الوصول إلي الإليزيه يحتاج إلى تصاريح مشروطة.. لكن هكذا يصل المرشحون إلى الانتخابات الفرنسية أولًا

انطلقت صباح الأحد، الانتخابات الرئاسية الفرنسية وسط منافسة محتدمة وتدابير أمنية مشددة، ويدلي نحو47 مليون ناخبًا بأصواتهم في الدورة الأولى من الإنتخابات الرئاسية، ثم في الدورة الثانية في الـ 7 من مايو المقبل، لإختيار الرئيس الجديد الذي سيخلف الإشتراكي فرنسوا هولاند الرئيس الحالي، وينتخب الرئيس الفرنسي بالإقتراع العام المباشر على مرحلتين في نظام يعتمد الغالبية المطلقة، لولاية مدتها خمس سنوات قابلة للتجديد، والتي ومن المتوقع إقامة الجولة الأولى من الإنتخابات في 23 من أبريل 2017 وفي حال عدم فوز أي مرشح بالأغلبية المطلقة، تقام جولة أخيرة بين المرشحين الأكثر أصواتًا في 7 مايو 2017.

وتأتي الانتخابات الرئاسية الفرنسية لعام 2017 وسط صعود شعبية أحزاب أقصى اليمين في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، إذ حققت الأحزاب المحسوبة على التيار الشعبوي اليميني إنتصارات إنتخابية هامة منها إستفتاء إنفصال المملكة المتحدة عن الإتحاد الأوروبي 2016 وإنتخاب دونالد ترمب رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية في انتخابات 2016.

وتشجع هذه النتائج مرشحة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبان في تحقق الأمر ذاته في فرنسا، وسط مخاوف رصدها، مركز ستراتفور الاستراتيجي احتمالية نهاية منطقة اليورو حال فوز لوبان بالرئاسة.

وكل هذه مؤشرات ودلائل تؤكد المخاوف التي تلاحق العالم أجمع في حالة سيطرة اليمين المتطرف علي عروش الحكم في اوربا والدول ذات "النبرة المتشددة"، فماذا يكون النظام الإنتخابي الفرنسي وماهي سننه وقوانينه التي تشترط في كل مرشح الحصول عليها وبموجبها يتم إعطاء الضوء الأخضر لترشحه..؟

الإنتخابات الرئاسية الفرنسية هي انتخابات عامة لإختيار الرئيس الجديد والحادي عشر للجمهورية الفرنسية الخامسة، وتشير الاستطلاعات للتقارب الشديد بين مرشح حزب الجمهوريون اليميني فرنسوا فيون ومرشح حزب إلى الأمام إيمانويل ماكرون، واحداهما سينافس مرشحة أقصى اليمين مارين لوبن المتوقع وصولها للجولة الثانية من التصويت.

التشريعات الفرنسية لرئيس الجمهورية ينتخب بالاقتراع العام والمباشر، وينتخب لولاية تدوم خمس سنوات بنظام الاقتراع على دورتين. إذا لم يستطع أي مترشح الحصول على الأغلبية المطلقة للأصوات الصحيحة في الدورة الأولى من الانتخابات، يتم تنظيم دورة ثانية بعد 14 يوما على أقصى تقدير، ويتقدم للدورة الثانية فقط المترشحين اللذين أتيا في المرتبة الأولى والثانية في الدورة الأولى.

يجب أن يستجيب المترشحون لعدة شروط، أولها أن يحمل الجنسية الفرنسية وأن يكون غير ممنوع من ممارسة حقوقه المدنية، أن يكون عمره 18 سنة على الأقل، بالإضافة إلى أن يكون مسجل في القوائم الانتخابية، وأن يعلن عن كل ممتلكاته، وأن كان يمتلك حساب بنكي خاص بالحملة الانتخابية.

وعلى الجانب الأخر يجب الحصول على 500 توقيع على الأقل من أعضاء البرلمان الفرنسي "الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ" أو المسؤولين المحليين المنتخبين "عمداء المدن، الأعضاء المنتخبين لمجلس الفرنسيين بالخارج، رؤساء الهيئات التشريعية للمتروبول والجماعات الحضرية وجماعات التكتل وجماعات البلديات، أعضاء المجالس الإقليمية، ومجلس متروبول ليون ومجلس باريس، أعضاء المجالس الجهوية، الأعضاء المنتخبين لمجلس كورسيكا، الأعضاء المنتخبين للمجالس التشريعية أو الهيئات التنفيذية لتجمعات ما وراء البحار، رئيس بولينزيا الفرنسية ورئيس حكومة كاليدونيا الجديدة، الأعضاء الفرنسيين المنتخبين في البرلمان الأوروبي.

وعلى صعيد الدستور، فقد نص على أنه إذا حصل مانع أو وفاة في آخر أسبوع لتقديم الترشحات لشخص أعلن نيته الترشح، يمكن للمجلس الدستوري تأجيل الانتخابات.

أما في حالة حصول مانع أو وفاة مترشح قبل الدورة الأولى، يتم تأجيل الانتخابات، وفي حالة حصول مانع أو وفاة مترشح متأهل للدورة الثانية، يتم إعادة العملية الانتخابية برمتها.

حسب الفصل الـ 58 من الدستور الفرنسي، فإن المجلس الدستوري هو ضامن حسن سير الانتخابات، النظر في الطعون وإعلان النتائج.

المرشحون

مرشح حزب الجمهوريون "فرنسوا فيون"

كانت الانتخابات التمهيدية التي أجراها حزب الجمهورين في نوفمبر 2016 هي الأولى من نوعها في تاريخه لاختيار مرشح الحزب، بعد أن كانت الأحزاب اليسارية تطبق هذه الطريقة خلال السنوات الماضية.

وخلافًا للتوقعات، حصل الرئيس السابق نيكولا ساركوزي على أقل من 21% الأصوات في الجولة الأولى من التصويت ليحل ثالثًا خلف رئيس الوزراء الأسبق فرانسوا فيون ورئيس الوزراء الأسبق الآن جوبيه، ويعلن بعدها ساركوزي انسحابه من الحياة السياسية.

وفي الجولة الثانية التي أقيمت يوم 27 نوفمبر 2016، نجح فيون في الفوز بفارق مريح على جوبيه ليصبح هو مرشح حزبه في الانتخبات الرئاسية.

مرشح حزب الاشتراكي بونوا أمون

قرر الرئيس المنتهية ولايته فرانسوا هولاند الأول من ديسمبر 2016 عدم ترشحه لولاية ثانية، وبذلك بات الرئيس الأول الذي يرفض الترشح لولاية ثانية منذ العام 1958.

وعلى صعيد أخر واجه هولاند معارضة شديدة حتى داخل حزبه، الحزب الاشتراكي، خصوصًا مطلع عام 2016 بسبب مشروع إصلاح قانون العمل، ما دفع آلاف المتظاهرين إلى النزول إلى الشارع للاحتجاج.

وجرت الجولة الأولى للانتخابات التمهيدية للحزب الاشتراكي يوم 22 يناير 2017، وحل فيها وزير التعليم السابق بونوا أمون أولًا بشكل مفاجئ بنسبة 36.30 في المائة وبفارق خمس نقاط عن منافسه رئيس الوزراء السابق، مانويل فالس.

وفي الجولة الثانية التي أقيمت يوم 29 يناير، حصل أمون على من 58% من الأصوات منتصرًا على فالس، وبذلك أصبح أمون مرشح الحزب الاشتراكي في الانتخابات.

أماعن "المنسحبون" من السباق الرئاسي، فهناك "يانيك جادو"، مرشح حزب البيئة، الذي قرر الإنسحاب يوم 23 فبراير من سباق الانتخابات الرئاسية ودعم مرشح الحزب الاشتراكي بونوا أمون.

"فرنسوا بايرو" أعلن دعم إيمانويل ماكرون

أعلن فرنسوا بايرو رئيس حزب الحركة الديمقراطية يوم 22 فبراير 2017 عدم خوضه الانتخابات الرئاسية ودعم المرشح الوسطي إيمانويل ماكرون، مؤكدا أنه يريد بذلك التصدي لليمين المتشدد في السباق الرئاسي الذي تمثله المرشحة مارين لوبان.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
برلماني متهمًا الحكومة بالتخبط: قسمت الشعب لطبقتين «نجيب ساويرس ونجيب منين»