة المفاوضات، حجم الاستثمارات السعودية في مصر كبير جدا والسعودية من أكثثر الدول التي لها استثمارات في مصر.. وهناك عقبات تواجه المستثمرين السعوديين في مصر، فقانون الاستثمار هناك بعض الآليات التي يجب علينا أن نضعها في الاعتبار لتسهيل إجراءات الاستثمارات الأحنبية في مصر، وبخاصة العربية".

وأردف: "الميزان التجاري بين مصر والسعودية كبير جدا، ويصل لعدة مليارات من الدولارات، وهذا الجزء يحتاج إلى مرونة من الجانبين حتى تستطيع الأسواق السعودية أن تتلقى منتجات مصرية أكثر، وبخاصة في ظل صعوبات الاقتصاد المصري بعد تعويم الجنيه وصعوبة التصدير للخارج".

السعوديون يرحبون بالسيسيمن جانبه، قال أنور عشقي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية في السعودية، إن العلاقة قائمة على معطيات وأسس استراتيجية واحدة، ولكن شابها بعض الاختلافات -وليس خلافات- في وجهات النظر، ولكن بهذا اللقاء ثبت أن الاختلاف ليس بكبير.

وأضاف: "السعودية ومصر فقط يمكنها مواجهة كل التحديات.. الاجتماع بينهما هام جدا، وسيتم وضع أسس تعاون لإطفاء النيران والتحديات التي تحاصر منطقة الشرق الأوسط، سواء الإرهاب أو الدول التي تحاول التدخل في شئون الدول العربية. سيتحقق الاسقرار ويعيد الأمور إلى نصابها ويحقق الازدهار والعلاقات الطيبية بين الدولتين الشقيقتين.

وعن الأصداء في الشارع السعودي والسوشيال ميديا، قال إن "الجميع يرحب بزيارة السيسي للرياض. الجميع اكتشف أنه ليس هناك مشاكل بين البلدين وهذه الزيارة مهمة بالنسبة للشعبين، وأصبح مرحبا به بشكل كبير لأن التعاون المصري والسعودي وحده يحل المشكلات والتحديات".

وتابع: "وزير دفاع ترامب الجديد قال إنه (جاء لحلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وهما السعودية ومصر)، فالبلدان سيعملان على تحقيق الهدوء في الشرق الأوسط والوقوف في وجه الدول التي تتدخل في المنطقة وبخاصة إيران وكذا مكافحة الإرهاب في سوريا والمين وليبيا وسيناء"، مشددا على أن "الدول العربية هي من تقوم بتنقية وتنظيف بيتها العربي بدلا من أن تأتي دول من الخارج للقيام بذلك العمل وهذا سيكون على عاتق مصر والسعودية".

الإرهاب.. والعربالأمر ذاته، أكده دكتور محمد صادق إسماعيل، رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، في الكويت، إذ تطرق إلى الأهمية الكبيرة للقمة بين الجانبين، وبخاصة أنها تأتي بعد إذابة الجليد في "القمة العربية".

وأوضح أن مصر والسعودية هما أكبر دولتين في المنطقة وصمام أمن وأمان العرب، فعلاقتهما أمان للأمة العربية كلها.

وأشار "صادق" إلى بعض القضايا التي يجب مناقشتها في القمة، إذ قال إن هناك اختلاف في موقفي القاهرة والرياض تجاه الأزمة السورية، ولكن على الطرفين أن يدركا أن الأهم هو مصلحة الشعب السوري، وإن اختلفت الطرق، وكذا هناك توافق حول قضايا عربية هامة مثل الأزمة الليبية والأزمة اليمنية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً